وطن/ في تعليق ضمني على ما ورد في كتاب بوب وودورد “الخوف”، أنّ وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس تجاهل طلب دونالد ترامب اغتيال نظيره السوري بشار الأسد العام الفائت، لم يستبعد المحلل السياسي دانييل دي بتريس احتمال لجوء “ترامب” لإصدار أمر بقتل زعيم سياسي أو رئيس دولة أجنبي.
وأبدى المحلل في تقرير نشرته مجلة “ذا ناشونال إنترست” الأميركية تخوفه من هذا النوع من العمليات في ظل وجود ترامب “الرجل الذي لا يعير اهتماماً للمعايير والتقاليد والأصول” في البيت الأبيض.
وأشار “دي بتريس” بتقريره الذي حمل عنوان “هل يمكن أن يغتال ترامب الأسد فعلاً؟” إلى أنّ عمليات الاغتيال شكّلت جزءاً من أنشطة الاستخبارات الأميركية خلال المراحل الأولى من الحرب الباردة، مذكّراً بمحاولات وكالة الاستخبارات المركزية “CIA” قتل الرئيس الكوبي فيدل كاسترو خلال ستينيات القرن الفائت باعتباره “العدو الأوّل للمجتمع الاستخباراتي الأميركي”، ومنها تلويث معدات الغطس الخاصة به بالسم وتزويد مسؤول كوبي بقلم تحتوي ريشته على إبرة دقيقة من السم القاتل، كما بيّن دي بتريس.
كما أشار إلى أنّ واشنطن شاركت بمخططات اغتيال أخرى بشكل غير مباشر، كاشفاً أنّ الرئيس الأميركي جون كينيدي علِم بمخطط اغتيال الزعيم الفيتنامي الجنوبي نغو دينه ديم في العام 1963.
وعلى الرغم من فرض الرئيس جيرالد فورد حظراً على هذا النوع من العمليات بموجب أمر تنفيذي في شباط العام 1976، ومن مصادقة سلفه رونالد ريغان عليه بعد سنوات بموجب أمر آخر، أكّد دي بتريس أنّه يجوز لترامب تنفيذ رغبته واغتيال الأسد، عبر إبطال أمر ريغان واستبداله بآخر أقل تقييداً، علماً أنّه يمكن للكونغرس الرد على سيّد البيت الأبيض وإدراج حظر ريغان في الدستور الأميركي.
وعن تبعات اغتيال الأسد، حذّر دي بتريس من خطورة هذه الخطوة، مستبعداً أن يؤدي تفجير قصر الأسد الرئاسي في دمشق إلى ثني النظام السوري عن مواصلة “سحق” المعارضة، وأنّ روسيا لن تتقبل هذا.
ويرى المحلل أنّ العودة إلى هذه السياسة من شأنها أن تلحق “وصمة مريعة” بالولايات المتحدة حول العالم، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من الخلافات بين واشنطن والأوروبيين وسيدفع الأمم المتحدة إلى فرض رقابة على واشنطن وسيزوّد خصومها بمادة بروباغاندا فعالة.