في تسجيل نادر لم يسبق نشره في الانترنت، وتبثه جريدة هسبريس الإلكترونية، يظهر السلطان الراحل محمد الخامس وهو يُكثف الجهود، خلال الفترة الزمنية الممتدة بين 1956 و1960، من أجل إحياء ما سمي من قبل بالإمبراطورية العلوية بعد أن قسمها الاستعمار الفرنسي والاسباني.
ويبدو في الفيديو النادر، الذي نشره منتدى القوات المسلحة الملكية بموقع يوتوب، الملك الراحل، محمد الخامس، أثناء زيارته التاريخية لجنوب المغرب في أواخر الخمسينيات، وكيف تم استقباله بحفاوة من طرف سكان الصحراء، فيما كان يتحدث المذيع الفرنسي عن كون الزيارة الملكية تعد "أحد مظاهر السيادة المغربية على موريتانيا".
وأورد التقرير التلفزي الفرنسي، الذي يبث لأول مرة في الشبكة العنكبوتية، أن السلطان الراحل محمد الخامس كان يحلم بإعادة ضم موريتانيا، والسنغال، وشمال غرب مالي، وغرب الجزائر، فيما كان يعرف بالمغرب الكبير، كما بعث وفدا موريتانيا للدفاع عن الأطروحة المغربية أمام منظمة الأمم المتحدة.
ويظهر في الشريط ذاته الملك الراحل، وهو يستقبل في قصره وجوها سياسية مغربية بارزة، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، من قبيل الزعيم الاستقلالي الراحل، علال الفاسي، الذي أرسل إلى دول آسيا، وبلافريج إلى أوربا، وعبد الخالق الطريس، وزير العدل حينها، إلى أمريكا الجنوبية والوسطى، وأيضا القيادي الاستقلالي، امحمد بوستة في أيام شبابه.
وأورد ذات التسجيل، الذي تم بتعليق مذيع فرنسي، بأن المغرب استند على ظهائر ملكية لتعيين موريتانيين في مناصبهم بموريتانيا، وأيضا وثائق دبلوماسية تشير إلى سيادة المغرب على التراب الصحراوي، وبأن الساحل المغربي يمتد من طنجة إلى "سان لوي" بالسنغال، ليشمل التراب الموريتاني.
وكان حزب الاستقلال حينئذ، وأيضا باقي قيادات الحركة الوطنية، يدافع عن توجه السلطان الراحل، والذي قيل إنه لم يشأ أن يفاوض فرنسا حول حدود المغرب، وولاية الجزائر الفرنسية، معتقدا أن الأمر يجب أن يناقش مع قيادات الجزائر بعد الاستقلال، وهو ما كان غير مرحب به حتى في الجزائر.
ويذكر متابعون كيف أنه خلال مؤتمر مغاربي بطنجة، قبيل استقلال الجزائر، أظهر علال الفاسي الخريطة، التي تظهر في نهاية الفيديو، والتي تحدد معالم "المغرب الكبير"، الشيء الذي أثار امتعاض قيادات جزائرية، اعتبرت ذلك تهديدا لوحدتها، ليتطور الأمر أشهرا بعد ذلك إلى مناوشات عسكرية وحرب ضروس، سميت بحرب الرمال.
ويبدو أن فكرة "المغرب الكبير" لم ترق حينها لولي العهد، الملك الراحل الحسن الثاني، والذي أقبر هذا المشروع فور وفاة والده، وسعى من جهته إلى إنشاء مغربي كبير، يتشكل من كيانات متعددة لتكون تكتلا إقليميا أكثر تقدما متوجها نحو الشرق،