القدس العربي : طالبت صحيفة «القلم» الموريتانية المستقلة، إحدى أعرق صحف البلد، «الرئيس الموريتاني المنتخب، محمد الشيخ الغزواني، باسترجاع جميع ما نهبه سلفه وعائلته والمقربون منه».
وخصص أحمد الشيخ، رئيس تحرير الصحيفة، وهو من أشرس معارضي الرئيس السابق، المقال الافتتاحي الأسبوعي لصحيفته المقروءة على نطاق واسع، لتحريك المطالبات باسترجاع تمويلات وأموال عمومية يرى معارضو الرئيس الموريتاني السابق أنه استولى عليها خلال حكمه لموريتانيا الذي استمر أكثر من عشر سنوات.
وعددت الصحيفة مجموعة من المشاريع التي أعلن عن تمويلها خلال فترة حكم الرئيس السابق والتي أكدت الصحيفة «أنها لم تر النور لحد الآن».
وخاطبت الرئيس غزواني قائلة: «فخامة الرئيس، لقد أقسمتم يوم فاتح أغسطس 2019 أمام الله وأمام الشعب الموريتاني بأنكم ستخدمون هذا الشعب بكافة الوسائل؛ ووفاء بقسمكم هذا، عليكم أن تتركوا العواطف جانباً وأن تبدؤوا الإجراءات اللازمة لاسترجاع أموال وممتلكات الأمة التي نهبها سلفكم ونهبتها أسرته ونهبها المقربون منه».
وأضافت: «إن القيام بعملية استرجاع هذه المنهوبات مهمة لا يمكن أن يتولاها غيركم، فهي مع أهميتها ضرورية لشرفكم ودليل على نزاهتكم».
وخاطبت الرئيس ثانية بقولها: «السيد الرئيس، إن الشعب يعيش على حافة الموت، أملاكه نهبت، وأبناؤه لم يجدوا تعليماً ولا صحة ولا أمناً، وهذه خطيئة نظام حرص على ألا يبقي شيئاً لا للحاضر ولا لأجيال المستقبل؛ سيادة الرئيس، كن شجاعاً وأعد لهذا الشعب ممتلكاته».
وعددت الصحيفة مشروعات لم تر النور، مع أن وزير الاقتصاد السابق، حسب قولها، قد تبجح بها كثيراً، بينها «مشروع بناء جسر على نهر السنغال بكلفة 12 مليار أوقية موريتانية (1 دولار= 260 أوقية) ممول من البنك الإفريقي للتنمية، وهو المشروع الذي أكدت الصحيفة أنه لم ير النور، بل لم تنطلق أشغال إنجازه». وتحدثت الصحيفة كذلك عن «مشروع جسر الصداقة المقام على تقاطع مدريد وسط العاصمة نواكشوط الممول من جمهورية الصين بمبلغ مليار و600 مليون أوقية»، مؤكدة «أن التمويل اختفى وأن الجسر لم يبن لحد الساعة».
وعرضت كذلك «مشروع بناء الجامع الكبير المتسع لـ15 ألف مصل، وعن مشروع فندق شيراتون ذي النجوم الخمسة والطوابق الستة والذي كان من المفروض أن يدشن في سبتمبر 2016»، كما تحدثت عن «مشروع تجميع وتركيب الطائرات الذي ابتلع عشرات الملايين من الدولارات دون أن يرى النور، حسب قولها، كما تحدثت عن «مشروع تجهيزات منجم الكلابه شمال البلاد الذي كلف ما يناهز مليار دولار، وانتهى به الأمر إلى التوقف بعد توريد أحد التجار المعروفين تجهيزات غير مناسبة للتجهيزات المقررة للمشروع». وعرضت الصحيفة أيضاً «مشروع مصنع السكر الذي ابتلع المليارات دون أن ينتج كيلوغراما من هذه المادة الأساسية».
وخلصت الصحيفة إلى تأكيد «أن المشاريع التي ذكرت هي مشاريع من أخرى أعلن عنها الرئيس السابق، محمد ولد عبد العزيز، خلال مؤتمراته الصحافية، وما زال الشعب ينتظر التحقيق بشأنها، وكان اللازم أن يعرف الشعب كل شيء عن هذه المشاريع قبل مغادرة الرئيس المنصرف، كما كان اللازم أن يطلع الشعب على الطريقة التي سيرت بها المؤسسات العمومية هذه التمويلات، وهل أحسنت تسييرها واحترمت فيه القواعد النظامية».
وختمت الصحيفة مطالبتها باسترجاع المنهوبات قائلة: «كان اللازم أن يطلع الشعب على كل ذلك قبل مغادرة الرئيس المنصرف فاتح أغسطس، وها هو الشهر بكامله ينقضي دون أن نعرف أي شيء عن هذه التمويلات الضخمة».