بعد عقدين من الصمت خوفا على حياتهما، كسر زوجان وصلا مكان وفاة الأميرة البريطانية ديانا في باريس بعد لحظات من وقوعها صمتهما للقول: ذلك لم يكن مجرد حادث مروري!
وأجرت صحيفة Daily Express البريطانية مقابلة مع الزوجين جاك وروبن فايرستون اللذين يقيمان في مجمع مسور خوفا من “عمليات انتقامية” من قبل أطراف مؤثرة لسبب معرفتهما تفاصيل وفاة الأميرة.
وأعرب الزوجان عن قناعتهما بأن وفاة الأميرة كانت بفعل فاعل وتقف وراءها الأسرة الملكية وأجهزة خاصة، موضحين أن ما شاهداه في نفق باريسي لقيت فيه ديانا مصرعها يتناقض مع الرواية الرسمية ويستدعي تساؤلات جدية.
وقال الزوجان إنهما مع نجلهما في سن 11 عاما، في 31 أغسطس عام 1997، دخلوا بسيارة أجرة نفق برج “ألما” بعد دقائق معدودة منذ وقوع الحادث، وشاهدوا هناك، أمام سيارة “مرسيدس” المنكوبة التابعة لديانا، سيارتين أخريين غامضتي اللون تبدو كتلك السيارات التي تستخدمها الجهات الرسمية.
وأشار الزوجان إلى أن هاتين السيارتين توقفتا أمام السيارة المنكوبة التي لقي فيها كل من الأميرة ديانا وصديقها عماد (“دودي”) الفايد وسائقهما هنري بول حتفهم، ويبدو أن هاتين السيارتين دخلتا النفق قبل سيارة الأميرة.
ولم يكن الزوجان فايرستون شاهدي العيان الوحيدين لهاتين السيارتين، إذ أكد وجودهما في النفق أيضا المحامي هنري هانتر، لافتا إلى أن إحداهما كانت “تستر” على الأخرى التي ضربت سيارة ديانا على ما يبدو.
وخلص الزوجان فايرستون اللذين لم يكونا على علم بأن السيارة المنكوبة تابعة للأميرة ديانا، في البداية إلى الاستنتاج بأن وقتا طويلا مضى على وقوع الحادث، وقد تم نقل المصابين إلى المستشفى، بسبب غياب أي نشاط لخدمات الطوارئ في الموقع.
وقال جاك إنه لم يكن هناك إلا مصوريين صحفيين وضابط شرطة واحد فقط أمام السيارة المنكوبة، وكان الأخير يتصرف كما لو أنه لم تكن هناك أي حالة طارئة على الإطلاق.
وبعد إدراكهما أن الحادث أودى بحياة الأميرة ديانا، حاول جاك وروبن الاتصال بالشرطة الفرنسية، لكنها تجاهلتهما، وقال أحد الضباط لهم إن لدى المحققين “فائض من الشهود”، ما أثار استغراب الزوجين لأن الحديث دار عن وفاة إحدى أشهر نساء العالم.
واضطرت الشرطة الفرنسية إلى الاستماع إلى شهادات الزوجين بعد لجوئهما إلى وسائل الإعلام، لكن عناصر الشرطة أعاقوا هذه العملية قدر الإمكان، وفي نهاية المطاف عرضوا على جيك التوقيع على بيان مكتوب باللغة الفرنسية، التي لا يجيدها إطلاقا، لكنه رفض.
وتبين لاحقا أن شهادات فايرستون لم تتم إضافتها إلى ملف التحقيق، ولم يتم ذكر هاتين السيارتين الغامضتين في وسائل الإعلام والوثائق الرسمية.
كما رفض القضاء البريطاني لاحقا أيضا الاستماع إلى إفادات الزوجين اللذين كانا يقيمان في نيويورك، لكن في نفس الوقت تواصل معهما الفريق القانوني لوالد “دودي”، رجل الأعمال محمد الفايد، ليقدم بيان فايرستون إلى القاضي البريطاني اللورد سكوت بيكر، ما دفع السلطات البريطانية إلى استدعاء الزوجين لتقديم شهاداتهما أمام محكمة.
لكن الجلسة القضائية جرت بطريقة أظهرت بوضوح للزوجين أن القاضي لا يريد الاستماع إلى إفاداتهما إذ عوملا كأنهما هما من ارتكب جريمة.
وقالت روبن: “لا أعتقد أن وفاة ديانا كانت مجرد حادث، وتصرفات السلطات تجعلني أصدق ذلك حتى يومنا هذا أكثر من أي وقت مضى”، وتابع جاك: “آمل أن يكتشفوا الحقيقة يوما ما”.