إن كنتم تعلمون فتلك مصيبة وإن كنتم لا تعلمون فالمصيبة أعظم ,,وبالتأكيد أنتم تعلمون الأثار الكارثية ، لتوجه “قيادتكم “مؤخرا للكيان الصهيوني رافعة الراية البيضاء ، تطلب الود والتطبيع.. مدفوعة ..أو متوهمة بأن خروج السودان من مشاكله ووصوله للرفاهية لن يأتي إلاعبر البوابة الصهيونية ..ولم يستفيدوا من تجارب وعبر الأخرين ..وغاب عن مخيلتهم أن هذا هو الطريق للقضاء على السودان كدولة وإقتصاد ومجتمع ودين ..وهذا ليس كلام مسترسل أو شعارات ، بل هناك الكثير من الأمثلة والتجارب المقنعة ، يمكننا تسليط الضوء على بعضها فقط أعتقادا بأنها تكفي لكل سوداني بأن يقتنع بأن السودان ذاهبة للهاوية …لا محالة إذا إستمر هذا النهج ، بداية بمن يعتقد أن أسرائيل سوف تسمح لبقاء السودان دولة واحدة متحدة فهو واهم لأن اسرائيل هي المؤسس والمخطط الأول لأنقسام جنوب السودان وعلاقتها مع المطالبين والمنفذين ودعمها لهم لا يجهلها أي سوداني ومتابع، وأن مخطط فصل إقليم دار فور وشرق السودان مازلا قيد الأعداد للتنفيذ لدى المحافل الصهيونية… ، ومن يقول بأن العلاقة مع اسرائيل سوف تأتي بالخير للسودان ، عليه أن يدرس علاقة موريتانيا بإسرائيل لمدة سنوات قليلة ، ماذا كسبت موريتانيا أقتصاديا وسياسيا وأجتماعيا ، وخاصة ما تم الكشف عنه حول خلية الموساد المعتمدين كدبلوماسسين في السفارة الأسرائيلية لدى موريتانيا ، التي كانت تعمل على الفتنة بين الموريتانيين بواسطة مناشير موجهة “للحرَّاطين” تحثهم على الثورة للإطاحة بما أسمته إقطاعية “البيضان” العرب ونظام “الأبارتهيد” الذي يتبعونه في موريتانيا . والحراطون يشكلون نحو 15 في المئة من سكان موريتانيا وهم من أصول غير عربية ، ولكنهم يعتبرون ضمن مجموعة قبائل “البيضان” ، وهم مختلفون عن الأفارقة الزنوج الذين يغلبون على الجزء الجنوبي من البلاد الواقع شمال نهر السنغال ، ويقدرون بنحو 20 في المئة من المواطنين . وكان المشروع الإسرائيلي يرمي إلى فصل الحراطين عن العرب ودفعهم إلى التحالف مع الزنوج في الجنوب من أجل القضاء على الحكم العربي في موريتانيا ، بل وطرد العرب من الأرض الموريتانية بدعوى أنهم جاؤوا غزاة إليها . ورغم علم السلطات الموريتانية في تلك الفترة بأمر هذه المناشير التي كانت تلصق على جدران الأبنية في العاصمة نواكشوط في الليل ، لكن هذه السلطات لم تحرّك ساكناً وكأن الأمر لا يعنيها بشيء ولا يعني أمن واستقرار الدولة الموريتانية….
وعليكم أيها السودانيين أن تتذكروا جيدا ما تحدثت عنه الصحافة الموريتانية بشكل واسع أخيرا وهو إختراق جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (موساد) للصحافيين والسياسيين الموريتانيين. وكيف قام الموساد، بإستخدام الجنس والمال بإسقاطهم وتحويلهم إلى خونة يتآمرون على بلادهم مع مؤامراته الخطيرة على موريتانيا ، ووعوده لهم بمناصب سياسية ودعمهم في الانتخابات ، ومنحهم رواتب شهرية، وقد ذكرت الصحافية الموريتانية ” خديجة الطيب” في تقرير لها منشور في صحيفة الوطن السعودية بتاريخ 24مارس 2006، بأن الاختراق الإسرائيلي للصحف الموريتانية .
