صنعت شحصيات عديدة الحدث، خلال عام 2019، وبقيت عالقة في ذاكرة الموريتانيين، نظرا للدور الذي لعبته في أبرز محطات العام المنصرم.
ورغم الحضور الطاغي للشخصيات السياسية، في معظم فترات العام المنقضي، إلا أن شخصيات أخرى من خارج هذا المجال، فرضت نفسها، كرقم صعب، خلال 2019 ، واستقطبت الأنظار، من خلال انجازاتها واخفاقاتها، وما أقدمت عليه من قرارات.
السياسة أولا..
ــ تمكن محمد ولد الشيخ الغزواني، صنع الحدث في موريتانيا خلال 2019 من خلال فوزه في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد الصيف الماضي، بحصوله على نسبة 52 بالمائة من الأصوات، ليكون بذلك عاشر رئيس يحكم موريتانيا منذ استقلالها عام 1960، وسادس رئيس ذو خلفية عسكرية يصل لسدة الحكم، ليخلف بذلك رفيقه السابق محمد ولد عبد العزيز الذي حكم البلاد على مدى عشر سنوات.
ــ سلم الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز في أغسطس 2019 السلطة للرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني، ليكون، بذلك أول رئيس منتخب يسلم السلطة لرئيس منتخب.
غير أن ولد عبد العزيز، بعد مغادرته السلطة عاد مجددا لدائرة الضوء، بعد محاولته دخول المشهد السياسي من جديد، عن طريق حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، عودة أدت إلى دخول الحزب في أزمة سياسية خانقة، كما كشفت عن عمق الخلاف بينه ورفيق سلاحه السابق محمد ولد الغزواني، الذي تمكن أخيرا من إخراج ولد عبد العزيز من المشهد، بسيطرته على الحزب الأكثر تمثيلا في البرلمان.
ــ عاد الوزير الأول والسفير السابق سيدي محمد ولد بوبكر لممارسة السياسية بعد تقاعده، وقرر المشاركة في السباق الرئاسي الذي شهدته البلاد صيف 2019، واستقطب خلال تلك الانتخابات الكثير من الأطياف السياسية التي دعمته، كما دخل دائرة الضوء قبل الانتخابات حين كان أحد الخيارات المطروحة، ليكون المرشح الموحد للمعارضة الموريتانية.
ولد بوبكر، الذي تقلد مناصب حكومية في العقود الأخيرة، تمكن كمرشح معارض، من احتلال المركز الثالث، في الانتخابات الرئاسية شهر يونيو الماضي، بحصوله على نسبة 17,87 في المائة، من الأصوات.
ــ خاض النائب البرلماني والحقوقي الموريتاني بيرام ولد عبيدي، خلال العام 2019 السباق الرئاسي للمرة الثانية في مسيرته، بعد انتخابات 2014.
ولد عبيدي فاجأ الجميع خلال الرئاسيات الأخيرة، واحتل المركز الثاني بحصوله على نسبة 18,57 في المائة من الأصوات.
مرشحو المعارضة للرئاسيات خلال مؤتنر صحفي
ولم يغب بيرام الذي دخل البرلمان وهو في السجن، عن دائرة الضوء في موريتانيا خلال السنوات الأخيرة، سواء في جانبه الحقوقي أو السياسي، كما تمكن من صنع الحدث أكثر من مرة، خلال العام 2019.
ــ أثارت المواقف التي اتخذها النائب البرلماني بيجل ولد هميد، والوزير السابق سيدنا عالي ولد محمد خونا، تساؤلات عديدة خلال الأسابيع الأخيرة من العام المنصرم.
الرجلان عبرا صراحة عن موقفها الرافض لوضع النظام القائم يده على الحزب الحاكم، وعبرا عن موقف داعم للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وظهرا معه في المؤتمر الصحفي الذي عقده للتعليق على أزمة الحزب.
ــ تمكن النائب البرلماني السابق كان حاميدو بابا، من احتلال المركز الرابع خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بحصوله على نسبة 8,71 في المائة، من الأصوزات المعبر عنها.
حاميدو بابا خاض السباق الرئاسي كمرشح موحد لتحالف “العيش المشترك”، الذي يضهم أحزابا وهيئات ومنظمات زنجية موريتانية.
