بعد النجاح المدوي للمعلق الشهير حفيظ دراجي، في بطولة الأمم الإفريقية، بتميز فوق العادة في تعليقه على مباريات منتخب بلاده بالذات، تسابقت عليه الصحف والمؤسسات الإعلامية الجزائرية، لإجراء المقابلات الصحافية معه، للحديث عن كواليس رحلته إلى القاهرة، وأبرز اللحظات التي ستبقى عالقة في ذهنه لسنوات طويلة.
من الصحف التي أجرت معه مقابلة مطولة، “الشروق”، التي توقفت معه عند تعليقه الشهير على هدف فخر العرب رياض محرز في الجزائر، عندما ظل يردد عبارته التي لمست القلوب “حطها يا رياض في الغول”، ليضعها بطل البريميرليغ في شباك الحارس النيجيري في الوقت المحتسب بدل من الضائع، ويقود الخضر لأول نهائي منذ قرابة الثلاثة عقود.
وفي رده على سؤال حول جملته التي تّحولت لأيقونة لدى مشجعي بلاده، قال ” في حياتي لم أكن أتصور أن تلك الجملة ستتحول إلى أيقونة لدى الجزائري، لكني كنت أتوقع أن محرز سيفعلها، لقد كان عندي إحساس كبير بأن المباراة لن تمر إلى الوقت الإضافي، شاهدت الإصرار عند اللاعبين لتسجيل هدف الفوز، اختلط عليّ كل شيء، لقد كان لدي إحساس صحيح بأننا فعلا سنمر للنهائي، صدقيني لقد شاهدت الهدف قبل أن يسجل.. هذا إحساسي؟”.
وأضاف “لهذا بقيت أردد وكأن محرز يسمعني “حطها في الغول يا رياض” وأعتقد أن كل جزائري كان في بيته كان يقول نفس الشيء… حطها في الغول وخلينا نروحو للنهائي كانت مباراة كبيرة جدا”، مضيفًا بشأن بكائه سواء بعد هدف محرز أو بعد هدف بغداد بو نجاح والفوز باللقب “ليس بالضرورة نبكي من أجل الحزن”.
وتابع في هذه الجزئية لقد اختلطت عليّ المشاعر، كنت واثقا من الفوز وكنت أشعر أني في الملعب أحمل هما كنت أعلم أني أعلق لملايين الجزائريين، كانت مسؤولية الخسارة كبيرة جدا كانت ستكون علينا جميعا، لكن الحمد الله المباراة ضد نيجيريا جعلتنا نصعد للنهائي ونفوز”.
وختم “بعد ثلاثين عاما من التعليق أنا لا أعلق فقط على مباراة كرة قدم، أنا أضع نفسي في مكان أي جزائري، أعترف أني بكيت وحاولت أن أقاوم ولا أبدي مشاعري أمام المكروفون والتلفزيون لكن أنا في النهاية معلق جزائري، وفاتتني دموعي وأعرف أن الكثير من الجزائريين بكوا مثلي عندما أعدت مشاهدة تعليقي على المباراة قلت مستحيل أن أكون أنا، قد قلت هذا الكلام نعم لقد بكيت، وقلت جملا ما كنت مصدقا أني قلتها في المباراة”.
الجدير بالذكر أن المنتخب الجزائري توج باللقب الإفريقي بعد انتصاره التاريخي على السنغال بهدف بغداد بو نجاح في المباراة النهائية، التي جرت على ملعب “القاهرة الدولي” أول أمس الجمعة.