واصلت حكومة الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني خطوات إعادة الاعتبار لرجل الأعمال الموريتاني محمد بوعماتو أكبر خصوم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
فقد قلد رئيس الوزراء الموريتاني إسماعيل الشيخ سيديا الوطني المليونير بوعماتو بوسام الاستحقاق الوطني تقديرا لجهوده الكبرى في تنمية موريتانيا وازدهار اقتصادها. وتسلم ميدالية التوشيح نيابة عنه لكونه مرغما على الإقامة بالخارج، رجل الأعمال اعزيزي المامي خلال حفل كبير خاص بالمناسبة.
وسحبت منظمات غير حكومية موجهة من طرف الرئيس السابق شكوى كانت قد تقدمت بتدبير من النظام السابق، ضد رجل الأعمال بوعماتو أمام المحاكم الفرنسية، وهي الشكوى التي سببت لبوعماتو إحراجات كبيرة رغم كونها تهما ملفقة، حسب تأكيدات محاميه.
وكان رجل الأعمال بوعماتو قد وشح عام 2010 تقديرا لخدماته الجليلة للأمة، لكنه غادر البلد عام 2013 ليقيم في المغرب ثم في أوروبا معارضا شرسا للرئيس السابق الذي استخدم، حسب المحامين، جميع الوسائل المتاحة بما فيها العدالة والعلاقات الخارجية للإضرار برجل الأعمال بوعماتو.
ومع أن النظام الحالي قد قرر إعادة الاعتبار للسيد بوعماتو وطي ملفات متابعته بشكل نهائي، فليس في إمكانه العودة إلى موريتانيا قبل استكمال إلغاء الإجراءات المتخذة ضده وضد موريتانيين آخرين معارضين للرئيس السابق بينهم مصطفى الشافعي ومحمد الدباغ.
وكانت الشرطة الدولية قد رفضت مذكرة توقيف أصدرها القضاء الموريتاني في ظل العهد الأسبق ضد بوعماتو باعتبارها “مذكرة مسيسة”.
ومنذ انتخابه في آب/ أغسطس الماضي يقوم الرئيس الموريتاني المنتخب محمد الشيخ الغزواني بخطوات هامة لتهدئة الساحة وحل المشكلات التي ورثها من الرئيس السابق، تمهيدا لإرساء دولة القانون، حسب تأكيدات مقربين منه.
ويذكر أن رجل الأعمال محمد بوعماتو كان قد غادر موريتانيا عام 2013، بعد تصاعد خلافه مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
وأصدر القضاء الموريتاني في سبتمبر الماضي مذكرة اعتقال دولية في حق رجل الأعمال محمد ولد بو عماتو ضمن ملف قضائي يتهم فيه بوعماتو بتقديم رشاوى من خارج الحدود لأعضاء في مجلس الشيوخ الموريتاني المنحل لإسقاط مقترح بتعديلات دستورية.
وقد انتقل بوعماتو من الإقامة في المملكة المغربية للإقامة في بلجيكا بعد أن تأثرت علاقات موريتانيا والمغرب بإقامته في مراكش، وذلك بعد حصوله على الجنسية الإسبانية.