إخفاق المعارضة المؤسف في تقديم مرشح موحد لا يجوز ولا ينبغي أن يدفعها إلى الانشغال بتصفية حساباتها على المكشوف وتسفيه بعضها خيارات بعض، فواجب ومصلحة الوقت تفرض على مرشحي المعارضة المتوقعين (بات واضحا أننا نتجه لأربعة على الأقل) العمل في المشتركات التي يمكن تحديدها في أولويات أربع:
1. التوافق على أساسيات برنامج انتخابي يعطي الأولوية للقضايا التي ظلت المعارضة تناضل من أجلها وأولها قضية العدل بعناوينها الأساسية والفرعية (لن أمل من التأكيد على استحقاقية وضرورية كتابة عقد اجتماعي جديد لدولة المواطنة وليست دولة المكون).
2. توافق مرشحي المعارضة على خطة عمل موحدة، تفرض تحسين ظروف المشاركة وشفافية الانتخابات، ولا تقبل التنازل عن مراجعة لجنة الانتخابات، واستقدام مراقبين دوليين، واعتماد مراقبين وطنيين.
3. الامتناع عن أساليب وخطابات التكفير والتبديع والتفسيق المعارضي، وأوله احتكار صفة المعارضة للبعض وإخراج البعض منها بالكره، أو ادعاء التمثيل الحصري أو التاريخي أو الشعبي أو الأخلاقي لها.
4. توظيف المشتركات وميراث التنسيق في الانتخابات الماضية لإيجاد منظومة مشاركة فعالة في الانتخابات القادمة (ممثلين في المكاتب، عمليات انتخابية، غرف إعلامية مشتركة..) ستكون لي عودة لهذا الموضوع في معالجة قادمة كنت وعدتكم بنشرها تحت عنوان: "انتخابات 2019... دعوة لتملك وإحسان ما نملك".
إن استحقاقات 2019 استحقاقات فارقة ستترك نتائجها بصمات على مشهد السياسة الوطن؛ بله مشهد الوطن كله، لذا فهي موعد ليس بمقدورنا أن نخلفه وقدرنا أن نحرص فيه على افتكاك مكان سواء نجمع فيه شتاتنا، ونعيد فيه تجميعها كلما نزعتنا حساباتنا الجزئية فالوقت ليس لصالح تلك النزعات، الوقت لصالح نزعة وطنية جامعة توصلنا لتناوب سلمي على السلطة، وأحسب أنها نزعة ممكنة التحقق برغم كل العثرات، وكل قلعات محاولات التسويق والتزويق التي يقوم بها أنصار مرشح النظام الاستبدادي الساعين بكثير من "الدهاء" لتجميل "صورته الشوهاء" وأنى لهم ذلك، نحن هنا ولن نسمح لعمليات التزوير تلك أن تمر.