يواصل التنقيب عن الذهب حصد المزيد من الأرواح في صفوف المنقبين الموريتانيين شمال البلاد، بعد أن انهار بئران للتنقيب خلال الأيام الأخيرة على 6 أشخاص، تمكن زملاؤهم من إنقاد 3 منهم، فيما دفن الركام الثلاثة الباقين.
واستغرقت عملية انتشال الجثث عدة أيام، بسبب الوسائل البدائية التي يستخدمها المنقبون لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، ويستخدم المنقبون في الغالب الفؤوس والمعاول لتفتيت الصخور قبل نقلها للأعلى عن طريق الدلاء للوصول إلى الضحايا.
ولقي أكثر من 20 منقبًا مصرعهم خلال الأشهر الأخيرة، فيما جُرح العشرات، أغلبهم خلال الأسابيع الأخيرة في حوادث متفرقة شمال موريتانيا، ووسط تزايد سقوط الضحايا، وافقت السلطات الموريتانية على إنشاء شركة تدعى ”شركة التعدين التقليدي“، أُسندت إليها مهمة الحد من الحوادث في مواقع التنقيب.
وسمح للشركة الناشئة بإدخال 4 آليات، من ضمنها جرافتان، وآليتا حفر، إلى منطقة ”إكليب أندور“، ولا يسمح لهذه الآليات بالحفر، وتقتصر مهمتها فقط على إزالة مخلفات الحفر من حواف المقالع، لمنع انهيار الآبار.
ويرى رئيس مكتب اتحادية المنقبين، شيخنا ولد محمد المكي في حديث لـ ”إرم نيوز“، أن تدخل هذه الشركة سيساهم في الحد من حواث الانهيارات، كما سيمكن من التدخل بشكل أسرع لتقديم العون للمنقبين في حال انهار إحدى الآبار، مما سيسهم في إنقاذ المزيد من الأرواح.
وكانت السلطات الموريتانية قد فتحت أجزاء من المنطقة العسكرية المغلقة شمال البلاد، أمام المنقبين عن الذهب وفق ضوابط معينة نظرًا لحساسية المنطقة التي ينشط فيها الجيش بشكل كبير، لمحاربة المهربين والجماعات المسلحة في منطقة الساحل.
وتقدم أكثر من 20 ألف منقب للحصول على ترخيص لدخول المنطقة، التي اضطرت السلطات تحت الطلب المتزايد إلى فتح أجزاء جديدة منها أمام المنقبين خلال الأسبوعين الأخيرين.
وبحسب الصحفي الموريتاني المقيم في مدينة أزويرات التي ينطلق منها المنقبون باتجاه المنطقة العسكرية، سيد أحمد ولد بوبكر سيري، فإن المنقبين يتبعون طرقًا في التنقيب لا تراعي معايير السلامة العامة للحصول على أكبر كم من الحجارة المشبعة بالذهب في أسرع وقت ممكن.
وأضاف سيد أحمد، أن غياب آليات لرفع الأنقاض بالسرعة الكافية بعد انهيار أي بئر على المنقبين، يساهم في ارتفاع نسبة الوفيات في صفوفهم، ويصعّب عملية إنقاذهم أو انتشال الجثث بعد ذلك.