إن المتتبع البسيط لسيرة و حياة الرجل الهادئ الرزين يدرك تماما ما يؤول إليه من بساطة و جدية و تواضع جعلت منه الإنسان المحبوب الذي يدخل القلوب دون استئذان، هذه الصفات مجتمعة شُبعت و مُلئت بالتقوى و العمل الصالح و التقرب الدائم للمولى عز وجل ( نحسبه كذلك و لا نزكي على الله أحدا ) و الحديث القدسي يذكر أن العبد إذا تقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض أحبه الله و من أحبه الله فلا خوف عليه أبدا إذ سيضع الله له الحب في الأرض فيحبه الناس ، ما يجمعني بالرئيس أحمد جعلني اتعرف عليه عن قرب و كانت معرفتي به معرفة لكنز من المعارف و القيم الفاضلة و الثقافة الأصيلة لكن كما يقول الموريتانيون " إلِ ما يعرفك يستخسْرك" ، و لذلك أنا لست من الذين ينزعجون من كتابات الناقمين على الرجل لأنهم في الحقيقة لا يدركون قيمته و معناه مصداقا للمثل سالف الذكر ، أذكر أنني لم ألتق يوما بالرجل إلا و استفدت قيمة ثقافية أو معنى آية أو حديث شريف ، و أعرفه كذلك ينهى بكل قوة و صرامة عن النهش في أعراض الناس حتى و لو كانوا خصومه السياسيين و يسامح كل مرة من ظلمه بدون تردد لأنه رجل لا يحمل الحقد أبدا ، هذه الصفات و غيرها غيض من فيض مما عرفت الرجل عليه لكن قد يقول البعض أنني سلكت طريقا أو طريقة على الأصح لإبراز صفات شيخ صوفي لا زعيم سياسي..
مرد بدئي بهذه التوطئة المجتزأة من خصال الرجل لأنني و ببساطة لست مؤمنا بما يؤمن به البعض من انحلال الخلق السياسي و الاجتماعي إذ أن السياسة بالنسبة لي أخلاق قبل أن تكون ممارسة لكل من هب و دب . يتذرع بل يتقول هؤلاء دائما أن أحمد هو من أفسد الديمقراطية في البلد بدعمه أو تأييده للانقلاب على الرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله لكنهم يتناسون دائما طرح السؤال المتلازم معه متى صلُحت الديمقراطية حتى يتم افسادها .؟ دعونا إذا نخوض في هذا السؤال الجوهري و من زاوية أن أحمد هو من شارك أكثر من مرة من موقعه المدني في الانتخابات الرئاسية و مارس العسكر ضده كل صنوف الحيف و الظلم و ليست انتخابات سيدي إلا فصلا من فصول المسرحية العسكرية السيئة الصيت، فهل ترى أن أحمد ساذج لحد أنه لا يدرك حقيقة الخدعة الكبرى التي انطلت على كل الموريتانيين ؟. و لو أن الرئيس المحترم سيدي ولد الشيخ عبدالله كان يريد حقا مدنية الدولة بالتخلص و الخروج من عباءة العسكر لكان حينها عمل بنصيحة أحمد و أصبحنا حقيقة ننعم الآن بدولة مدنية يحكمها مدني أيا كان لكن سيدي أخطأ هو الآخر أم أن اللوم يقع فقط على الرئيس أحمد في تقدير سياسي تبين له سوءه فيما بعد و تراجع عنه و أعتذر للشعب الموريتاني أكثر من مرة ؟؟ .
ما لك أيها الناقم لا تذكر حلم الرجل السياسي - و السياسة أخلاق - أيام تزوير الانتخابات حين أوقف شرارة جماهيره الغاضبة و الطامحة للتغيير حتى على جثثها في 92 و 2007 و 2009 و في كل مرة يخاطبها أنه يريد التغيير الهادئ بعبارته الشهير " نحنَ ما انْكُبُ اميهَ لحد" ، ؟ هذه تساؤلات واردة كان عليك إذا كنت ناقدا منصفا أن تتأبطها قبل تأبطك الشر له و لغيره .. لكنك ستلقى الرئيس و من بجانبه من مريديه كما يحلوا لك تسميتهم ينشدون أو لسان حالهم على الأصح :
يا عيد يالك من شوق وإيراق //ومر طيف على الأهوال طراق
يسري على الأين والحيات محتفيا //نفسي فداؤك من سار على ساق
إني اذا خلة ضنت بنائلها //وأمسكت بضعيف الوصل أحذاق
نجوت منها نجائي من بجيلة،إذ //ألقيت،ليلة خبت الرهط أوراقي
نقلا عن صفحة احمد ولد ابته