(الأخبار) – قال رئيس التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" محمد محمود ولد سيدي إن حزبه حقق نتائج إيجابية في الشوط الأول من الانتخابات، مشددا على أن الشعب أثبت تعلقه بمشروع تواصل، وأعطاه ثقته في الشوط الأول.
وأكد ولد سيدي أن الشعب "سيكون أكثر تصميما في الشوط الثاني، وسيكمل خياره بإنجاح لوائح التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل"، قائلا: "هذا ما نتوقعه، وهو ما سيكون بحول الله تعالى".، لافتا إلى أن الشوط الأول عرف ممارسات غير قانونية، وضغوط على الناخبين، وإغراءات وترهيب وترغيب، وهي ممارسات رغم مخالفتها للقانون، فقد استمرت خلال الفترة الفاصلة بين الشوط.
ورأى ولد سيدي أن نتائج حزب تواصل خلال الشوط الأول من الانتخابات الحالية كانت أفضل من نتائجه في انتخابات 2013، مؤكدا أنه لا يمكن أن يغفل " التذكير بالظروف التي نظمت فيها هذه الانتخابات، والمظاهر التي أحيطت بها، والتي كانت لها تأثير سلبي على إرادة بعض الناخبين بكل تأكيد".
وأضاف أن الحزب "حقق الحزب – بفضل الله وتوفيقه – نتائج إيجابية في الشوط الأول، فحصل على 14 مقعدا في الشوط الأول مقابل 12 في الشوط الأول من انتخابات 2013، كما حقق الصدارة في نتائج الانتخابات النيابية في نواكشوط، وحقق نتائج كبيرة في دوائر لم يرشح فيها خلال 2013".
وأكد ولد سيدي أنه "كان للتحالفات التي عقدها تواصل دور بارز في تحقيق نتائج أخرى معتبرة، حيث ينافس الآن منفردا، أو مع حلفائه من أحزب المعارضة في 7 مجالس جهوية من بينها العاصمة السياسية نواكشوط، والعاصمة الاقتصادية نواذيبو، والمدينة العمالية البارزة الزويرات، إضافة لولايات الحوضين والعصابة بما يعنيه ذلك من توق آلاف الجماهير لتجسيد خيارها من خلال اللوائح المعارضة عموما، واللوائح التي يشترك فيها حزب تواصل خصوصا".
وعبر ولد سيدي عن فخرهم في تواصل واعتزازهم بالتحالف والتعاون الذي جمعهم مع أحزاب المعارضة خلال هذه الاستحقاقات، وبالنتائج المترتبة عليها، وبمكاسب التجربة ككل، مردفا أنه يشد "أيدي قادة المعارضة لمزيد من التحالف والتعاون لحماية مكاسب الشعب، وضمان التناوب الديمقراطي السلمي على السلطة".
وتناولت المقابلة مواضيع أخرى عديدة.
وهذا نص المقابلة:
الأخبار: كيف ترون حصيلة نتائجكم في الشوط الأول، في ظل المؤشرات التي تقول إن حصيلتكم في الانتخابات الحالية ستكون أقل من حصيلتكم في انتخابات 2013؟
رئيس حزب "تواصل": بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الكريم،
اسمحو لي قبل الإجابة على سؤالكم أن اتوقف مع النقاط التالية:
1. أن أبدأ بتهنئة مستحقة للشعب الموريتاني في مدنه وقراه، وأريافه، فأنا أعتقد أن أهم ما ميز الانتخابات الحالية هو تشبث الشعب الموريتاني بمكاسبه الديمقراطية، والعض بالنواجذ على روح الأمل في التغيير، والرفض القاطع لكل الإغراءات الكاذبة، والوعود المكررة، والضغوط الشديدة التي كانت عرضة لها طيلة الحملة الانتخابية.
لقد أكد الشعب الموريتاني من فصالة إلى نواذيبو، ومن غابو إلى بير ام اكرين، تشبثه بالديمقراطية، وتعلقه بأمل التغيير السلمي، والتناوب الديمقراطي، وقد نجح في تجسيد هذه الخيار في العديد من الدوائر، واكتسب تجربة في الدوائر الأخرى التي كانت وقع الضغوط فيها أقوى، وانتشار التزوير فيها أكثر، والتحكم في مخرجات العملية الانتخابية أشد.
وحين أتحدث عن التزوير أو اختطاف إرادة الناخبين – كما عبر التحالف الانتخابي للمعارضة الديمقراطية – فأنا أعني كل ما يحيط بالعملية الانتخابية مما يخرج إرادة الناخب عن وضعها الطبيعي، ترهيبا وترغيبا، وضغوطا بكل الوسائل، إضافة لعمليات التلاعب اللاحقة بالنتائج، ومضايقة المعارضين.
