قررت وزارة الشباب والرياضة الموريتانية، بالتعاون مع اتحاد الكرة، تنظيم حملة وطنية للتبرع للمنتخب الأول، الذي سيشارك للمرة الأولى في تاريخه بكأس الأمم الأفريقية المقرر إقامتها بمصر، الصيف المقبل.
وتعتبر هذه الحملة هي الثانية من نوعها في البلاد، بعد تلك التي نظمت في عام 2014 حينما تأهل المنتخب المحلي لأول مرة لنهائيات أمم أفريقيا للمحليين بجنوب أفريقيا، وقد تم على ضوئها جمع ما يقارب من نصف مليار أوقية.
وزير الثقافة الموريتاني سيدي محمد ولد محم، دعا الجميع للمساهمة في هذه الحملة، مشددا على أن القضية وطنية بامتياز، والعلم الذي سيرتفع في سماء القاهرة هو العلم الموريتاني.
انتقادات للفكرة
ويرى بعض المعارضين للفكرة أن الأمر مجرد ضريبة خفية على المواطنين، وضربة معنوية للفريق، وهو ما سوف يقلل من ثقته في نفسه وثقة الجمهور به خلال المسابقة.
ويؤكد هؤلاء أن ميزانية الاتحاد الموريتاني والوزارة المعنية من المال ما يكفي لتمويل مشاركة المنتخب والأندية في أي تظاهرة قارية، إضافة للشركات الموجودة في البلاد.
وفي نفس السياق يقول آخرون إن الأمر يعد تسولا باسم المنتخب واستغلال عاطفة الشارع الرياضي، وقد وتمت تجربته في السابق وكانت نتائجه غير مشجعة، حيث خرج الفريق من الدور الأول للبطولة بـ 3 هزائم متتالية.
موقف الاتحاد الموريتاني
ويقول اتحاد الكرة في رده على الحلمة المناهضة، إن حملة التبرع الخاصة بدعم المنتخب الوطني، ليست حملة شعبية مفروضة على الكل، بل هي خاصة بالمؤسسات الاقتصادية والتجارية ورجال الأعمال.
وأوضح أن الغرض منها هو توجيه أهل المال إلى دعم الرياضة والاستثمار في هذا القطاع الذي بات يستهوي آلاف الشباب للعمل فيه والعيش بشرف وكرامة من أرباحه، ما يحميهم من الانحراف والتطرف والجريمة.
ولفت إلى أنه من غير المناسب وصف مثل هذه الحملات بجمع "الصدقات"، فالصدقة تكون للفقراء والمساكين، وتكون كذلك محددة لأشخاص معروفين يحتاجونها وليس لهم سواها، أما دعم المنتخب الوطني كمؤسسة عمومية تمثل الجميع، فهو ليس دعماً لشخص معين، بل هو تعبير وطني نبيل ذو طابع رمزي هادف يؤكد وقوف الجميع خلف الفريق الذي يمثل الوطن.
وقال: "كل المنتخبات التي تشارك في البطولات العالمية ممولة من أموال بلدانها ومصدرها ليس سوى الضرائب والتبرعات وعائدات السياسة الاقتصادية لبلدانها، ولا منة لأحد عليها في ذلك".
أصوات مؤيدة
ويقول المدافعون عن الفكرة أن تسول الوزارة من عدمه أمر لا يهم بقدر ما تهم المشاركة ورفع العلم شامخا عاليا مناطحا للنجوم وظهور موريتانيا في المحافل الدولية بمظهر لائق.
ويرى هؤلاء أن موريتانيا ليست الدولة الأولى التي تقوم بمثل هذه الحملات، بل سبقتها دول كثيرة إلى ذلك، فقد فعلتها فرنسا سابقاً، ودول عديدة في آسيا والأمريكيتين، حتى صارت مثل هذه الحملات عادة رياضية ذات دلالات رمزية معروفة.
وتقرر أن تنظم الحملة يوم الثاني من مارس القادم في مبنى الاتحاد الموريتاني بالعصمة نواكشوط تحت رعاية رئيس الجمهورية، محمد ولد عبد العزيز.