جل وهب نفسه للأطفال، يبحث في كل حي وشارع وزقاق عن طفل في عمر الزهور رمت به الأقدار إلى الشارع فصار عرضة لأي مكروه أو طفلاً سليماً تقبل أسرته أن ينضم إلى أكاديمية تعلم الأطفال قيم التطوع والتعاون وتنمي فيهم روح المواطنة وتستخرج منهم مكامن الموهبة والإبداع.
مثل هذه الأنشطة تتطلب موارد مالية فمن أين للأكاديمية بالمال للقيام بمهامها يقول مؤسس هذه الأكاديمية يعقوب ازويتن إنهم يعتمدون في تمويل هذه الأنشطة على موارد ذاتية من خلال مساهمات يقدمها بعض المتطوعين للأكاديمية ويتم صرفها بطريقة شفافة تضمن صرفها وفق الوجه المطلوب مشيراً إلى اعتمادهم أيضاً على التعاون والشراكة مع أندية أجنبية وعربية.
قد يبدو التجانس غائباً بين طرفي هذه المعادلة لكن ما يجري في الأكاديمية يشي بخلاف ذلك، فالأطفال يتعلمون القراءة والكتابة والحساب كما يتلقون دروساً في الفقه من خلال نظام تربوي مزدوج يستخدم اللوح والدواة والمصحف في تلقين الصغار اللغة العربية والقرآن الكريم وهو أسلوب يقول ازويتن إنه قرر اعتماده للصغار من أجل المحافظة على طرق التعليم الأصلية .
فكرة الأكاديمية تهدف إلى احتضان مثل هذه المواهب وتوفير ظروف عيش ومتابعة لاكتشاف مواهبها يقول زيلتن مؤسس أول أكاديمية من نوعها في البلاد لتنمية مواهب الأطفال ويضيف ازويتن نحاول أن نزرع في الطفل روح التسامح والإنسانية والتطوع وأن نزيل منه عقد الدونية والتفاوت الطبقي وأن نبني جيلاً وطنياً قادراً على العطاء.
تنتشر في القرى الموريتانية وعلى هوامش المدن الرئيسية الأحياء الصفيحية التي تؤوي آلاف الفقراء والمعوزين الذين يجتمعون داخل حزام من الأكواخ الخشبية التي تطوّق المدن في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 3 ملايين نسمة وتصل نسبة الفقر فيه 35%.
وبدأت الحكومة تنفذ الخطوات الأولى من برنامج الشيلة، وهو البرنامج الذي سيقدم منحاً مالية شهرية لصالح 200 ألف أسرة موريتانية فقيرة.
والشيلة هو برنامج لمحاربة الفقر في المناطق التي تعاني من الفقر المدقع في موريتانيا.
محمد الحبيب (نواكشوط- البيان)