عبد الله مولود- “معا من أجل فرض تناوب سلمي على السلطة في انتخابات 2019”، هو الشعار الذي اختاره مدونون موريتانيون معارضون عنوانا لمنصة سياسية إلكترونية للتلاقي وللتنسيق من أجل فرض تداول على السلطة في الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها موريتانيا العام المقبل.
وأطلقت هذه المنصة المفتوحة في ظل وجود قرائن عديدة دالة على نية الرئيس الحالي البقاء في الحكم بتغيير الدستور أو بتوريث الرئاسة.
وطرحت المنصة سؤالا للنقاش تحت عنوان “ما هو رأيك في التغيير الآمن مقابل الخروج الآمن من السلطة، أي أن يمنح الرئيس محمد ولد عبد العزيز خروجا آمنا من السلطة في العام 2019 مقابل أن يلتزم بتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية شفافة تكون فيها السلطة الحاكمة محايدة بشكل كامل؟”.
وأكد القائمون على المنصة التزامهم بالعمل الجاد والحازم “ضد أي محاولة لتمرير مأمورية ثالثة، والوقوف ضد أي محاولة لتغيير النظام السياسي في هذه الفترة (الانتقال من نظام رئاسي إلى برلماني) كمحاولة للتمديد للنظام القائم بطريقة غير مباشرة”.
بل أكثر من ذلك، يؤكد المدونون، “فإننا في هذه المنصة سنعد قائمة سوداء بأسماء كل أولئك الذين يدعون لانتهاك الدستور من أجل مأمورية ثالثة، وذلك من أجل أن تتم محاسبتهم في المستقبل”.
وعلى أساس أن من المفترض أن يتم تنظيم انتخابات رئاسية حاسمة في موريتانيا الفترة ما بين (15 إلى 30 يونيو 2019)، يرى القائمون على هذه التجربة “أنه بالدخول في الثلث الأخير من العام 2018 تبدأ فترة زمنية حرجة وبالغة الدقة تفرض علينا كطامحين لتغيير حقيقي في هذه البلاد أن نبدأ ومن الآن في التحضير الجيد لتلك الانتخابات، ونعترف هنا بأننا قد تأخرنا كثيرا في إعلان البدء في التحضير الجيد لاستحقاقات 2019”.
ويقول محمد الأمين الفاضل، المشرف العام على المنصة “إن هذه الفاصلة الزمنية القصيرة ستضعنا أمام واحد من احتمالين، فإما أن نجعل منها مناسبة لبعث الحياة في ديمقراطيتنا الميتة سريريا، وإما أن نجعل منها مناسبة للإعلان عن الموت الفعلي لهذه الديمقراطية والسير بالتالي في جنازتها، ويبقى الخيار بأيدينا، وعلينا أن نختار من الآن، وعلينا أن نعلم بأن التأخر في حسم الخيار هو خيار في حد ذاته، وهو يعني بأننا قد اخترنا الخيار الأول، أي المشاركة في وأد الديمقراطية والسير من بعد ذلك في جنازتها”.
“إنها منصة، يضيف الفاضل، نريدها أن تكون ملتقى لكل الأحزاب السياسية والحركات الشبابية والشخصيات الوطنية والنشطاء الشباب الطامحين إلى التغيير، دون أن ننسى الموريتانيين في الخارج، الذين يعول عليهم كثيرا في هذا المشروع الذي سيعمل على فرض التناوب السلمي على السلطة في منتصف العام 2019”.
ومن الأهداف التي رسمها مدونو المنصة “فتحهم من خلالها المجال، أمام كل الطامحين إلى التغيير للمساهمة في صياغة برنامج المرشح الرئاسي التوافقي، وفي تحديد الصفات المطلوبة في ذلك المرشح، والمشاركة في مرحلة لاحقة في فرز اسمه من بين كل الأسماء التي سيتم اقتراحها”.
وأكد المؤسسون أنهم “سيعملون على تشكيل إطار يعمل على تنسيق جهود كل القوى التي تعمل من أجل فرض التناوب السلمي في موريتانيا في العام 2019، وسيكون هذا الإطار مفتوحا أمام النشطاء الشباب والأطر الفاعلين والموريتانيين في الخارج الراغبين في المساهمة في تشكيل هذا الإطار وفي تفعيله”.
“هذا هو مشروعنا الذي نتقدم به إلى كل الموريتانيين الذين يقدرون أهمية اللحظة وحساسيتها، يقول المدونون، وإلى كافة الموريتانيين الإيجابيين الذين لا يرضون بالبقاء متفرجين في اللحظات الوطنية الحاسمة، أما بالنسبة لأولئك السلبيين من أبناء هذا الوطن، والذين يرضون بالتفرج، أو يكتفون في أحسن الأحوال بندب سوء الحظ وبالتذمر من الواقع الذي لا يعقبه أي فعل إيجابي لتغييره، فإننا نقول لهم وبصريح العبارة بأنه لا مكان لهم في هذا المشروع الطموح، فهذا المشروع خاص فقط بالموريتانيين الإيجابيين الذين يمتلكون روح المبادرة، والذين هم على استعداد لابتداع أساليب نضالية ذكية وفعالة من أجل صنع التغيير في هذه البلاد المتعطشة إلى التغيير”.
نواكشوط ـ «القدس العربي»: