أكد رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني "حاتم" صالح ولد حننا أن أكثر من 60% من الشعب الموريتانيين مهددين في وسيلة عيشهم بسبب ما وصفه "بالجفاف الماحق"، وذلك في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الثاني لحزبه في قصر المؤتمرات مساء اليوم.
واعتبر ولد حننا أن في المحور الاقتصادي من خطابه أن "المعاناة ماثلة للعيان ومرتسمة على وجوه الأغلبية الساحقة من هذا الشعب"، مردفا أن "الأوضاع الكارثية التي تعيشها البلاد" تشكل "نتيجة حتمية لسوء التسيير واستشراء الفساد والأحادية والتمادي في الإقصاء والتهميش بل النهب الممنهج لثروات البلاد وإهمال القطاع الريفي".
وتحدث ولد حننا عن ارتفاع معدلات الفقر بسبب ارتفاع الأسعار (المحروقات تراجع سعرها عالميا بأكثر من 60% دون أن يؤثر ذلك على سعرها محليا) ، وانتشرت البطالة التي وصلت إلى 32%)، مستغربا أن لا يرى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز "في حاويات الماء الفارغة المرفوعة في وجهه أينما حل إلا مدعاة للسخرية من أصحابها".
وأضاف ولد حننا: "لا يزال الفساد ينخر كل الدوائر الحكومية وقد أخذ في الانتشار أفقيا بعد أن كان عموديا فشمل كل الولايات تقريبا وكل الدوائر الحكومية ذات الصلة بالمال العام (الخزينة، الضرائب)، وأما المحسوبية والزبونية والقرابة وإبداعات التزلف والنفاق فهي المطية الوحيدة المتاحة لمن أراد التسلق في المناصب العليا والمراكز الهامة في الدولة على حساب الكفاءة والنزاهة".
وفي المحور الاجتماعي اتهم ولد حننا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بضخ دماء جديد في "القبلية والجهوية من خلال ممارساته وحملاته الانتخابية الأخيرة"، إضافة لانطلاق "للدعوات الفئوية والشرائحية"، إضافة "لظاهرة التطرف والغلو لدى بعض رموز هذه الدعوات الذين أنتجهم النظام نفسه، وهيأ لهم كل أسباب التأثير والانتشار".
.
وشدد ولد حننا على صمود اللحمة الوطنية أمام كل الهزات التي عاشها بلدنا الحبيب، مؤكدا أنها "هي ثاني ثوابت هذا الشعب بعد دينه الحنيف والذي لم ينج هو الآخر في ظل هذا النظام من محاولات النيل منه. فلأول مرة تعبث أيادي آثمة بالمصحف الشريف في بلاد شنقيط، ويتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم ويتداول الإلحاد صريحا فإنا لله وإنا إليه راجعون".
وفي المحور السياسي رأى ولد حننا أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أصر على "إعادة إنتاج النظام البائد سلوكا وتسييرا وحتى أشخاصا ورموزا، وإن أضاف قدرا من الاحتقار لهذا الشعب الأبي ونخبته من خلال تطوير الخطاب الشعبوي المضلل من جهة، والاندفاع في المسار الأحادي الإقصائي من جهة أخرى، وكأن البلد غنيمة للرجل".
ووصف ولد حننا أداء منسقية المعارضة السابقة بأنه "ظل يتأرجح صعودا وهبوطا حتى تم تشكيل المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة وحمل المشعل وواصل النضال رغم إكراهات الواقع وترغيب وترهيب النظام"، واصفا دور حزبه خلال كل هذه المحطات بأنه "ظل طلائعيا ومشهودا".
واتهم ولد حننا النظام الموريتاني "بالهروب إلى الأمام متجاهلا واقع الأزمة بل معمقا لها أحيانا كثيرة فنظم انتخابات نيابية وبلدية قاطعتها معظم المعارضة ثم أشفعها بأخرى رئاسية كانت بالإضافة إلى كونها أكبر مهزلة سياسية تعرفها البلاد نموذجا آخر لسياسات النظام غير الرشيدة كرست أدبيات فئوية وطائفية في الخطاب السياسي كانت حتى عهد قريب مقيتة، وذلك بعد أن رتب مسرحيتين قبل الاستحقاقين ليوهم الرأي العام الوطني والدولي بأنه ساع إلى الحوار في الوقت الذي تظهر التجارب المتتالية أن الحوار لم يكن بالنسبة له إلا ذرا للرماد في العيون حتى يتسنى له المضي قدما في مشروعه الأحادي الإقصائي".
ورأى ولد حننا أن الأزمة السياسية وصلت بذلك إلى أوجها، "وإن كان قد لاح في آخر النفق ضوء خافت من خلال إعلان النظام عن استعداده للحوار من جديد وهو ما نتمنى أن يكون صادقا هذه المرة، باعتبار الحوار الجدي والشامل هو الطريق الوحيد لتجاوز هذا الواقع".