أظهرت التدوينات والتغريدات و«الفوكالات» المتبادلة عبر «واتساب» أن «الموريتانيين قد استبطأوا كثيراً تعيين حكومتهم الجديدة التي ينتظرون تسمية أعضائها منذ أن عين وزيرها الأول السبت الماضي».
ويتركز اهتمام غالبية منتظري التشكيلة الحكومية على رصد أمر واحد، هو ما إذا كان الرئيس غزواني سيبقي على أعوان الرئيس السابق أو سيبعدهم عن المناصب الحساسة.
وبينما انشغل كثيرون بنشر التكهنات عن الوزراء الجدد، وفيما تتحدث الأخبار عن مساعي عدد من وزراء الحكومة الماضية للبقاء في التوليفة الجديدة، واصل كبار رجال السياسة ومعارضو النظام المنصرف تقديم نصائحهم وإرشاداتهم للرئيس الجديد، مؤكدين في مقالاتهم وتدويناتهم على ضرورة أن يركز الرئيس الغزواني على ما سموه «إعادة الأمل للنفوس بأعمال ملموسة».
وكتب الباحث الاستراتيجي ديدي ولد السالك، تحت عنوان «متطلبات مناخ الإصلاح في موريتانيا»، «أن الرئيس الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني؛ السلطة في موريتانيا؛ فاتح أغسطس 2019، وهي بلد مدمر، في حالة انهيار شامل. ولتلافي هذه الأوضاع وخلق المناخ المناسب لتطبيق برنامجه والقيام بالإصلاحات المطلوبة للنهوض بأوضاع موريتانيا، يحتاج إلى أمرين بشكل عاجل، هما تهدئة الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلد، وإعادة الأمل إلى الشعب الموريتاني بأفعال ملموسة».
وقدم الدكتور ولد السالك للرئيس الجديد مقترحات، منها إعادة الأخلاق إلى الحياة العامة، وتطبيع الحياة السياسية، وتصفية تركة حكم ولد عبد العزيز «عشرية النهب والتدمير»، حسب قول الكاتب؛ وإعادة هيكلة القطاعات الوزارية والإدارة العمومية بشكل جذري، وتحويل الإدارة العمومية من إدارة مسار مهني إلى إدارة كفاءة».
واقترح كذلك «فتح ورشات موسعة حول آليات العيش المشترك والسلم الاجتماعي والتعليم والعدالة، للإصلاحات الدستورية والسياسية المطلوبة، وتسيير الثروات الوطنية وكيفية الاستفادة منها».
وكتبت الإعلامية، منى بنت الدي، وهي وجه معارض بارز، في تدوينة لها الثلاثاء: «لا أعلم رئيساً موريتانياً تسنى له النجاح وفتحت له كل القوى السياسية أذرعها مثلما حدث مع الرئيس محمد ولد الغزواني، ولا أعلم رئيساً ورث تركة سيئة ودولة مفلسة وحالة اجتماعية محتقنة ومتشرذمة كما ورثها محمد ولد الغزواني».
وأضافت: «لم أعرف رئيساً علق عليه الناس من آمال التغيير والإنصاف مثلما عُلق على ولد الغزواني، وله الآن أن يختار: إما أن يكون على قدر الموعد التاريخي الذي ضربه له شعبه، وإما أن يختار أن يسير على خطى أسلافه. وفي هذه الحال، أظن ردة الفعل ستكون أقوى لأن قوتها تكون في العادة على قدر الصدمة».
وخاطب الدكتور سيدي المختار الطالب، وهو شخصية مرجعية معروفة، الرئيس الجديد قائلاً: «السيد الرئيس، سمع الشعب الخطاب والآن ينتظر إشارات الإسطرلاب، واعلموا أن الشعب لكم بالمرصاد، إذ ينتظر قرارات تعطيه إشارات تمكنه بالقياس من قراءة توجهاتكم المستقبلية؛ إما أن تمثلوا استمرارية نهج صديقكم وتكونوا بذلك خير خلف لخير سلف، وهذا ما يتمناه جزء كبير من الطبقة السياسية والمالية، وإما أن تؤسسوا لنمط جديد للحكم يأخذ بعين الاعتبار نواقص الفترة الماضية ثم تطلعات الأغلبية والمعارضة في نسق تتجلى فيه القيم التي نرى الإجماع عليها، وهي «أخلاق عالية وكفاءة مشهودة وتجربة ثرية».
وأضاف: «يجب وضع برنامج عمل للأشهر الثلاثة الأولى من المأمورية تكون أهدافه المصالحة الوطنية وتهدئة الساحة السياسية، والدعوة الجادة إلى حوار شامل بغية خلق الظروف المناسبة للمعايشة السلمية لكل أنواع الطيف السياسي في البلد، وخلق ظروف تسهل تنفيذ برنامج الرئيس الانتخابي، واحترام المعارضة ومساعدتها على لعب دورها، وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين عموماً والتخفيف من معاناتهم في المجال الاقتصادي والاجتماعي».
« القدس العربي»