أعتقد أن الشعب الموريتاني أوصل رسالة واضحة وصريحة، أن لا خوف على مكاسبته الديمقراطية، وأن إرادة الشعب بالمرصاد لكل من يحاول التلاعب بها، وأن مستقبل البلاد الديمقراطي واعد ومطمئن.
2. أن المعارضة الديمقراطية، رغم إقصائها من العملية الانتخابية – التي يفترض أن تكون تشاركية وتوافقية – إقصاؤها منها تقنيا، وتحضيرا، وإشرافا، رغم كل هذا حققت نتائج معتبرة، وكانت ثقة الشعب الموريتاني، وأثبت الشعب هذه الثقة من خلال صناديق الاقتراع، ولم تفلح التجاوزات والخروقات التي تم تسجيلها في أكثر من دائرة في تغطية هذا الائتلاف، ولا في التشويش على هذه الثقة.
وهذا ما يثبت أن المعارضة ستحوز قصب السبق في أي انتخابات يتم تنظيها في أجواء طبيعية، وتضمن حدا مقبولا من الشفافية والنزاهة، ويجد الشعب الفرصة كاملة للتعبير عن إرادته، وتجسيدها عبر صناديق الاقتراع.
ونحن في حزب تواصل – بشكل خاص – نقدر عاليا الثقة التي كنا محلها، ونعد من اختاروا منتخبينا أن لا نألوا جهودا في أن نؤدي أمانتهم، ونكون عند حسن ظنهم، ونسأل الله تعالى التوفيق لذلك، والعون عليه.
3. كلمة أوجهها للمؤسسة العسكرية والأمنية، وهي مؤسسة للجميع، ومن الجميع، فالمؤسسة العسكرية والأمنية إحدى ركائز الدولة الأساسية وتحظى باهتمام وتقدير من طرفنا؛ فهي تتكون من كوادر من الجنود والضباط الغيورين على وطنهم والمتفانين في تأدية واجبهم في الدفاع عن الحوزة الترابية وضمان الأمن والاستقرار.
إن الجيش الجمهوري يجب أن يظل مؤسسة سيادية على مسافة واحدة من كل الفرقاء السياسيين ومن يزج به في الصراعات السياسية يعرض سمعته وشرفه وهيبة للانتقاص والطرفية.
وبخصوص سؤالكم، اسمحو لي أن أخالفكم ما توصلتم إليه، فالحقيقة أن نتائجنا في الشوط الأول من هذه الانتخابات كانت أفضل من نتائجنا في انتخابات 2013، دون أن أغفل التذكير الظروف التي نظمت فيها هذه الانتخابات، والمظاهر التي أحيطت بها، والتي كانت لها تأثير سلبي على إرادة بعض الناخبين بكل تأكيد.
لقد حقق الحزب – بفضل الله وتوفيقه – نتائج إيجابية في الشوط الأول، فحصل على 14 مقعدا في الشوط الأول مقابل 12 في الشوط الأول من انتخابات 2013، كما حقق الصدارة في نتائج الانتخابات النيابية في نواكشوط، وحقق نتائج كبيرة في دوائر لم يرشح فيها خلال 2013.
وكان للتحالفات التي عقدها دور بارز في تحقيق نتائج أخرى معتبرة، حيث ينافس الآن منفردا، أو مع حلفائه من أحزب المعارضة في 7 مجالس جهوية من بينها العاصمة السياسية نواكشوط، والعاصمة الاقتصادية نواذيبو، والمدينة العمالية البارزة الزويرات، إضافة لولايات الحوضين والعصابة بما يعنيه ذلك من توق آلاف الجماهير لتجسيد خيارها من خلال اللوائح المعارضة عموما، واللوائح التي يشترك فيها حزب تواصل خصوصا.
وهي فرصة لأعبر عن فخرنا واعتزازنا في تواصل بالتحالف والتعاون الذي جمعنا مع أحزاب المعارضة خلال هذه الاستحقاقات، وبالنتائج المترتبة عليها، وبمكاسب التجربة ككل، ولأشد على أيدي قادة المعارضة لمزيد من التحالف والتعاون لحماية مكاسب الشعب، وضمان التناوب الديمقراطي السلمي على السلطة.
الأخبار: وصف خطابكم خلال الحملة الانتخابية بالعنيف، ودعوتم جماهير حزبكم لحماية أصواتهم، وللتجمهر يوم التصويت أمام المكاتب، ألا ترون أن هذا ينافي خطابكم الذي تقولون إنه ينبذ العنف ويبتعد عن التطرف؟
رئيس حزب "تواصل": تواصل مكون سياسي وطني لا يدعي الفضل على غيره؛ فنحن حزب منفتح على الجميع ومفتوح لجميع المواطنين لا يشترط في عضويته إلا الاتفاق على القيم الأساسية؛ قيم الحرية والعدالة والمساواة والمرجعية الإسلامية.
