“القدس العربي”: لم تتأكد لحد الساعة زيارة محمد بن سلمان المثيرة إلى موريتانيا، وكل ما هو موجود عنها لحد اليوم هو تدوينات قليلة لموالين ترحب بها، وتدوينات أخرى أكثر من ذلك لمعارضين ولغير مصنفين تنتقدها بسخط وغضب شديدين وتؤيد المواقف التونسية والجزائرية الرافضة لها.
وعلى شكل تسريب مقصود، نقلت صحيفة “الصدى” الموريتانية المستقلة عن مصدر وصفته بـ”رفيع” في السفارة السعودية بنواكشوط تأكيده على “أن ما تم تداوله في الصحافة المحلية عن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لموريتانيا غير صحيح بالجملة ولا يستند لأي مصادر رسمية”.
ونفى المصدر بشدة، حسب “الصدى”، اختيار السفارة لقائمة بعض الصحافيين لمقابلة الأمير من محمد بن سلمان، معتبرا أن الأمر سابق لأوانه، وأن موضوع الإعلام يخص السلطات الموريتانية وهي أدرى به، كما أن ولي العهد يرحب بجميع الصحافيين الموريتانيين.
وشدد المصدر على “أن السفارة السعودية في نواكشوط لم تتواصل مع أي جهة صحافية بخصوص هذه الزيارة ولم تسرب أي أخبار عنها مطلقا، والجهة المعنية بإعلان الزيارة في حال تقررت، هي الحكومة الموريتانية المستضيفة من جهة والديوان الملكي السعودي من جهة أخرى”.
وعلمت “الصدى” أيضا لدى مصدر حكومي موريتاني (التسريب الثاني) “نفيا بأن تكون زيارة بن سلمان لموريتانيا مبرمجة خلال جولته الحالية التي بدأها الخميس الماضي من الإمارات لكون موريتانيا منشغلة هذا الأسبوع بتحضيرات الاحتفال بعيد الاستقلال الوطني ورئيس الجمهورية خارج العاصمة، والاحتفالات هذا العام ستكون في مدينة النعمة (1200 كلم شرق نواكشوط)، وهذا الظرف لا يمكن أن يتم فيه تحضير زيارة لضيف كبير بحجم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.
السفارة السعودية سربت نفيها لزيارة بن سلمان ومصدر رسمي موريتاني يستبعدها الآن
ورحب القيادي الإسلامي البارز محمد جميل منصور في تدوينة له الأحدبالمواقف التونسية الرافضة لاستقبال بن سلمان، وقال: “لقد أبان الشعب التونسي من خلال المحامين والصحافيين والمدونين وبعض الناشطين والسياسيين عن وعي ديمقراطي متميز وحساسية ملحوظة تجاه حقوق الإنسان وخطورة انتهاكها وضرورة البراءة من منتهكيها وذلك حين انتظم في حراك فعال لمنع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المتهم الرئيسي في اغتيال الشهيد جمال خاشقجيووضع بذلك خريطة طريق لكل الدول التي تقرر أن يزورها الرجل”.
“ولأننا في موريتانيا حسب المتداول من الأخبار من بين هذه الدول، يضيف ولد منصور، يكون من المناسب أن نرفع الصوت ضد هذه الزيارة وضد صاحبها فرائحة الدم تفوح من كل صفقة أو تفاهم أو دعم تسوغ به هذه الزيارة”.
وأضاف: “من نافلة القول إنني من القائلين بضرورة التفريق بين الأفراد والدول والعلاقات هي مع الأخيرة مهما حاول البعض اختزال كل شيء في نفسه”.
وتمنى المدون النشط محمد محفوظ ولد أحمد “أن تتم زيارة بن سلمان لموريتانيا إن كان لا بد منها، بشكل قصير وهو أن يستقبل فخامة الرئيس سمو ضيفه في المطار، ويأخذه في موكب مسرع إلى القصر، وبعد شرب البراد الثالث يعود بن سلمان أدراجه إلى المطار مودعا في الحفظ إلى الأرجنتين، التي تنتظره فيها شزر النظرات وإهانة الغمزات”، حسب تعبير المدون.
وقال: “لا يسعدنا حقا بل يسوؤنا ويؤلمنا أن تستقبل بلاد شنقيط ولي عهد المملكة العربية السعودية وحاكمها الفعلي، بهذه المشاعر السلبية المنتشرة في نفوس الجماهير المشمئزة من جريمة القنصلية البشعة، ومن مودة الصهاينة المجرمين”.
وأضاف ولد أحمد “السعودية دولة عربية عظيمة، تحن إليها الأفئدة وتتوق النفوس والأرواح لأعظم حرمين وأقدس بقعتين في الكون تحتضنهما أرضها الطاهرة، والسعودية بالنسبة لموريتانيا؛ الشعب والدولة، شقيق أكبر عزيز وحنون، لها علينا منن لا ننكرها، وأياد بيضاء لا نكفرها، لكن كنا نتمنى أن تكون هذه الزيارة لشخص آخر من القيادة السعودية الحكيمة، أو في ظرف آخر، من شخص لا تطارده أشلاء ذلك المواطن التي تئز العالم الآن أزا، شخص لا يكون حاميه الأول هو الرئيس الأمريكي الصهيوني، لأنه فقط يؤمن “إسرائيل” ويوفر البترول الرخيص وملايين الوظائف للأمريكيين في ديارهم!!”.
وقال: “إنه مأزق حقيقي أرجو أن يخفف الله عن موريتانيا وقعه وثقله، ويخرجها منه بما يحفظ الكرامة والمصلحة، ولا يجرح المشاعر ويعمق الخلافات بين أبنائها”.
أما موقع “نوافذ” الإخباري الموريتاني فقد أفاد خبرا جديدا عن مهمة ولي العهد السعودي في موريتانيا، حيث أكد “أن ولي العهد السعودي سيحل في العاصمة الموريتانية نواكشوط يوم الأحد الثاني من شهر ديسمبر المقبل، وسيقيم في فندق أتلانتيك في أرقى أحياء العاصمة نواكشوط وسيلتقي الرئيس محمد ولد عبد العزيز، كما سيلتقي بعض المشايخ الموريتانيين يلتمس من بعضهم البركة”.