من كرسي الوزراة..
ــ استقطب وزير الصحة الموريتاني نذيرو ولد حامد الأنظار خلال العام العام 2019 من خلال الإجراءات التي طبقها لتنظيم قطاعه، حيث قاد حملة لتنظيم القطاع لقيت دعما كبيرا من قبل المواطنين.
وزير الصحة الموريتاني خلال استقباله لمتظاهرين يدعمون إصلاح القطاع
شملت هذه الحملة تطبيق قانون المسافة بين الصيدليات، ومحاربة الأدوية المزورة، ومنتهية الصلاحية، بالإضافة إلى إطلاق سلسلة اجتماعات ومشاورات بهدف وضع خطة عمل القطاع الصحي.
ــ صنع الوزير ورئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم السابق سيدي محمد ولد محم الحدث عام 2019 بتقديم استقالته من منصب وزير الثاقفة الناطق باسم الحكومة، ليكون بذلك من المسؤولين السامين القلائل في تاريخ موريتانيا الذين أقدموا على الاستقالة.
استقالة ولد محم أثارت الكثير من الجدل العام الماضي، وتم ربطها من قبل البعض، بتحريك ملف إدارتها للتلفزيون الحكومي من قبل مفتشية الدولة.
ولد محم عاد من جديد ليستقطب الأنظار، من خلال موقفه الرافض لعودة ولد عبد العزيز للمشهد السياسي.
الثقافة والرياضة والديون ..
مداحون خلال نشاط لمركز ترانيم
ــ تمكن محمد عالي ولد بلال رئيس مركز ترانيم للفنون الشعبية، من تقديم عدة أعمال، ثقافية خلال العام 2019، لقيت تفاعلا كبير من قبل الموريتانين، حيث انتج من خلال مركزه أول ألبوم مديحي موريتاني، كما حافظ على تنظيم مهرجان ليالي المدح الذي بدأ عام 2014، ونظم عدة جولات في الداخل لاكتشاف مداحين، والتعرف على بعض الثقافات الشعبية في مناطق مختلفة من موريتانيا، وحظي بتكريمات في مجال الإبداع داخل موريتانيا وخارجها.
ــ الفنانة الموريتاني منى منت دندني، أصدرت العديد من الأغاني، خلال العام 2019 لقي بعضها نجاحا كبيرا في صفوف الموريتانيين فيما أثار بعضها الآخر نوعا من الجدل، نظرا للنمط الموسيقى الذي استخدمته خلال تلك الأغاني.
اللاعب الموريتاني الحسن العيد
ــ تمكن اللاعب الموريتاني الحسن العيد، من تسجيل أول هدف لموريتانيا في أول مشاركة لها في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2019، التي احتضنتها مصر.
ــ يواصل الشيخ علي الرضا منذ عدة سنوات، استقطاب الأنظار في ظل الديون المترتبه عليه، من تجارته في العقار ، والمقدرة بمليارات من الأوقية.
الرضا الذي يواصل دائنوه، التظاهر بشكل منتظم في مختلف الأحداث والتظاهرات، للمطالبة بتسديد ديونهم المترتبة على الرجل، بدأت قضيته تأخد في بعض الأحيان منحى سياسيا، بعد الإهتمام والمواقف التي أبداها السياسيون حيال ديونه، واعتبارها من قبل بعضهم جزء من تركة النظام السابق.
خارج الحدود
الدبلوماسي الموريتاني محمد الحسن ولد لبات
ــ استقطب الدبلوماسي الموريتاني محمد الحسن ولد لبات، الأنظار خلال العام الماضي، وذلك من خلال قيادة وساطة إفريقية بين الأطراف السودانية، أدت إلى توقيع اتفاق لتقاسم السلطة، وإنهاء الأزمة التي شهدتها البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
ــ تم تصنيفها الموريتانية آيستا لام من قبل البي بي سي (BBC) ضمن قائمة أكثر 100 امرأة إلهاما وتأثيرا لعام 2019.
آيستا لام
آيستا أنشأت غرفة التجارة للشباب في موريتانيا، لدعم رائدات الأعمال الشابات اللاتي يكافحن من أجل الحصول على تمويل لشركاتهن الناشئة.
وكانت آيستا من بين 17 سيدة من البلدان العربية، شملهن التنصيف.