قتلت قوات الأمن السودانية، أمس الأحد، أربعة متظاهرين، وسعت إلى تفريق أخرين، كانوا يحاولون نصب حواجز في الطرقات في إطار حملة عصيان مدني دعا إليها قادة الاحتجاجات ضد المجلس العسكري الحاكم رداً على المجزرة التي نفذها الجيش وأودت بالعشرات في ساحة الاعتصام في الخرطوم.
وأكدت لجنة أطباء السودان المركزية، «مقتل شخصين في مستشفى السلاح الطبي، إثر تعرضهم للضرب والطعن بآلات حادة (سواطير) من قبل ميليشيات الجنجويد».
وأشارت إلى «عدد من الإصابات الأخرى التي تم اسعافها»، كما أكدت مقتل متظاهر ثالث في مدنية خرطوم بحري.
الجيش ينفي حصول انشقاقات بعد إقالته عشرات القيادات الأمنية البارزة
وبعدها بوقت قصير، أعلنت اللجنة، مقتل سوداني رابع «إثر طلق ناري مباشر في الصدر، طاله من فوهات بنادق مليشيا الجنجويد أمام أحد تروس أمدرمان الصمود – الإسكان».
ويسلط قتل متظاهرين بـ»السواطير»، من قبل الجنجويد، الضوء مجدداً على الممارسات الوحشية لهذه الميليشيات، فقد سبق أن اتهمت لجنة الأطباء السودانيين القوات الأمنية بإلقاء الجثث في نهر النيل.
وبينت أشرطة فيديو مصورة، عند إخراج الجثث أنه تم ربطها بأحجار كبيرة.
واستجابة لدعوة العصيان المدني، أمس بدأ المتظاهرون إقامة حواجز في طرقات الخرطوم، بينما أغلقت الأسواق والمتجار أبوابها في مدن وبلدات عدة.
وكشف تجمع «المهنيين السودانيين»عن أن عدداً كبيراً من ناشطيه تعرضوا للإخفاء القسري، مشيراً إلى أن حملة الاعتقالات شملت عاملين في المصارف وشركات الكهرباء والمطار والطيران المدني، وقطاعات حيوية أخرى.
واتهم المجلس العسكري بـ»إغلاق العديد من المشافي الحكومية والخاصة واقتحام الصندوق القومي للإمدادات الطبية».
وحمّل «المجلس العسكري وزر كل روح تزهق حيث إن الطواقم الطبية تذهب للمستشفيات لمباشرة أعمالها ويتم إخبارهم بإغلاق المستشفيات عن العمل».
كذلك، أكدت مصادر في قوى «الحرية والتغيير» تواصل حملة الاعتقالات في صفوف قادة الحَراك الشعبي.
وذكر تقرير إخباري أن رئيس المجلس العسكري السوداني الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان أجرى تعديلات واسعة في جهاز الأمن والمخابرات تضمنت إحالة قيادات بارزة للتقاعد، في ثاني خطوة من نوعها منذ سقوط الرئيس المخلوع عمر البشير في شهر نيسان/ابريل الماضي .
وذكر موقع « التيار أون لاين « السوداني، أمس الأحد، أنه حصل على معلومات أفادت بأحالة 90 ضابط في جهاز الأمن والمخابرات الوطني للتقاعد، بينهم (35) ضابط برتبة لواء و21ضابط برتبة عميد و15 برتبة عقيد فضلاً عن 19) برتبة مقدم .
وقال المجلس العسكري إنه يعتزم فتح الطرق وإزالة المتاريس بالشوارع، مشددا على أن الروايات المتداولة عن انشقاقات في قوات الأمن، «شائعات لا أساس لها من الصحة».
كما ذكرت مصادر بأن قوات عسكرية اقتادت خمسة طيارين وأجبرتهم على الإقلاع بطائرات مدنية، لنقل عسكريين، رغم إعلانهم الإضراب العام.