يبدو أن لائحة الدول التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجدّ تسجل تزايداً، وسط تصاعد مخاوف منظمة الصحة العالمية.
وأصاب الفيروس حوالى 80 ألف شخص (بينهم قرابة 2800 خارج الصين) وأودى بحياة أكثر من 2700 شخص في العالم، وفق الأعداد التي نشرتها منظمة الصحة العالمية أمس الأربعاء.
وواضح أن الوباء الذي ظهر أولاً في كانون الأول/ديسمبر في الصين، قد بلغ ذروته في مصدره، إذ أعلنت السلطات الصينية الأربعاء عن 52 حالة وفاة خلال 24 ساعة.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن حصيلة الإصابات اليومية في العالم باتت أعلى من عدد الإصابات الإضافية التي تُسجّل يومياً في الصين.
سيناتور أمريكي يطلب 8.5 مليار دولار لمكافحته … وعدد الضحايا تجاوز 2700
وحسب المنظمة، تبلغ حصيلة الوفيات خارج الصين القارية منذ ظهور الوباء، حوالى أربعين. وأُعلن عن ظهور الفيروس في خمس دول جديدة هي النمسا وسويسرا وكرواتيا والجزائر واليونان. وبات المرض منتشراً في أكثر من أربعين دولة. وسجّلت كوريا الجنوبية بؤرة الوباء الأساسية خارج الصين، أمس الأربعاء، أكثر من ألف إصابة و12 حالة وفاة.
أما في أوروبا، فأخذ الفيروس ينتشر بشكل خطير، وتعد إيطاليا الدولة الأكثر تأثراً بالمرض مع تسجيل أكثر من 370 إصابة و12 حالة وفاة.
وأودى كورونا المستجدّ بأول فرنسي وهو مدرّس. وكان قد أُعلن سابقاً عن وفاة سائح صيني في فرنسا. أما البرازيل فأعلنت عن تسجيل أول إصابة على أراضيها لرجل برازيلي عائد من لومبارديا في شمال إيطاليا، وهي أول إصابة في أمريكا اللاتينية.
كما أعلنت إيران عن وفاة 19 شخصاً من أصل 139 مصاباً بينهم نائب وزير الصحة ونائب في البرلمان.
واتهمت منظمة «مراسلون بلا حدود» إيران الأربعاء بالتستر على معلومات حول تفشي الفيروس في البلد، منددة أيضا بقمع الصحافيين المستقلين.
وذكرت المنظمة: «تؤكد السلطات أنها تسيطر على الوضع لكنها ترفض كشف العدد الدقيق للمصابين والمتوفين وتمنع الصحافيين من القيام بعملهم».
وتستند المنظمة إلى تصريحات النائب عن قم أحمد أمير العبادي فارهاني الذي أكد الإثنين أن الوباء أدى إلى وفاة 50 شخصا في مدينته، متهما وزارة الصحة بالتأخر في الإعلان عن تفشي الفيروس.
وكشف باحثون كنديون أن أرقام المصابين بفيروس كورونا في إيران تتجاوز بكثير ما تفصح عنه السلطات، والتي تقدر حاليا بـ 18 ألف شخص، وفق تقرير نشره الموقع الإلكتروني لراديو «فاردا»، فيما تدعي السلطات أن الأعداد لا تتجاوز الـ 140 شخصا.
ودرس باحثون كنديون معطيات وأعداد المسافرين من وإلى إيران، واعتماد أرقام ما كشفت عنه دول الشرق الأوسط وكندا حول المصابين بالفيروس والقادمين من إيران، وبعد استخدام نماذج محاكاة علمية، فإن النتيجة تكشف عن انتشار واسع للمرض أكبر مما تدعيه السلطات.
وقال تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الثلاثاء إن وجود كورونا المستجد في إيران يعد أشبه بوصفة لتفشي الفيروس كتهديد عالمي مصدره إيران، حيث يعاني هذا البلد من نظام صحي متهالك، وحركة مسافرين نشطة تضم حجاجا وعناصر ميليشيات.
وأعلنت شرطة مكافحة الجرائم الإلكترونية في إيران الأربعاء توقيف 24 ناشطاً على الإنترنت لاتهامهم بنشر «شائعات مثيرة للقلق» حول تفشي فيروس كورونا المستجد في إيران.
وأعلن رئيس وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في الشرطة الإيرانية فاهيد مجيد «أوقف 24 شخصاً وأحيلوا للمحاكمة، وأوقف 118 ناشطاً عبر الإنترنت وأطلق سراحهم»، وفق ما نقلت وكالة «إسنا» للأنباء شبه الرسمية.
واقترح زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، أمس الأربعاء، تخصيص تمويل بقيمة 8.5 مليار دولار للحكومة الاتحادية لمكافحة فيروس كورونا الجديد. وانتقد شومر بشدة إدارة الرئيس دونالد ترامب قائلا إن استجابة البيت الأبيض حتى الآن «محدودة للغاية ومتأخرة للغاية»، وتفتقر إلى خطة واضحة للتعامل مع انتشار الفيروس.
وقال مسؤول في الحكومة الإماراتية أمس الأربعاء، إن الإمارات مستعدة «لمواجهة أسوأ الاحتمالات» مع انتشار فيروس كورونا المستجد في الشرق الأوسط.
وسجلت ثلاث دول عربية خليجية أول حالات إصابة بفيروس كورونا هذا الأسبوع، جميعها لأشخاص قادمين من إيران، وأعلنت الكويت، أمس الأربعاء، تسجيل 8 حالات إصابة جديدة ليرتفع عدد المصابين إلى 26، وسط إجراءات سريعة لمواجهة الفيروس الذي تسلل إلى البلاد أخيرا. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية «كونا»، أن المصابين كانوا قد سافروا إلى إيران. وأعلن الناطق باسم الحكومة طارق المزرم، تعطيل الدراسة أسبوعين بدءا من مطلع مارس/ آذار المقبل، ضمن تدابير مواجهة الفيروس. كما أعلنت السلطات اللبنانية، الأربعاء، تسجيل حالة إصابة ثانية بالفيروس لسيدة كانت على متن الطائرة نفسها التي عادت إلى البلاد من إيران في 20 فبراير/ شباط الجاري، والتي نقلت السيدة المصابة الأولى.
وفي العراق أغلقت الشرطة الأربعاء أماكن الترفيه، كمقاهي الإنترنت والحدائق العامة في مدينة كركوك شمالي البلاد، بعد تسجيل 4 حالات إصابة بفيروس كورونا.
وحذّر الخبير بروس آيلوورد الذي يترأس بعثة خبراء مدعومة من منظمة الصحة العالمية إلى الصين من أن العالم «هو ببساطة غير مستعدّ» لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجدّ.
وفي محاولة لاحتواء تفشي المرض، أعلنت عدة دول خليجية عن تدابير للحدّ من حركة التنقل من وإلى إيران. وفي أوروبا قررت الدول المجاورة لإيطاليا إبقاء حدودها مفتوحة رغم انتشار الوباء في توسكانا وصقلية وليغوريا، لكن عدة حكومات نصحت رعاياها بإرجاء رحلاتهم. وفي الولايات المتحدة، توقعت السلطات الصحية انتشار المرض وشجّعت المدارس والشركات والحكومات المحلية على اتخاذ تدابير وقائية.