لا يبدو التوقف عن تناول الطعام أمرا صحيا تماما من أي وجهة نظر، ولكن نتائج عمل مجموعة من العلماء تظهر أن الصيام له فوائد عدة قد يجهلها الكثيرون.
وقال الكاتب ألفارو إرميدا، في هذا التقرير الذي نشرته صحيفة “كونفيدينسيال” الإسبانية، إنه من المؤكد أننا قد سمعنا ولو مرة في حياتنا مقولة “عاش جدي بعد الحرب وأصبح جائعا. لهذا السبب عاش 99 سنة”. تشير هذه المقولة إلى أننا نميل إلى ربط قوة الجسم، المرتبط ارتباطا وثيقا بالجوع، بمقاومة الموت.
وفي عمله “أولئك الذين يظلون”، أوضح المؤلف الأميركي ج. مايكل هيف أن “الأوقات الصعبة تخلق رجالا أشداء يخلقون بدورهم أوقاتا جيدة، والأوقات الجيدة تخلق رجالا ضعفاء يخلقون أوقاتا صعبة”، حسب “الجزيرة نت”.
وبيّن الكاتب أنه على الرغم من أن ما قاله هذا المؤلف قابل للدحض نظرا للتقدم المستمر الذي لا يمكن إيقافه سواء علميا أو اجتماعيا منذ نهاية العصور الوسطى، فإن يؤكد أنه “كي تعيش طويلا أو تكون قويا يجب أن تتألم”. ومن المثير للاهتمام أن هذه القاعدة تنطبق أيضا على مجال التغذية، لأن الأكل الصحي وفقدان الوزن وخفض الكولسترول في الدم تعد من التضحيات، وحتى تناول الكميات اليومية الموصى بها من كل المغذيات يعد أصعب بكثير مما يبدو عليه، لذلك يعتبر بدوره تضحية.
والآن، وبفضل العلم، طوّرت مجموعة من العلماء اليابانيين دراسة تسلط الضوء على مدى تأثير الصيام على عملية الأيض.
في هذا الإطار، خضع الباحثون تاكايوكي ترويا وروماناس تشالكيس وجونكو تاكادا وميتسوهيرو ياناجيدا وهيروشي كوندوه، من جامعة أوكيناوا وجامعة كيوتو في اليابان، لصيام تطوعي من 34 إلى 58 ساعة. وقاسوا قبل عملية الصيام وبعدها مستويات نواتج الأيض (وهي المواد التي تظهر نتيجة للتفاعلات الكيميائية للكائن الحي).
وفاجأت النتائج المجتمع العلمي والباحثين أنفسهم. وأكد الدكتور ترويا أنه “على عكس ما توقعناه، اتضح أن الصيام يحث على تنشيط عملية الأيض بشكل كبير”.
وأورد الكاتب أن تنشيط الأيض يرجع إلى استجابة من الجسم لاستبدال نقص الطاقة والمواد المغذية. بعبارة بسيطة، يريد الجسم أن يحمي نفسه، لذلك يطلق مركبات مضادة للأكسدة، وهو أمر مفيد للجسم.
ويشرح ترويا أن النتائج تشير إلى إمكانية أن يكون للصيام تأثير مجدد للخلايا لم يكن معروفا.
كما تبين أن الميتوكوندريا (مصانع الطاقة في الخلايا) تعمل بشكل أعلى بكثير من المستوى الطبيعي أثناء الصيام، مما يعني تحفيز حرق السعرات الحرارية.