سليمة تواصل، واعتداله، وديمقراطيته، أمور مسلمة لدى الشعب الموريتاني، وهو مثبتة في وثائقه ورؤاه الرسمية، ومجسدة في ممارساته، وفي سلوك قادته، وعموم منتسبيه.
ومرة أخرى، اسمحو لي أن أختلف مع هؤلاء في التوصيف، فخطابنا لم يحمل أي مضامين عنيفة أو متطرفة، والدعوة لصيانة أصوات الناخبين، وحماية إرادة الشعب ليست دعوة للعنف ولا للتطرف، بل العنف والتطرف هو الاعتداء على خياراتهم، وتزوير إرادتهم.
فبأي حق يخرج عشرات – بل مئات - الآلاف من الموريتانيين للتصويت في الانتخابات، وتمتد طوابيرهم من ساعات الفجر حتى ساعات متأخرة من الليل، بل امتدت في بعض المكاتب حتى ساعات فجر اليوم الموالي، ثم يأتي من يتلاعب في هذه الخيارات، ويغير هذه النتائج، إن لم يكن اعتداء وظلما، فما هو الاعتداء والظلم.
حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" كما أثبت في وثائقه، وكما أعلن في كل الخرجات، حزب موريتاني، إسلامي المرجعية، موريتاني الانتماء، ديمقراطي الممارسة، هذه الثلاثية هي الضابط لتعريف تواصل، وهي الحاكمة لممارسته.
الأخبار: اتهمكم الرئيس ولد عبد العزيز في ختام حملة الاتحاد من أجل الجمهورية بالتطرف، وبتدمير بلدان عربية، وبتكوين شبكة وليس أحزاب سياسية، كيف ترون هذه الاتهامات؟
رئيس حزب "تواصل": كما قلت في الإجابة السابقة، فإن حزب تواصل بعيد كل البعد عن العنف والتطرف، وكما علقت على هذه الاتهامات وغيرها، فهي بالنسبة لنا أحاديث حملات، ونذر هزيمة، تفتقد أدنى درجات المصداقية، وتعدم أي دليل يسندها.
إن الحديث بهذه الطريقة عن حزب تواصل هو محاولة يائسة لتخويف الشعب الموريتاني، لكن الشعب يعرف حزب تواصل، أخلاقا، وممارسة، وسلوكا.
إن الحقيقة الماثلة الآن، والثابت في التاريخ، أن الذي يهد الدول ويقوض استقرارها هو الاستبداد والأحادية والفساد فالذي أدى لانهيار الدول في المشرق وفي غيره هو استمرار أنظمة فاسدة شمولية لعقود طويلة.
لقد أكدت في مناسبة سابقة أن ما "يرهب" هؤلاء من تواصل هو حجم الالتفاف الشعبي حوله، وما يلقاه من تقبل لدى عموم الشعب، وما يتميز به الحزب مؤسسة، وقيادات ومناضلين من مصداقية، وخدمية، وتفان في السعي لبناء هذا البلد ونمائه، وازدهاره، ورفاهية هذا الشعب وسعادته، وتوزيع ثروته بعدالة بين مكوناته وأفراده، ومساواة جميع المواطنين في الفرص والمكاسب. هذا ما يخيفهم من تواصل، وقد زادت الانتخابات الأخيرة من إرهابهم، فجاءت هذه الاتهامات تعبيرا عن ذلك التخوف.
تواصل جزء أصيل من هذا الشعب، في كل مكوناته، وأعراقه، وفئاته، وجهاته، ورفضه للعنف ووقوفه في وجهه موقف أصيل، وليس حديث حملات، أو مناسبات.
وبالمناسبة، ليست هذه أول مرة تكال فيها هذه التهم وغيرها لحزب تواصل، لكنها في كل مرة تتحطم على صخرة الواقع، وينكشف حجم تهافتها للجميع.
الأخبار: وزعت مناشير في نواكشوط وبعد مدن الداخل تصف تحالف حزبكم مع التحالف من أجل العدالة والديمقراطية / حركة التجديد AJD/MR بأنه حلف التطرف والعنصرية، كيف ترون هذه الاتهامات؟
رئيس حزب "تواصل": هذا يخرج من ذات القناة التي خرجت من الاتهامات السابقة، وهي تهم باطلة، الرد عليها يمنحها قيمة.
حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية / حركة التجديد حزب موريتاني أصيل، ومكون بارز من مكونات المشهد السياسي الوطني.
