“القدس العربي”: كشفت مصادر قضائية فرنسية أن المفكر الإسلامي السويسري طارق رمضان، المحتجز في ضاحية باريس بتهمة اغتصاب إمرأتين، اعترف لأول مرة بإقامته علاقات جنسية بـ”التراضي” مع المدعيتين الرئيسيتين عليه واللتين وُجهت إليه تُهمة اغتصابهما في شهر فبراير/شباط الماضي.
فبعد أن نفى على مدى أشهر إقامته أي علاقة جنسية مع المدعيتين الرئيسيتين عليه هندة العياري وبول-أيما آلين المعروفة بـ”كريستيل”، اعترف طارق رمضان لأول مرة لقضاة التحقيق الثلاثة المكلفين بالقضية، الاثنين، بأنه أقام فعلاً علاقات جنسية مع هاتين الأخيرتين، وفق ما أفاده محاميه إيمانويل مارسيني لوسائل إعلام فرنسية.
ويأتي هذا التطور في القضية بعد الكشف عن مضمون مئات الرسائل القصيرة عبر الهاتف، تم تبادلها بين المفكر الإسلامي السويسري والمدعية الثانية عليه “كريستيل”، التي تتهمه باغتصابها خلال لقاء جمعهما في إحدى غرف فندق هيلتون في مدينة ليون الفرنسية مساء التاسع من سبتمبر/أيلول عام 2009، وهو ما كان طارق رمضان ينفيه، مشدداً على أن علاقته بها اقتصرت على تبادل رسائل إغراء وأن اللقاء بينهما استمر لنحو نصف ساعة في بهو الفندق.
وحسب مجلة “لوبوان” الفرنسية، فإن طارق رمضان بعث برسائل إلى “كريستيل” من قبيل: “قريباً دميتي .. ستجدين كل شيء (…) وستحققين لي كل راغباتي الجنسية… صحيح؟. هل انت جاهزة دائماً للقائي يوم الجمعة يا جميلتي … (…) أشعر بالانصهار معك …ستكون لحظة جميلة .. (…) هناك حب رغبة…” . لكن “لوبوان” أشارت إلى أن النبرة أو النغمة تغيرت بشكل جذري في اليوم الموالي للقائهما في الفندق، حيث كتب طارق رمضان مجدداً إلى “كريستيل” قائلاً : “لقد شعرت بالإحراج … أنا آسف على عنفي ….”.
كما أنه سبق لقناة “BFMTV” الاخبارية الفرنسية أن كشفت أن طارق رمضان طلب من “كريستيل” في إحدى الرسائل القصيرة المتبادلة بينهما “أن تتصل به عند ما تصل إلى الفندق، لأنه يلزمها بطاقة من أجل الصعود إلى غرفته”.
لكن المحامي إيمانويل مارسيني شدد لوسائل الإعلام على أن الرسائل القصيرة المتبادلة بين موكله طارق رمضان والمدعيتين عليه تثبت كذب الأخيرتين وأن العلاقات الجنسية معها كانت بالتراضي التام وأنهما حاولتا تكراراها مرة أخرى. وأوضح مارسيني أن الكشف مؤخراً عن رسائل طارق رمضان، هو الذي سمح لهذا الأخير بالاعتراف بأنه أقام علاقات جنسية مع هندة العياري و”كريستيل”.
ومع إقراره بإقامة علاقات جنسية مع عشيقات سابقات، إلا أن طارق رمضان، المسجون منذ بداية فبراير/شباط الماضي بعد اتهامه باغتصاب المدعيتين سالفتي الذكر، ظل ينفي إقامته أي علاقة جنسية معهما. ويرى مقربون من الملف أن اعتراف طارق رمضان هذا بإقامة علاقات جنسية معهما من شأنه أن يضعف موقف دفاع المفكر الإسلامي السويسري.