هزت الساحة السياسية الموريتانية، أمس، معلومات شبه مؤكدة تم تداولها على نطاق واسع تتعلق بترشح المليونير الموريتاني المعارض محمد ولد بوعماتو للانتخابات الرئاسية المقبلة.
فقد نقلت منى بنت الدي، القيادية في حزب تكتل القوى الديمقراطية الموريتاني المعارض، في تدوينة نشرتها على صفحتها أمس عن المليونير بوعماتو، قوله إنه قرر الترشح لانتخابات الرئاسة المنتظرة خلال أقل من أربعة أشهر.
وأوضحت بنت الدي «أن صحافياً نفى خبر ترشح ولد بوعماتو من أجل تكذيبها هي»، مضيفة: «أعلن له وللجميع هنا أن مصدري هو محمد ولد بوعماتو نفسه؛ فهل يستطيع الصحافي الإعلان عن المصدر الذي بنى عليه تكذيبه؟».
وأعلن موقع «زهرة شنقيط» الإخباري المستقل هو الآخر «أن رجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو قرر رسمياً خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران / يونيو 2019، بعد عدة سنين من معارضته القوية لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز».
وأكدت مصادر زهرة شنقيط «أن بوعماتو شرع في إجراء الاتصالات اللازمة لطرح ملفه كمرشح مستقل، كما باشر الاتصال بالقوى السياسية من أجل تأمين دعمه، إلى جانب التباحث بعض الأطراف الدولية الوازنة من أجل الضغط باتجاه انتخابات شفافة ونزيهة بموريتانيا».
وتوقعت مصادر مقربة من بوعماتو «أن يعلن رجل الأعمال المعارض نفسه عن خطوة ترشحه خلال الأيام القليلة المقبلة». وأكدت زهرة شنقيط «أن ولد بوعماتو اتصل بأهم الكتل السياسية المعارضة للرئيس، وبعض الوجهاء، وأبلغهم بقرار ترشحه».
وتحت عنوان «نداء لمقاومة الطغيان»، وجه المليونير المعارض بوعماتو مؤخراً نداء إلى الشباب الموريتاني قال فيه «إن عشر سنوات مرت اليوم والشعب الموريتاني يرزح تحت نير ديكتاتورية وحشية لا تعرف الرحمة، عشر سنوات وموريتانيا مختطفة من قِبل متمرد استولى على البلاد بانقلاب عسكري لإقامة حُكم شخصي متسلط، وللاستحواذ على ممتلكات الدولة وموارد الأمة، عشر سنوات من انتهاك حرياتنا وتعرُّض مواطنينا لأبشع الإهانات من طرف الشرطة السياسية».
وتابع نداءه قائلاً: «عشر سنوات والفساد الرشوة يفتكان ببلدنا، بينما وضع اقتصادنا برمته في خدمة دكتاتور وحفنة من الناس من حوله يمتصون دماء الناس مثل العلق، عشر سنوات والقطاع الخاص والبنوك يتعرضان لابتزاز دائم ومخجل من طرف النظام، فهُم وطنيون بامتياز حين يمولون مغامرات النظام، وعندما يمولون المعارضة يتهمهم النظام بالفساد والخيانة العظمى؛ لقد أصبح إرهاب الدولة الذي يمارسه النظام ضد المواطنين أسوأ من الإرهاب المستشري ضد سكان منطقة الساحل».
إنني، يضيف بوعماتو، وفي مواجهة الخطر الشديد الذي يهدد مستقبل بلدنا، أناشد جميع أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والنقابات وجميع القوى الحية في البلد لإفشال الأهداف اللامسؤولة والإجرامية لهذا الدكتاتور، إن علينا إسكات خلافاتنا وتوحيد جهودنا ضمن وثبة وطنية تفرض علينا بإلحاح إلزامية التضامن في هذا الاختبار الحاسم لمصير الأمة لأن خصمنا الوحيد هو الديكتاتورية، ويجب أن يكون شعارنا: «كل شيء إلا الديكتاتورية».
«أعلِنوا العصيان المدني في مواجهة قانون الغاب الذي يطبقه النظام، وافضحوا، في العلن، ممارسات النظام المافيوية وجرائمه البغيضة، وأنتم أيها الشباب في طليعة الكفاح ضد الاستبداد، إنكم الضحية الأولى لتدهور التعليم والبطالة المزمنة التي تضرب البلاد، وإن لكم مسؤولية حيوية في انبثاق التغيير، إن مصيركم ومصير بلدكم بأيديكم، فتحركوا قبل أن تقود عنجهية هذا المتوحش بلادنا إلى مصير أسوأ من مصير الصومال.
وتؤكد معلومات مسربة من هذا الملف أن الذي يخشاه الرئيس ولد عبد العزيز أن يدعم الملياردير ولد بوعماتو مرشحاً للرئاسة في انتخابات 2019، وأن ينجح ذلك المرشح في الانتخابات، ليتمكن ولد بوعماتو من تصفية حساباته مع ولد عبد العزيز، وهي حسابات ستكون عسيرة.
وحسبما يؤكده المراقبون المتابعون لهذا الملف، فقد بدأ طرفا هذه المعركة بالتحضير للمبارزة النهائية، حيث وجه الرئيس جهاز القضاء ومنظومة الأمن لضرب خصمه، بينما زاد رجل الأعمال المعارض من تحركاته الخارجية لتوجيه ضربات للرئيس، كما يتوقع أن يزيد من نشاطه السياسي الداخلي باستغلال سخط أعضاء مجلس الشيوخ المعارضين على الرئيس الذي ألغى غرفتهم باستفتاء يعتبرونه «غـــير شرعي».
عبد الله مولود
نواكشوط – «القدس العربي»