وحزب "تواصل" خلال هذه الانتخابات تحالف مع كل الأحزاب المعارضة، ووقع اتفاقات ضمن كتل معارضة لتبادل الدعم خلال الشوط الثاني.
ثم دعني أسألكم، بل أسأل الرأي العام من خلالكم، متى كانت دعايات الأمن السياسي المصنوعة في الأقبية المظلمة تنال من المصداقية ما يستحق أن يتداوله الثقاة في مجالسهم. هذه دعايات متهافتة، صنعت في الظلام، ومصيرها الضياع والتلاشي، وحقها أن تترك على الهامش وفي الشوارع وتحت الأقدام حيث اختار من صنعوها أن يرموها هناك.
لقد عودتنا بعض بطانات السلطة أنهم كلما شعروا بخطر الاستغناء عنهم بسبب أخطائهم وصراعات الأجنحة واقتراف الفساد كان لزاما على هؤلاء تأجيج معركة مفتعلة مع أعداء وهميين عسى أن يؤجل ساعة رحيلهم ومحاسبتهم خاصة وأن البلد اليوم في لحظة حساسة من تاريخه تشتد فيها الصراعات وتدبر فيها المكائد وتحاك فيها المؤمرات.
الأخبار: تتهمون باستغلال الدين والمال السياسي في حملاتكم السياسية، وأنكم تمنحون الدنيا وتعدون بالآخرة، ألا ترون أن هذا استغلال لمشترك يضره ويضركم، واستخدام لممنوع قانونيا؟
رئيس حزب "تواصل": يبدو أنكم أتعبتم أنفسكم في جمع كل الدعايات والاتهامات التي تكال لنا، والتي تفتقد لأدنى مصداقية.
وهنا دعوني أقدم بعد الأسئلة، وهي أسئلة لدى المتلقي والمتابع الجواب الشافي عليها، والجواب عليها كفيل بكشف الحقيقة في هذا الموضوع الذي يتكرر باستمرار.
من يستغل روابط العلماء؟ ومن يفرض على الأئمة أخذ مواقف سياسية؟ ومن يتبجح بدفع رواتب هزيلة للأئمة ويستغل ذلك للضغط عليهم؟
بون شاسع، بين من يستخدم الدين وفق أجندة سياسية بحتة، ولأهداف انتخابية مكشوفة، ومن يخدمه ليأخذ دوره في الحياة، وهو ينسجم في ذلك مع رغبات ومساعي هذا الشعب المسلم، الذي جسد من أول يوم أن الإسلام هو رباطه الوثيق، وجسر مؤاخاته القوي، وسر وحدته وقوته، وضمان مستقبله.
الأخبار: كيف ترون فرصكم في الشوط الثاني الانتخابات؟
رئيس حزب "تواصل": لا شك أن الجميع يتذكر ما عرفه الشوط الأول من ممارسات غير قانونية، وما أشرت له سابقا من ضغوط تمارس على الناخبين، ومن إغراءات وترهيب وترغيب، وهي ممارسات رغم مخالفتها للقانون، فقد استمرت خلال الفترة الفاصلة بين الشوط، ورغم كل ذلك فإن الشعب الذي أثبت تعلقه بمشروع تواصل، وأعطاه ثقته في الشوط الأول، وسيكون أكثر تصميما في الشوط الثاني، وسيكمل خياره بإنجاح لوائح التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل".
هذا ما نتوقعه، وهو ما سيكون بحول الله تعالى.
الأخبار: تتجه البلاد بعد الاستحقاقات الحالية للدخول في سباق مبكر للانتخابات الرئاسية، هل ستترشحون شخصيا للرئاسة؟ وما هي إستراتيجية للتعاطي مع هذا الاستحقاق الاستثنائي في تاريخ البلاد؟
رئيس حزب "تواصل": (يضحك)، ولماذا لا أترشح! من أقام مشروعا سياسيا فقد وضع خطوة على طريق الحكم، ومن ترأس حزبا سياسيا فهو وضع اسمه ضمن قائمة المرشحين للرئاسة، لا أدري ما الذي يدفعكم لطرح هذا السؤال، وكان الأمر مستبعد أو غير وارد.
وعلى العموم، حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" عضو أساسي في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، وكما تعلمون فالمنتدى شكل لجنة أوكل لها مهمة متابعة ملف الرئاسيات، وأعمال هذه اللجنة تتقدم بثقة.
أملنا أن تكون التحالفات التي حصلت في الانتخابات البلدية والنيابية والجهوية بين مكونات المشهد المعارضة دافعا لمزيد من التعاون والتحالف في الانتخابات الرئاسية القادم.