كشفت تقارير صحافية إسبانية عن سبب هدوء وصمت ريال مدريد في ملف رواتب نجومه، في ظل الأزمة المالية الاقتصادية التي تلوح في الأفق على خلفية تفشي وباء كورونا في البلاد، عكس غريمه الأزلي برشلونة، الذي ينوي إجبار لاعبيه على تخفيض رواتبهم، ونفس الأمر بالنسبة للمنافس الثالث أتلتيكو مدريد.
وقامت إدارة الهنود الحمر بتسريح عشرات الموظفين في الساعات القليلة الماضية، بالإضافة إلى خفض أجور النجوم، لمساعدة النادي في تجاوز محنة جائحة كورونا، التي تسببت في تجميد النشاط الكروي في كل أنحاء العالم، ما كبد الأندية خسائر فادحة، مع احتمالات قائمة لمزيد من الخسائر إذا لم يستأنف النشاط مرة أخرى هذا الموسم.
أيضا العملاق الكاتالوني بصدد التسلح بقانون إسباني، لإلزام نجومه بالموافقة على الحصول على 30% فقط من رواتبهم بأثر رجعي منذ لحظة إيقاف كرة القدم وحتى نهاية الموسم، بينما في ريال مدريد، لم يتطرق أحد لهذا الموضوع، وذلك ليس من قبيل الصدفة، بل لامتلاكه حسابات قوية من شأنها أن تساعده على تجاوز هذه المحنة بأقل الأضرار.
وبحسب ما ذكرته صحيفة “آس” المقربة من النادي، فإن النادي الملكي يحصل على صاحي ربح يُقدر بنحو 324 مليون يورو، وذلك منذ عودة فلورنتينو بيريز لرئاسة النادي في ولايته الثانية عام 2009، ومع الوقت، سجلت حسابات النادي رصيدا إيجابيا، فيما يعرف في رابطة الأندية الأوروبية “نسبة الكفاءة”، وهي النسبة المئوية لإجمالي فاتورة الأجور مقارنة بدخل النادي من الأرباح وإيرادات الاستثمار.
وبلغت نسبة الكفاءة للريال في آخر عامين نحو 52%، وهي نسبة شبه مثالية، مقارنة بتوصيات رابطة الأندية الأوروبية، ألا تتخطى حاجز الـ70%، وفعل بيريز ذلك، بجمع 757 مليون من إيرادات الاستثمار، مقابل 394 مليون لفاتورة الأجور، شاملة الموظفين والأجهزة الفنية واللاعبين، وهذا سر الاستقرار الحالي الذي يعيشه اللوس بلانكوس.
أما برشلونة، فبلغت نسبة الكفاءة 68%، بحصيلة أرباح وإيرادات وصلت لنحو 836 مليون بعد بيع عدة لاعبين في آخر عامين، لكن في المقابل، يدفع 541 مليون كرواتب للاعبين، منهم ثلاثة يتقاضون رواتب فلكية، والإشارة إلى ليونيل ميسي، لويس سواريز وأنطوان غريزمان، بينما في الريال، فالحد الأقصى لا يزيد عن 14.5 مليون، وهناك لاعبان فقط يتقاضيان هذا المبلغ، هما القائد سيرخيو راموس والويلزي غاريث بيل.