تجددت التظاهرات المنددة بسوء الأوضاع المعيشية، أمس الأربعاء، في بغداد وعدد من المدن العراقية. وفيما اقتحم المحتجون مباني أربع محافظات، سقط مزيد من القتلى برصاص قوات الأمن التي قامت باغلاق المنطقة الخضراء في بغداد.
وحسب مصادر، فقد قتل تسعة أشخاص بينهم شرطي خلال 24 ساعة في العراق، حيث اتسعت رقعة التظاهرات ولجأت القوات الأمنية مجدداً لإطلاق الرصاص الحي في الهواء لتفريق المحتجين، وسط دعوات إلى ضبط النفس.
إغلاق المنطقة الخضراء في بغداد … ونشر «مكافحة الإرهاب» في الناصرية … وقطع للإنترنت
ويبدو أن الحكومة التي تم تشكيلها قبل عام تقريباً، قد اتخذت خيار الحزم في مواجهة أول امتحان شعبي لها، رغم أن ذلك لم يثن المحتجين الذين واصلوا تدفقهم مساء إلى نقاط التجمع المركزية في بغداد ومدن جنوبية عدة.
وقتل ثلاثة متظاهرين بالرصاص، مساء الأربعاء، في الناصرية في محافظة ذي قار، إضافة إلى شرطي، غداة مقتل متظاهر في المدينة التي تبعد 300 كيلومتر جنوب بغداد، حسب ما أعلن مسؤول محلي، من دون تحديد مصادر النيران.
في المقابل، قتل متظاهران الثلاثاء في بغداد، حيث امتدت التظاهرات لتطال أكثر من ستة أحياء في العاصمة.
لكن قناة «الحرة» نقلت عن مصادر تأكيدها مقتل 11 شخصا على الأقل وإصابة عشرات آخرين منذ اندلاع التظاهرات في بغداد وعدد من المحافظات.
وذكرت المصادر أن 6 أشخاص قتلوا في بغداد، بينهم طفلة ووالدتها توفيتا بعد احتراق السيارة التي كانت تقلهما في منطقة الزعفرانية شرقي العاصمة.
وأضافت أن 4 أشخاص آخرين على الأقل قتلوا في محافظة ذي قار، فيما شهدت محافظة ميسان مقتل شخص واحد، وإصابة أكثر من 200 شخص، معظمهم إصاباتهم طفيفة.
وأقدم المتظاهرون أمس في أحياء بغدادية عدة، على إشعال إطارات وقطع طرقات رئيسية.
وقررت السلطات إعادة إغلاق المنطقة الخضراء وسط بغداد، التي تضم مقار حكومية والسفارة الأمريكية، بعدما أعيد فتحها في حزيران/ يونيو الماضي، فيما تتواصل التظاهرات في محيطها، حسب ما قال مصدر حكومي.
وانتشرت المدرعات العسكرية وعناصر أمنيون عند المداخل والطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء، حسب المصدر نفسه.
ويتخذ المتظاهرون في بغداد من ساحة التحرير نقطة انطلاق لتظاهراتهم، والتي لا يفصلها عن المنطقة الخضراء سوى جسر لعبور نهر دجلة.
وذكر شهود عيان أن متظاهرين عراقيين اقتحموا مباني أربع محافظات وأضرموا النيران فيها. وقالوا «إن المتظاهرين اقتحموا مباني محافظات النجف وميسان والناصرية وبابل، وأضرموا النيران فيها، فيما أعلنت محافظة الناصرية تطبيق إجراءات حظر التجوال من الساعة الثامنة من مساء اليوم وحتى إشعار آخر» .
كما قام متظاهرون بالسيطرة على مطار بغداد الدولي، وتجمعوا في ساعة عباس بن فرناس التي تتوسط الشارع وتعد مركزا لاستقبال المسافرين خارج أسوار المطار، فيما اقترب متظاهرون آخرون من مطار النجف الدولي بهدف السيطرة عليه.
وقالت مصادر في الشرطة إن اشتباكات بالأسلحة اندلعت بين المحتجين وقوات الأمن في مدينة الناصرية جنوب العراق، في حين تم نشر قوات مكافحة الإرهاب بعد أن فقدت الشرطة السيطرة على الوضع.
ووفق مصادر محلية، فإن «المتظاهرين في ذي قار أحرقوا مقر منظمة بدر في المحافظة»، كذلك أحرق متظاهرون في النجف مقرا لتيار الحكمة، وآخر لحزب الدعوة في المحافظة».
إلى ذلك، قال ناشطون إن شبكة الإنترنت بدت أمس في العراق شبه مقطوعة، حيث كان من الصعب فتح مواقع او صفحات على مواقع التواصل