دق رؤساء القارة الإفريقية أمس ناقوس الخطر إزاء ما أكد «أنه يتهدد شعوب قارتهم من مجاعة دائمة وانعدام مقلق للأمن الغذائي، وانتشار للبطالة بين الشباب».
جاء ذلك خلال مداخلات لرؤساء الاتحاد الإفريقي وممثليهم أمام الطاولة المستديرة للمساهمين في الصندوق الإفريقي للائتمان والتضامن المنظمة حالياً في مالابو.
ودعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز «أصدقاء افريقيا وشركاءها إلى المساهمة بقوة في الصندوق الائتماني للتضامن الذي يشكل تكملة للاستراتيجيات الوطنية لمحاربة انعدام الأمن الغذائي ومكافحة المجاعة وسوء التغذية في إفريقيا».
وتحدث الرئيس الموريتاني «عن الجهود التي بذلتها موريتانيا خلال السنوات الماضية لمحاربة الفقر وانعدام الأمن الغذائي ودحر الجوع وسوء التغذية، عبر استراتيجيات ومقاربات أثبتت، حسب قوله، نجاعتها ومكنت البلاد من الحصول على منظومة أمن غذائي محكمة وفعالة».
وقال «إنه رغم الجهود التي تم بذلها فإن الجوع وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي ما تزال تمثل تحدياً كبيراً لقارتنا يعيق تطور وازدهار ملايين الأفارقة، كما يعرقل تطور الدول ونموها».
«ولمواجهة هذه التحديات، يضيف الرئيس عزيز، يأتي دور الصندوق الإفريقي للائتمان والتضامن الذي يندرج في إطار مقاربة تكاملية مع الاستراتيجيات والسياسات الوطنية التي تنتهجها مختلف الدول».
وأضاف: «في هذا الإطار يسهم الصندوق بصورة جيدة في تمويل برامج ومشاريع تهدف إلى تحسين الأمن الغذائي والتغذية والزراعة والتنمية الريفية، كما يعزز بصورة عامة قدرات السكان المستهدفين لمواجهة التحديات».
وأكد الرئيس الموريتاني في مداخلته «أن بإمكان الصندوق الإفريقي للائتمان والتضامن، أن يوفر المواد الغذائية بصورة أفضل، ويؤمن فرص تشغيل للشباب مع تحسين نوعية تسيير الموارد الطبيعية والإنتاج الغذائي».
وقال: «إن حصيلة المرحلة الأولى لتفعيل هذا الصندوق تعتبر إيجابية باعتراف الجميع، سواء بالنسبة لعدد المشاريع المنجزة والبلدان المستفيدة أو بالنسبة للنتائج المتحصل عليها؛ وهنا أغتم الفرصة لأحيي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة التي تدير الصندوق على نوعية العمل الذي قامت به».
وزاد: «إن الأمن الغذائي وما يلازمه من نتائج مثل تطوير الموارد والإنتاج الزراعي والرعوي وتعزيز قدرات السكان على مواجهة التحديات والتسيير المستديم للموارد، ظلت تشغل مكانة مركزية في البرامج والسياسات العمومية في موريتانيا خلال العشرية الأخيرة. وموازاة مع الاستراتيجيات طويلة ومتوسطة الأمد الرامية إلى تحسين توفير الغذاء كماً ونوعاً، وتحسين الإنتاج الزراعي والرعوي، أنشأت موريتانيا هيئة خاصة للسهر بصورة دائمة لمواجهة أية أخطار محتملة للمجاعة وسوء التغذية أو أي أخطار محتملة أخرى مثل الكوارث الطبيعية والأوبئة، وهنا تكمن أهمية الصندوق الإفريقي للائتمان والتضامن الذي يمثل إطاراً جيداً لمساعدة الدول بصفة متبادلة وتعبئة الشركاء بما يضمن الأمن الغذائي للقارة ويشجع على تحقيق أهداف الألفية للتنمية في إفريقيا».
«وإذ تؤكد موريتانيا التزامها بالمساهمة في تمويل هذه المرحلة الثانية من الصندوق، يضيف الرئيس عزيز، فإنها تحث جميع الدول الشقيقة وكافة الشركاء والأصدقاء على إعادة رسملة الصندوق الإفريقي للائتمان والتضامن من أجل جعله أداة أكثر فاعلية وتطوراً ليس فقط لتحقيق الأمن الغذائي ولكن من أجل بلوغ أهداف الألفية للتنمية في إفريقيا.
وأكد السيد اتيودور اوبيانغ انغيما انمبوزوغو، رئيس غينيا الاستوائية، «أن الطاولة المستديرة المنظمة حالياً في مالابو، تشكل فرصة لتوحيد الجهود الإفريقية من أجل محاربة انعدام الأمن الغذائي والفقر ومواجهة التحديات التنموية التي تعرفها القارة».
وأضاف «أن حجم الحضور يطمئن على مستقبل هذه المبادرة وآفاق عملها خلال السنوات القليلة القادمة، مشكلة بذلك نموذجاً يحتذى للعمل الإفريقي المشترك والتضامن بين دول الجنوب».
وأكد أبب هايت جبرئيل، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة، «أنه لا توجد دولة إفريقية بمقدورها توفير حاجاتها الغذائية بشكل منفرد»، مضيفاً «أن الحل الوحيد هو لجوء هذه الدول للتعاون والتضامن فيما بينها لتوفير حاجاتها».
وأضاف: «إننا نسجل بإعجاب التجربة الماضية للصندوق الإفريقي للائتمان والتضامن، وهي تجعلنا متأكدين أنه بمواصلة التضامن وبوجود الدعم الممنوح من أصدقاء إفريقيا سنتمكن من التأسيس لمرحلة إيجابية أخرى من تجربة الصندوق لرفع ما يواجه إفريقيا من تحديات الفقر والمجاعة والتخلف».
وأسس الصندوق الإفريقي للائتمان والتضامن في يوليو 2013 خلال مؤتمر إقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، ليبدأ نشاطه بتمويل أولى وصل حينها إلى ما يقارب 40 مليون دولار أمريكي من أجل ضمان الأمن الغذائي ومحاربة البطالة والفقر في ربوع القارة الإفريقية وتمكين دولها من تسيير أمورها وعقلنة مواردها الطبيعية ومواجهة مجمل التحديات التنموية التي تعرفها. وقدم الصندوق في مرحلته الماضية مساعدات لمئات الآلاف من المزارعين العائليين، كما قدم مساعدات لآلاف الشباب نساء ورجالاً في 41 بلداً إفريقياً.