أصدر كولين ستيوارت، رئيس بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية (مينورسو)، تعليمات شديدة الصرامة لكل الوحدات والعاملين التابعين للبعثة بمختلف نقاط تواجدها، سواء في المدن الصحراوية أو في مخيمات تندوف، بالتزام أعلى درجات الحيطة والحذر، سواء أثناء تواجدهم بمقرات البعثة أو أثناء عمليات التنقل، بما في ذلك عدم ترك نوافذ السيارة مفتوحة وضرورة مبيت السيارات بموقف السيارات التابع للبعثة، إلى جانب تجهيز السيارات بجهاز إطفاء الحرائق.
وقال موقع «الأيام 24» إن هذه الخطوة تأتي عقب إحراق الشاب الثلاثيني لجسده في المعبر الحدودي «الكركرات»، وترويج بعض المدونين المحسوبين على جبهة البوليساريو أن عملية الإحراق كان عليها أن تتم داخل أو بالقرب من مقرات بعثة المينورسو، وهي دعاية تعاملت معها البعثة على محمل الجد. وأضاف المصدر نفسه أن المعبر الحدودي الكركرات شهد، السبت الماضي، قيام شاب صحراوي بإضرام النار في جسده احتجاجاً على عدم تلبية مطالبه، وبعدما لم تجد خطوته بقطع الطريق الحدودية من وإلى موريتانيا، وقد تم نقله إلى المستشفى حيث لا تزال حالته حرجة للغاية. من جهة أخرى، ما زال الموقف السعودي الجديد تجاه نزاع الصحراء يثير ردود فعل مختلفة، خاصة وأنه للمرة الأولى تعلن السعودية انحيازاً لمقاربة ورؤية جبهة البوليساريو للنزاع ومنهاضة للرؤية والموقف المغربي.
وإذا كانت ردود الفعل المغربية اقتصرت على وسائل الإعلام التي شنت هجمات إعلامية على الرياض فإن جبهة البوليساريو وفي أول رد لها على على بث قناة العربية السعودية تقريراً اعتبره المغرب مستفزاً، قال ابي بشرايا البشير، ممثل الجبهة في فرنسا، إن جبهته تتبنى تقليداً راسخاً في النأي عن الخلافات البينية أو قضايا تهم بلدين حتى وإن كان أحدهما هو المغرب.
وقال إن «أملنا كصحراويين أن لا تشكل الرياض موقفها من حقنا الشرعي في تقرير المصير والاستقلال، بناء على ردة فعل، وإنما من منطلق الإيمان بالانتصار للحقيقة والعدالة ونصرة المظلوم التي تعد من دعائم ديننا الحنيف، حيث تتبوأ المملكة العربية السعودية مركزاً محورياً من الناحية الرمزية والعملية في العالمين العربي والإسلامي»، ودعا الرياض إلى لعب دور الوساطة في النزاع بين المغرب والجبهة حول الصحراء. وتضمن تقرير قناة «العربية» مفردات ومصطلحات تثير قلق المغرب، مثل النزاع بين المغرب والجمهورية الصحراوية الديمقراطية الشعبية وحق تقرير المصير للصحراويين.
وقال أبي بشراي البشير إن التقرير تبنى مصطلحات قانونية وبطريقة جد موضوعية، عكس ما كان عليه الحال سابقاً، و»أن جبهة البوليساريو وحكومة الجمهورية الصحراوية تتبنى تقليداً راسخاً في النأي عن الخلافات البينية أو قضايا تهم بلدين. وكشف عن رسالة «مليئة بمعاني التقدير والأمل في أن تلعب الرياض الدور المنوط بها في النزاع الصحراوي المغربي»، بعث بها زعيم الجبهة الراحل محمد عبد العزيز إلى «أخيه الراحل جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود سنة 2013، كنوع من التعبير الأفصح عن تقدير الشعب الصحراوي للمملكة العربية السعودية، وللدور الرائد الذي من الممكن أن تلعبه في رفع الضيم عن الشعب الصحراوي على أساس القانون والشرعية الدولية، التي تضمن لشعبنا الحق في الحرية والاستقلال مثل باقي شعوب المنطقة».
وقال إن جبهته ترحب «بأي تطور إيجابي لمواقف دول الخليخ من كفاحنا المشروع، ولذلك تأثير إيجابي وهام على مسار التسوية الأممية-الإفريقي، كما من شأنها أن تكون فرصة لتصحيح الأخطاء في التقدير كانت محل استغراب من المتضامنين مع قضيتنا عبر العالم.