في مثل هذا اليوم (12 ديسمبر) من العام 1984؛ قطعت الإذاعة الوطنية الموريتانية برامجها في حدود الساعة الثانية ظهرا لتذبع بيانا "عاجلا" تحدث عن اجتماع طارئ للجنة العسكرية للخلاص الوطني، عقد نفس اليوم في غياب رئيسها، المقدم محمد خونا ولد هيداله، الذي كان يحضر مؤتمر القمة الفرنسية – الإفريقية، في العاصمة البوروندية بوجمبورا.
وأعلن البيان عن قيام “حركة التصحيح” بقيادة العقيد معاوية ولد سيد أحمد الطايع قائد أركان الجيش الوطني؛ كما تضمن البيان الإعلان عن "إعادة هيكلة" اللجنة العسكرية للخلاص الوطني؛ حيث حل ولد الطائع محل المقدم ولد هيداله رئيس اللجنة ورئيسا للدولة..
وتذكر بعض المصادر أن فرنسا أقنعت ولد هيدالة بحضور مؤتمر القمة الأفريقية الفرنسية في بوجمبورا عاصمة بوروندي، وهو غياب انتهزه الضباط الجدد لاستلام الحكم.
وفور إعلان الإطاحة بالرئيس محمد خونا ولد هيداله انطلقت مسيرة شعبية عفوية باتجاه منزل الرئيس الجديد، في مقاطعة لكصر (مركز الاستشفاء للأمومة والطفولة حاليا) تأييدا لـ”حركة التصحيح”..
وفي صبيحة يوم الجمعة 21 دجمبر، وجه الرئيس معاوية ولد الطايع خطابا إلى الشعب الموريتاني أعلن فيه "عفوا شاملا بحق كافة المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي الموجودين في الداخل والخارج"..
وشمل العفو الرئيس الراحل المختار ولد داداه، ورئيس اللجنة العسكرية الأسبق المصطفى ولد محمد السالك، ورئيس وزراء الحكومة المدنية في عهد ولد هيدالة سيد أحمد ولد ابنيجاره.. إضافة إلى كل المعارضين والطلاب والتلاميذ الذين اكتظت بهم السجون خلال الفترة التي سبقت انقلاب 12/ 12..
ظهر إسم العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطائع ضمن تشكيلة اللجنة العسكرية للإنقاذ الوطني بقيادة المقدم المصطفى ولد محمد السالك، التي أطاحت بالمختار ولد داداه؛ أول رئيس لموريتانيا في أول انقلاب عسكري يشهده البلد يوم 10 يوليو/تموز 1978، بعد ما تورطت موريتانيا في حرب الصحراء الغربية التي أنهكتها اقتصاديا وعسكريا.
تقلد ولد الطايع مناصب سياسية وعسكرية، فكان وزيرا أولا، ثم قائدا لأركان الجيش الوطني.
أعلنت موريتانيا من خلال دستور 1991 عن قيام نظام ظيمقراطي تعددي أجريت بموجبه أول انتخابات رئاسية يوم 24 يناير 1992، فاز فيها ولد الطائع بنسبة 62.65%، لكن المعارضة شككت في النتائج وذكرت أن الانتخابات زورت على نطاق واسع وأنه تم استغلال الممتلكات العمومية لتسهيل تلك المهمة.
أعيد انتخاب ولد الطائع في ديسمبر 1997 في انتخابات رئاسية تعددية بنسبة زادت على 90.25%، كما تم انتخابه لفترة ثالثة في ديسمبر 2003.
واجه ولد الطايع عدة محاولات انقلابية، أبرزها محاولة فاشلة قادها ضباط زنوج عام 1987، ثم قاد الرائد السابق في الجيش، صالح حننا محاولتين انقلابيتين فاشلتين عامي 2003 و2004، وكانت النهاية في انقلاب 2005 على يد مجموعة من رفاق معاوية المقربين بقيادة مدير أمنه العام العقيد اعل ولد محمد فال رحمة الله على روحه ، حيث كان يشارك في مراسيم جنازة العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز حين وقع الانقلاب عليه ؛ وقد لجأ إلى النيجر حيث استقبله رئيسها آنذاك ممادو تانجا؛ ثم غامبيا بقيادة يحيى جامي، قبل أن يستقر به المقام في دولة قطر.