« القدس العربي»: قدم المغرب ملفاً لمجلس الأمن الدولي احتجاجاً على تحركات عسكرية لجبهة البوليساريو في المناطق الصحراوية خلف الجدار الأمني وتشييد منشآت عسكرية في المنطقة العازلة، فيما أبلغت جبهة البوليساريو الأمين العام للأمم المتحدة عن تدميرها كافة مخزونها من الألغام الأرضية كتعبير عن حسن النية.
ونفذت قوات جبهة البوليساريو، التي تسعى لفصل الصحراء الغربية عن المغرب التي استردها من إسبانيا 1976، وإقامة دولة مستقلة، مناورة عسكرية يوم الأحد الماضي، في منطقة امهيريز الواقعة خلف الجدار الأمني الذي يقيمه المغرب، والذي اعتبر- حسب اتفاق رقم 1 لسنة1991- خطاً لوقف إطلاق النار، والمنطقة التي تقع خلفه منطقة عازلة. كما دشنت الجبهة اليوم نفسه مباني عسكرية في المنطقة.
واعتبر المغرب ما قامت به الجبهة خطوات استفزازية وانتهاكاً لاتقاقية وقف إطلاق النار وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خاصة وأن هذه التحركات والإجراءات جاءت بعد شهر من المائدة المستديرة في جنيف التي تراسها المبعوث الخاص للأمم المتحدة للمنطقة وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة استماع يوم 29 كانون الثاني/ يناير الجاري يقدم خلالها المبعوث الدولي الخطة لتطورات العملية السلمية للنزاع والواقع الميداني.
وبدأ المغرب تحركات دبلوماسية واسعة على مستوى الأمم المتحدة والعواصم المعنية بالنزاع وتطوراته، وقال موقع «هسبريس» إن المغرب أرسل ملفاً متكاملاً موثقاً بالصور إلى مجلس الأمن الدولي، يرصد تحركات جبهة البوليساريو بأمهيريز، بعدما رصد «القمر الاصطناعي المغربي محمد السادس» جميع تحركات وتنقلات الجبهة بالمنطقة العازلة، وأن السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، راسل الأمانة العامة للأمم المتحدة ورئاسة مجلس الأمن وأعضاءه، للتنبيه «إلى الخطوات الاستفزازية التي تقوم بها البوليساريو رغم قرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة التي حذرت من القيام بأي ممارسات غير قانونية بالمناطق المشمولة بوقف إطلاق النار».
وأجرى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، اتصالات هاتفية مع كل من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للصحراء هورست كولر، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو؛ محذراً من خطورة مناورات الجبهة وتأثيرها على مسلسل المباحثات الذي دشنته الأمم المتحدة من خلال لقاءات جنيف.
ويتوقع المسؤولون المغاربة توجيه مجلس الأمن الدولي، في الجلسة المخصصة لمناقشة ملف الصحراء نهاية الشهر الحالي، تحذيرات إلى جبهة البوليساريو، لأن «ما تقوم به من استفزازات واضحة يضع المجهودات التي يقوم بها المبعوث الأممي على المحك، ويضرب عرض الحائط خلاصات مائدة جنيف الأولى التي مرت في أجواء إيجابية، بالإضافة إلى تأثيرها على الاجتماع المرتقب في الربع الأول من السنة الحالية».
وقالت جبهة البوليساريو إن قواتها قامت بمناورات عسكرية في منطقة أمهيريز ودشنت «مجمعات إدارية بالناحية العسكرية الرابعة»، تضم مقرات إدارات جهوية «ستكون مقراً للأفراد، كما ستوفر الأمن والإمداد وإمكانية الإشارة».
وقالت إن «الخطوة تأتي بغية تقريب الإدارة من المقاتلين، تنفيذاً لتعليمات هيئة الأركان العامة للجيش التي أعطت هذه السنة أولوية للإدارة والتسيير»؛ كما عمدوا إلى القيام بمناورات عسكرية نفذتها وحدات من مقاتلي الناحية العسكرية الرابعة من مشاة محمولة، ووحدات الدفاع الجوي والهندسة، ووحدات الإمداد والإسناد المختلفة لقواتها.
ويشهد النزاع تصعيداً كلما قامت جبهة البوليساريو بتحركات في المناطق الواقعة خلف الجدار المكون من تلال رملية وحقوق ألغام ونقاط مراقبة عسكرية، والمغرب في نيسان/ أبريل 2018، يحتفظ بحقه في الدفاع عن أراضيه في المناطق العازلة بعد تحركات للجبهة في تيفاريتي وبير لحلو والمحبس، وسبقها توتر بعد تحرك مسلح لقوات الجبهة في منطقة الكركرات على الحدود المغربية مع موريتانيا.
وقالت الجبهة إن زعيمها إبراهيم غالي، أبلغ بداية الأسبوع الجاري، الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، بتدمير آخر مخزون من الألغام الأرضية لدى جبهة البوليساريو، كدليل على حسن النية وتنفيذاً لالتزامها الموقع مع منظمة نداء جنيف في تشرين الثاني/ نوفمبر 2005 ، وقال إن أكثر من 7 ملايين لغم ما زالت مزروعة على طول الجدار العسكري المغربي تسبب خسائر فادحة في صفوف المدنيين على جانبي الجدار، وهذا له أثر مدمر على سبل العيش.