خبر هذه الزيارة الذي أثار استغراب الكثيرين نظرا لانشغال محمد بن سلمان بزلزال اغتيال جمال خاشقجي، نشره موقع “زهرة شنقيط” وهو موقع موريتاني مستقل عادته التدقيق في الأخبار الخاصة التي ينشرها.
فقد جزمت “زهرة شنقيط” نقلا عن مصادرها بأنه “من المقرر أن يزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان موريتانيا نهاية الشهر الجاري”.
وأكدت الزهرة “أن السفير السعودي في نواكشوط قام خلال الأيام الماضية بتنسيق ترتيبات الزيارة مع السلطات الموريتانية”، مشيرة إلى أن بن سلمان “سيلتقي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وعدد من كبار المسؤولين في الدولة”.
ولم تجد “القدس العربي” تأكيدا لهذا الخبر الغريب لدى المصادر الموريتانية والسعودية، غير أن مصدرا مطلعا أكد “احتمال مرور بن سلمان بمطار نواكشوط وهو في طريقه للمشاركة في قمة العشرين بالأرجنتين نهاية الشهر الجاري”.
وعضد هذا الخبر ما نقلته وسائل إعلام سعودية، مؤخرا، عن وزير الطاقة السعودي خالد عبد العزيز الفالح الذي تحدث عن جولة خارجية سيقوم بها بن سلمان آخر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ولم يفوت المدونون الموريتانيون مناسبة التعليق على هذا الخبر المستغرب، حيث انقسموا إلى صفين أحدهما دعا لاستغلال زيارة الأمير واهتبال فرصتها لتحقيق مكاسب تحفظ المصالح، والآخر واجه الزيارة بنبرة عدم ترحيب قاسية.
وحمل الإعلامي شنوف ما لكيف المدير الناشر لموقع “الطوارئ” الإخباري لواء الداعين لاستغلال الزيارة، حيث دعا في تدوينة له اليوم الأربعاء إلى “تقديم مصالح موريتانيا على صراعات بين دول بعيدة جدا عنا وعن مشاكلنا”.
وقال “عندما نستقبل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في الثاني من الشهر المقبل، علينا أن نتذكر أنه أول أمير حاكم بعد فيصل رحمه الله، يزور بلدنا وأنه منذ توليه الحكم كانت موريتانيا دائما حاضرة عنده تعاونا في جميع المجالات”.
“لقد وضع الثقة فينا، يضيف شنوف، جعلنا فوق الجميع في المنطقة من حيث الأهمية الاستراتيجية عكس ما فعله كل من سبقوه؛ علينا أن نتذكر أن عائلة الملك سلمان هي الأهل بالنسبة للموريتانيين، فقد سمعت شخصيا قبل فترة من أحد أبناء الملك سلمان وهو الأمير المثقف ورائد الفضاء الأمير سلطان أن والده يوصيهم دائما بالموريتانيين، فهو يقول لهم “الموريتانيون أخوالكم” في إشارة الي الجكنية (نسبة لقبيلة تاجكانت الموريتانية) النشمية التي كانت مربيته”.
وأضاف “قد لا يتفق بعضنا مع تسيير الأمير لعدد من الأمور في بلاده، لكننا يجب أن نتذكر دائما انها أمور داخلية في النهاية، لم يقطع حتى الآن فيها الشك باليقين، حتى تركيا التي وقع فيها الحادث المؤسف والمقيت لقتل الصحافي الموضوعي اللامع جمال خاشقجي رحمه الله ستكون مستعدة وبكل سرور لزيارة من ولي العهد السعودي”.
وعلق المدون إبراهيم أحمد على التدوينة الآنفة قائلا “زيارة غير مقبولة في هذه الظرفية، وأنت يا شنوف، أصبحت مواقفك غير واضحة؛ لا مرحبا بالسفاح”.
وعلق محمد سجاد هو الآخر قائلا “هذا الأمير ديكتاتور وقاتل”.
ودلف سيديا البلي إلى هذا الجدال مساهما بقوله “من الواجب علينا أن نحافظ على مصالحنا أولا فدولتنا دولة بكر وتحتاج للكل، لكن علينا أن نحرص على أخذ العصي من المنتصف، وأن نحافظ على علاقات متوازنة مع الكل بما فيها قطر وسوريا والسعودية وغيرها”.
وكان للمدون سليمان محمد ديدي إسهامه حيث قال “نتذكر أيضا قمة نواكشوط العربية التي فضل الملك سلمان الاستجمام في طنجة بدل حضورها، ونتذكر مئات العائلات التي كانت تقيم في السعودية منذ عشرات السنين وعاد أفرادها إلينا مرحلين بعد وصول سلمان وأبنائه إلى عرش المملكة”.
وأضاف “في الحقيقة المملكة في عهد هؤلاء تعامل الدولة الموريتانية كمتعاون مأجور”.
عبدالله مولود
“القدس العربي”