"سأذهب إلى ريال مدريد وأنا مُغمض عيناي"، هكذا كانت كلمات الكولومبي خاميس رودريجيز، عقب نهائيات كأس العالم في البرازيل 2014، قبل إتمام انتقاله لصفوف الميرنجي.
في تلك الأيام، حاولت إدارة الملكي تعويض رحيل الألماني مسعود أوزيل إلى آرسنال، بالتعاقد مع رودريجيز صاحب أجمل هدف في مونديال البرازيل، الذي كان آخر "جلاكتيكوس" للملكي بصفقة بلغت قيمتها 75 مليون يورو قادمًا من موناكو الفرنسي.
تجربة ملكية
علقت جماهير ريال مدريد الآمال على رودريجيز لمساعدة الفريق في تحقيق الألقاب، وبالفعل كان موسمه الأول تحت قيادة كارلو أنشيلوتي مميزًا، وشارك في 46 مباراة بمختلف المسابقات، وسجل 17 هدفًا وصنع 18 أخرى. كان الكولومبي أحد أهم اللاعبين في الفريق آنذاك.
في الموسم التالي وتحت قيادة رافاييل بينيتيز لم يُشارك رودريجيز في بداية الموسم نظرًا لتعرضه لإصابات عضلية مختلفة، وحين تولى زيدان القيادة الفنية اعتمد عليه في مُعظم المباريات لكنه لم يكن يحظى بثقة كاملة من المدرب الفرنسي، الذي تركه على مقاعد البدلاء خلال نهائي دوري الأبطال ضد أتلتيكو مدريد، ولم يستخدمه.
الموسم الثالث لرودريجيز مع ريال مدريد كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث كان بمثابة ورقة بديلة لزيدان ضمن الخطة "ب"، وهو ما رفضه الكولومبي الذي أراد الرحيل للحصول على فرصة أكبر للمشاركة.
سيناريو صعب
قرر أنشيلوتي إنقاذ رودريجيز من قبضة "زيزو" ونجح في ضمه على سبيل الإعارة لموسمين في بايرن ميونخ مع خيار الشراء النهائي، لكن النتائج السيئة في بداية الموسم أطاحت بالإيطالي خارج أسوار النادي البافاري.
لكن التعاقد مع المُخضرم يوب هاينكس كان بمثابة النبأ السار للكولومبي، الذي منحه الحرية الكاملة للتحرك داخل الملعب واعتمد عليه في كل المباريات المهمة، ليتألق رودريجيز بشكل لافت.
وبعد رحيل هاينكس بنهاية الموسم، والتعاقد مع نيكو كوفاتش، عاد السيناريو الصعب ليصدم رودريجيز، حيث لم يعتمد عليه المدرب الجديد ولم يُبد ثقته في قدراته عكس هاينكس.
وطالب رودريجيز إدارة البافاري بعدم تفعيل خيار الشراء، الذي قدرت قيمته بـ42 مليون يورو، لتستجيب له الإدارة بالفعل ويرحل هذا الصيف.
مستقبل غامض
أصبح مستقبل رودريجيز غامض خلال الفترة المقبلة، لاسيما أن بقاءه في ريال مدريد أصبح مستحيلًا بعد عودة زيدان لقيادة الفريق في ولاية ثانية.
وكان فلورينتينو بيريز رئيس ريال مدريد، قد صرح أخيرًا، أنه سيتم بيع رودريجيز نظرًا لأنه ليس ضمن خطط زيدان في الفترة المقبلة، بالإضافة إلى الرغبة في الاستفادة من أموال بيعه لتمويل الصفقات الجديدة.
ويملك رودريجيز عدة عروض أبرزها من الدوري الإيطالي من يوفنتوس ونابولي، بجانب بعض أندية من البريميرليج.
وقد يستغل يوفنتوس علاقته المميزة مع خورخي مينديز وكيل رودريجيز لحسم الصفقة لصالحه، بجانب وجود رونالدو الذي سيجذب الكولومبي للسيدة العجوز، حيث لعبا سويًا 3 سنوات في صفوف ريال مدريد، وبدا بينهما تفاهمًا كبيرًا.
وعلى الجانب الآخر يتمتع رودريجيز بعلاقة مميزة مع كارلو أنشيلوتي المدير الفني الحالي لنابولي، الذي يظهر دائمًا ثقته وإعجابه بقدراته.
وصرح رودريجيز أخيرًا، بأنه هادئ حول مستقبله، ويضع كل تركيزه حاليًا على منتخب بلاده قبل المشاركة في بطولة كوبا أمريكا هذا الشهر، رافضًا الإفصاح عن وجهته المقبلة.