إلى مساحة رملية غير بعيدة من شاطئ المحيط الأطلسي في نواكشوط، دعا محمد محمود العتيق الشخصيات الرسمية الموريتانية والدبلوماسية الكندية لحضور مهرجان الرحل في نسخته العاشرة.
تقدم الحضور وزير الثقافة ووزيرة الصناعة والسياحة وسفير دولة كندا المقيم في الرباط، رفقة وفد من الصحفيين والمطربين الكنديين، وذلك لمشاهدة عروض النسخة العاشرة من مهرجان الرحل.
بدا العتيق سعيدا ومتحمسا للحضور الرسمي والشعبي، كان يوزع تحياته وابتسامته على الجميع، يعرف بأنه قطع خطوات كبيرة في التعريف بتقليد قديم من عادات المجتمع في موريتانيا.
بحماس يقول للجزيرة نت "أنا جد سعيد لأننا استطعنا أن نحافظ على المهرجان لمدة عشر سنوات، هذا المهرجان هدفه الرئيسي هو التعريف بثقافة الرحل، وربط موريتانيا ثقافيا واقتصاديا بكندا ومن خلالها بباقي الدول الأخرى".
وزير الثقافة ووزيرة التجارة والصناعة والسياحة وسفير كندا المقيم بالرباط أثناء افتتاح المهرجان (الجزيرة)
قضى العتيق طفولته في منطقة بدوية تدعى "افجارن" وهي بئر على بعد 118 كيلومترا على طريق نواكشوط إبيتلميت، هناك عاش سنواته الأولى في بيئة تقليدية، يحافظ أهلها على ركوب الخيل والإبل، كتقليد عرفت به موريتانيا منذ القدم.
هاجر إلى كندا قبل سنوات، وهناك بدأ حياته، ليصبح بعد ذلك سفيرا فوق العادة لتراث موريتانيا، وأصبح جسرا للبلد تعبر من خلاله التقاليد إلى الآخر، أسس مطعم الخيمة في مدينة مونتريال، يقدم مشروبات موريتانية، ويحمل طابع الخيمة التقليدية.
بعد ما نظم عدة نسخ من مهرجان الرحل في كندا، يأتي العتيق اليوم إلى موريتانيا لتنظيم نسخته العاشرة.
سفير كندا -الذي تنقل من الرباط في المغرب، لأجل حضور فعاليات مهرجان- عبر عن اهتمامه بالحدث، والسعي قدما لتطوير الجسور الثقافية والاقتصادية بين موريتانيا وكندا.
العتيق يراقب بشغف فقرات افتتاح مهرجان الرحل (الجزيرة)
على بعد أمتار من مكان الافتتاح، كان المشاركون في فعاليات المهرجان على استعداد تام من أجل إبراز مهاراتهم في ركوب الخيل والإبل، وينتظرون الإشارة فقط.
وقف الحضور الرسمي والجمهور لأجل مشاهدة المشاركين يتسابقون في إبراز مهاراتهم في ركوب الخيل والإبل.
شباب في مقتبل العمر تفننوا في ركوب الخيل والإبل، وأظهروا جوانب من تراث كان يعتبر علامة على الفتوة في المجتمع الموريتاني.
وبينما كان الجمهور يستمتع بفعاليات المهرجان الذي صنع الاستثناء في يوميات نواكشوط، كان العتيق يتجول بينهم ويحرص على تفاصيل التنظيم من خلف الكواليس.
لا يخفي العتيق نشوته بنجاح المهرجان، ويتطلع إلى أن تمتد نسخه المقبلة إلى دول الجوار مثل المغرب والسنغاللاستعادة آثار طريق كان يسلكه الرحل في تبادلاتهم التجارية قديما.
ركوب الخيل والإبل علامة على الفتوة بالمجتمع الموريتاني (الجزيرة)
يقول العتيق "من المهم عندي أن يصل المهرجان إلى هذه الدول، من أجل تغيير النظرة النمطية التي يمتلكها البعض عن الرحل، والتي تتمثل في كونهم شعب بادية لا يفهمون في المدينة والحياة الجديدة، أريد أن أثبت لهم أن الشعب تغير لكنه يحافظ على تقاليده".
ويضيف "هناك اتفاقيات اقتصادية بين موريتانيا وكندا، من خلال المهرجان أريد أن ألفت انتباه الكنديين، وإلى أن الموريتانيين بحاجة إلى مساعدات اجتماعية ودعم بمشاريع تنموية".
يتمنى العتيق أن يكون قد ساهم في لفت انتباه المستثمرين إلى موريتانيا من خلال مهرجان ثقافي ينظم بطريقة بسيطة، ويسعى إلى تحقيق هدفين عبر الحفاظ على التقاليد، وتعريف العالم بتراث بلاده وفتح آفاق جديدة أمام الباحثين عن فرص جديدة في أفريقيا.
المصدر : الجزيرة