وقالت نقلا عن صحافي موريتاني رفض الكشف عن اسمه ، والذي كشف عن أساليب وطرق عمل الموساد في نواكشوط، حيث قال إنا يستخدم المال والجنس في سبيل إيقاع الشخصيات السياسية والإعلامية المهمة، مشيرا إلى أن هناك 3 شقق مفروشة في حي “تفرغ زينه” الراقي في نواكشوط خصصت لهذا الغرض.
وأكد الصحافي أن كل شيء يحدث في (..) هذه الأوكار مسجل بالصوت والصورة ،وقد أكد الصحافي المذكور أن عناصر الموساد تجبر الضحايا.. على التعاون معهم ومن لم يقبل التعاون بالمال يقبله بالتهديد بالأفلام والصور.. التي ألتقطت له في أوضاع مخجلة مع نساء…، حيث لا خيار أمام الضحية سوى الرضوخ لمطالب المخابرات نتيجة لطبيعة المجتمع المحافظ الرافضة لمثل هذه التصرفات.
ونقلت عن ذلك الصحافي الذي انشق عن المجموعة التي توصف محليا بـ”المطبعين” هم من الأفراد قليلي الأهمية والمهمشين اجتماعيا، وهم مجموعة قليلة من الصحفيين ، وعدد من السياسيين أغلبهم من اليسار الموريتاني، وبالأساس عدد من رجالات حزب الرئيس المخلوع معاوية ولد الطايع وكذلك شبكة من الشواذ ..والعاهرات من الجنسين…
وأخيرا هذا ما جنته موريتانيا من علاقتها بأسرائيل وكل الأغراءات التي قدمت لهم ذهبت مع الرياح ومنها المالية وقروض طويلة الأجل من البنك الدولي لدعم أقتصادهم ، وضم موريتانيا إلى منظمة التجارة العالمية …وللأمانة يجب ذكر تمويل اسرائيل مشروعا صغيرا لحماية النخيل بغطاء برنامج الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ..وللأسف أصيبت واحات النخيل المعالجة بداء مرضي يعرف في موريتانيا ” البيوط”..!!!ولماذا لا ؟ ألم تدخل اسرائيل الى مصر بعد السلام بذور زراعية مسرطنة ؟ ثم أيها السودانيون ، إذا كنتم تعولون على أن أقتصادكم سوف ينهض وينطلق بعد العلاقة مع أسرائيل ما عليكم إلا النظر حولكم إلى الدول العربية التي أبرمت اتفاقيات وأقامت علاقات مع اسرائيل ..ما هو وضعهم بعد عشرات السنين من هذه العلاقة ؟ الفقر والمرض والبطالة والبؤس..ومشاكل لا تعد ولا تحصى ..أليس كذلك ؟
أيها السودانيون أنتم شعب واعي ومثقف جيدا ولديكم من الخيرات في بلادكم لا توجد في مكان أخر.. ، إذا أحسنتم أستخدامها ..سوف ينطلق أقتصادكم ويقلع ،وبمواردكم التي حباها الله لكم ، تمكنكم من جعل السودان دولة عظمى أقتصاديا ..لديكم الأرض الخصبة والمياه والمعادن والذهب والثروة الحيوانية العملاقة ..هولندا لديها 1.7 مليون بقرة فقط وتصدر لكل العالم أجبان ومشتقات الحليب واللحوم وكذلك الدانمارك لديهم 550 ألف بقرة فقط ..، أنتم لديكم 50 مليون بقرة !!!! أبحثوا عن مكامن الخلل لديكم وليس في الخارج …وصوبوا أموركم ، ولا تلتفتوا للمحاصرين والشياطين ..أنهم سوف يطلبون ودكم عندما تقلعون .وكم من دولة تحت حصار هؤلاء الشياطين منذ عشرات السنين ؟ وقد أعتمدوا على أنفسهم وأفشلوا كل أهداف محاصريهم … وهكذا بالتأكيد سوف تفرضون سياستكم وأستقلالكم على القوي قبل الضعيف ،ولن يحتاج منكم الأمر أن تخرجوا من قوميتكم ودينكم وملتكم …ولن تسقطوا مجتمعكم المتماسك المحافظ على تقاليده
الأصيلة ، في مستنقع الخبثاء الهادفين لتدميركم .. ولكم واسع النظر
باحث في العلاقات الدولية