تُعرّف البواسير (بالإنجليزية: Hemorrhoids) على أنّها أوردة منتفخة في الأجزاء السفلية من المستقيم وفتحة الشرج، وفي الحقيقة تُعدّ البواسير من أكثر الأسباب شيوعاً لحدوث النزف من المستقيم، وغالباً ما تختفي البواسير خلال بضعة أسابيع، ويندر أن تكون البواسير حالة خطيرة، وعلى أية حال تجدر مراجعة الطبيب للاطمئنان واتخاذ الإجراءات المناسبة، ومن الجدير بالذكر أنّ البواسير تُقسم إلى نوعين رئيسين، بواسير داخلية توجد في المستقيم من الداخل ولا يمكن للشخص رؤيتها أو حتى الشعور بها، وبواسير خارجية توجد حول فتحة الشرج.
هناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة في حال الإصابة بالإمساك، وإنّ أفضل علاج للبواسير يتمّ تحديده بناء على حالة المصاب، وذلك بحسب حجم البواسير، وموقعها في المستقيم، ودرجة خطورة الأعراض، وتتراوح الخيارات العلاجية المتاحة من علاجات منزلية بسيطة إلى إجراءات جراحية.
الخيارات المنزلية
هناك عدد من الخيارات العلاجية التي يمكن اللجوء إليها منزلياً لعلاج البواسير، نذكر منها ما يأتي:
حمام المِقعدة: ينصح الخبراء بجلوس المصاب بماء دافئ لمدة خمس دقائق عدة مرات في اليوم الواحد، وخاصة بعد الذهاب للتبرز، ويجدر بيان أنّ هذه الطريقة تُعدّ من أفضل الطرق المتبعة في علاج البواسير وذلك بحسب آراء العديد من الأطباء المختصين، وخاصة في حال المعاناة من البواسير التي تُسبّب شعور المصاب بالألم.
الملح الإنجليزي والغليسرين: يمكن تحضير خليط من هذين المُكوّنين وتطبيقه مباشرة على منطقة البواسير المصابة بالالتهاب، وأمّا بالنسبة لآلية تحضيره فتتمّ بخلط ملعقتين كبيرتين من الملح الإنجليزي مع ملعقتين كبيرتين من الغليسرين، ثمّ يتمّ وضع الخليط على قطعة القماش ليتمّ تطبيقها على المنطقة المصابة، وثمّ تُترك لمدة تتراوح ما بين 15-20 دقيقة، ويُنصح بإعادة هذه الخطوات مرة كل أربع إلى ست ساعات إلى حين سكون الألم.
الإكثار من تناول الألياف: يُنصح بالإكثار من تناول الألياف كتلك الموجودة في الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، وذلك لدورها في زيادة حجم البراز وتسهيل خروجه، وهذا ما يُقلل الحاجة للشد، وبالتالي لا يزيد أعراض البواسير سوءاً.
النظافة الشخصية: يُنصح بالمحافظة على نظافة الشرج، وذلك بغسلها باستمرار بالماء الدافئ، مع ضرورة الامتناع عن استعمال الكحول والمناديل المعطرة، ثمّ تنشيف المنطقة بمناديل رقيقة غير محتوية على العطور أو الكحول.
الكمادات الباردة: يُنصح بوضع قطع الثلج أو الكمادات الباردة على المنطقة المتأثرة لتخفيف الألم والانتفاخ الناجمين عن البواسير.
نبتة بندق الساحرة:(بالإنجليزية: Wich Hazel) على الرغم من عدم وجود أدلة علمية كافية حول استعمال نبتة بندق الساحرة في علاج البواسير، إلا أنّها تحتوي على مركبات كيميائية تساعد بشكل واضح على تخفيف أعراض البواسير بسبب دورها في تثبيط الالتهاب في الجسم، ومن هذه المركبات العفص أو ما يُعرف بالتانين (بالإنجليزية: Tannins)، بالإضافة لاحتوائها على الزيوت.
قشور نبات سيلليوم: (بالإنجليزية: Psyllium husk)، في الحقيقة لا يُعدّ هذا الخيار العلاجيّ فعالاً في علاج البواسير بشكل مباشر، ولكنّه يزيد كمية الألياف في الجسم، الأمر الذي يساعد على تليين البراز، وتسهيل إخراجه، بالإضافة إلى جعل عملية الإخراج منظمة بشكل أكبر، ويجدر التنبيه إلى ضرورة شرب كميات كبيرة من الماء في حال الرغبة في تناول هذا النوع من المكمّلات الغذائية.
نبات الصبار: (بالإنجليزية: Aloe vera)، على الرغم من عدم وجود أدلة علمية على استعمال نبات الصبار في علاج البواسير، إلا أنّ الأطباء المختصين يسمحون بتطبيقه على المنطقة المصابة لاحتوائه على مركبات مضادة للالتهاب.
الخيارات الدوائية
هناك عدد من الخيارات الدوائية التي يمكن اللجوء إليها لعلاج البواسير، منها ما يأتي:
مسكنات الألم الفموية: مثل الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin).
الخيارات الدوائية الموضعية: منها ما يُباع على شكل كريمات، ومنها ما يُباع على شكل مراهم، وغير ذلك، وقد تحتوي على مركبات الهيدروكورتيزون (بالإنجليزية: Hydrocortisone)، أو الليدوكائين (بالإنجليزية: Lidocaine)، أو مركبات من نبتة بندق الساحرة.
الإجراءات الطبية يمكن أن يقوم الطبيب المختص بإجراءٍ طبيّ غير جراحيّ لعلاج البواسير، ومن هذه الإجراءات الطبية الممكنة نذكر ما يأتي:
ربط الشريط المطاطي: (بالإنجليزية: Rubber Band Ligation)، ويتمّ في هذا الإجراء وضع شريط مطاطيّ صغير جداً حول قاعدة البواسير داخل المستقيم، وبهذا يتمّ قطع التروية الدموية عن البواسير، الأمر الذي يؤدي إلى سقوط البواسير وتخلص الجسم منها خلال سبعة إلى عشرة أيام.
المعالجة بالتصليب: (بالإنجليزية: Sclerotherapy)، يقوم مبدأ هذا العلاج على استعمال محلول كيميائيّ يتمّ حقنه في الأوعية الدموية المحيطة بالبواسير، الأمر الذي يؤدي إلى تقلّص البواسير، ولكن يجدر بيان أنّ المعالجة بالتصليب قد تكون علاجاً مؤقتاً.
الإجراءات الجراحية يُلجأ للخيارات الجراحية في الحالات التي يكون فيها حجم البواسير كبيراً، أو في حال فشل الخيارات العلاجية الأخرى في السيطرة على الحالة، ومن هذه الخيارات الجراحية الممكنة نذكر ما يأتي:
استئصال البواسير: (بالإنجليزية: Hemorrhoidectomy)، يُعدّ استئصال البواسير أفضل علاج في الحالات الشديدة أو المتكررة من البواسير، ويمكن أن تتمّ هذه العملية الجراحية تحت تأثير تخدير موضعي أو تخدير عام.
تدبيس البواسير: (بالإنجليزية: Hemorrhoid stapling)، يقوم مبدأ هذه الجراحة على قطع التروية الدموية عن البواسير، وغالباً ما يُلجأ لهذا الخيار الجراحي في حالات البواسير الداخلية.