لطالما دفع المشاهير ثمن الشهرة، ولطالما تعرضوا للسب والاتهام وحتى الاعتداء لهذا السبب أو ذاك.
ربما هذا هو حال الإعلامية الشابة مريم بنت أحمديتو، وهي فتاة من وسط محافظـ وتربت في بيت موريتاني له أصالته وتقاليده على غرار غالبية البيوت التي تتقاطع معه.
مريم دخلت لعالم الصحافة، وظهرت في برامج تلفزيونية كما قدمت برامج ونشرات إذاعية، ودفعت ثمن إطلالاتها التلفزيونية حيث اتهمت بتهم خطيرة وروجت عنها أخبار ضارة، كما أشيع عنها أنها توفيت وفق ما روت في تصريح حصري للوئام.
الإعلامية الشابة مريم استيقظ معارفها وذووها على خبر مفاده أن أحد رواد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حصل على فليم إباحي منها، وأنه سينشره فور اكتمال عدد من طلبات الإعجاب والتعليقات، وأرفق تدوينته بصورة لها.
نزل الخبر كالصاعقة على محبي مريم والمقربين منها، وبدأوا في التحرك لكي ينال المتهم عقابه، إذ تكذيب الخبر أمر مسبق ولا نقاش فيه بالنسبة لهم.
الصحيفة الالكترونية الموريتانية "وكالة الوئام" ألتقت الإعلامية مريم التي أكدت أن بداية القصة كانت عندما اتصلت بها إحدى الصديقات، وقالت لها إنها تابعت منشورا مفاده أن أحد المدونين نشر أن بحوزته فيلما "إباحيا" لمريم، وأنها تطلب منها مقاضاته، فاتصلت بأحد كتاب الضبط وحرر لها محضرا وتم توصيله لوكيل الجمهورية الذي أحالها لمفوضية شرطة لكصر1، وحين مثلت أمام المفوض بدأ في التقليل من أهمية الموضوع، وأنها إعلامية وسبق أن وصلته عدة شكايات من صحفيات معروفات بنفس التهم، وهو أمر عادي ولا داعي للقلق، وأنه سيتصل بها في حين جد جديد في الموضوع، ولم يتصل بها.
وانتقدت مريم تعاطي الشرطة مع قضيتها.
وبخصوص التأثير النفسي، والانعكاس داخل العائلة أوضحت بنت أحمديتو أن الأمر ليس له أي أثر على نفسيتها وأن والدتها تتفهم كل الأمر، وتنصفها، ولكن أصعب اللحظات حينما حصل مروج الخبر على كم الإعجابات والتعليقات قال لمريدي صفحته أنها توفيت في حادث سير الليلة البارحة، وأنه لم يعد بإمكانه نشر الفيديو، ما استدعى كثيرا من المعارف في داخل وخارج البلاد، للاتصال بها والاطمئنان على حياتها، وكذا تم الاتصال بوالدتها، وهي إحدى لحظات الإزعاج.
وأضافت أن ثمة بعض الاصدقاء اتصلوا بها، وقالوا لها إنهم مستاؤون من كونها، ظهرت في فيلم إباحي، وهو ما تراه مريم ظلما لها خصوصا ممن يعرفونها.
مريم أكدت أن عددا من الاعلاميين تعاطوا مع قضيتها، وتضامنوا معها، وأنها تقدر جهدهم، وتضامنهم.
وعن ما إذا كانت ثمة رسالة لمن قد تتكرر معهن الحادثة، أوضحت الإعلامية الشابة أنه على الفتيات البريئات وغير الإعلاميات أي ممن لا تتوفر صورهن في شاشات التلفاز أن يكن حذرات، وعلى الدولة أن توفر شرطة لمراقبة مواقع التواصل الاجتماعي.
وبخصوص الرد والتعاطي مع الانتشار الفائق لخبر الفيديو، أوضحت بنت أحمديتو أنها لم ترد على الموضوع في الفيس بوك لأنه أمر تافه حسب تعبيرها.
ولا ترى بنت أحمديتو أن الهدف من تشويه صورتها هو استهداف شخصي لها، لأنها تقدم برامج ترفيهية، ولها قاعدة جماهيرية معتبرة، ولا تبث أي حلقة إلا بعد موافقة الضيف الظاهر فيها، لكنه قد يكون بهدف جمع الإعجابات على الفيس حسب تفسيرها لنشر الأخبار المستهدفة لها.
وختمت مريم تصريحها بطلب القضاء الموريتاني بإنصافها، والوقوف معها لحماية نظيراتها من الفتيات اللواتي أصبحن عرضة لمثل هكذا أمور.
وكانت الإعلامية بنت أحمديتو أثارت جدلا في مواقع التواصل الاجتماعي حين نشر حساب في الفيس بوك صورة لها، وعلق عليها أنها مقتطعة من فيلم، سيتم إرساله لكل من وضع ثلاث تعليقات.