تواصل موريتانيا بحكومتها وشعبها ورجال إعلامها وأعمالها خوضاً شاملاً للمعركة الوقائية المضادة لفيروس كورونا المستجد.
وبعد أن كانت حالات الإصابة خمساً، أعلن وزير الصحة الموريتاني، محمد نذير ولد حامد، مساء الإثنين عن تسجيل أول وفاة بسبب فيروس كورونا المستجد.
وأوضح «أن الأمر يتعلق بسيدة فرنسية من أصل موريتاني، تبلغ من العمر 47 عاماً، وصلت إلى البلاد يوم 16 آذار / مارس وكانت في الحجر الصحي الاحترازي، وتوفيت فيه منتصف الإثنين».
وأكد الوزير «أن السيدة المتوفاة شعرت مساء الأحد ببعض التعب والإعياء وعاينها الأطباء وأعطوها بعض الأدوية، وعندما نقلت صباح الإثنين إلى المستشفى توفيت في الطريق إليه داخل سيارة الإسعاف».
ولم يوضح الوزير إن كانت السيدة قد تم تشخيص إصابتها بفيروس كورونا المستجد قبل الوفاة، مشيراً فقط إلى أن الإجراءات بدأت لتعقيم محل إقامتها ولتتبع من التقت بهم في المطار، ولضمان سير جنازتها وفق معايير السلامة الصحية.
وأضاف الوزير أن «التحقيقات بدأت لتحديد من التقت بهم السيدة المتوفاة أو اقتربت منهم في المطار عندما وصلت إلى البلاد، قبل أن تدخل الحجر الصحي».
وبتسجيل حالة هذه السيدة يرتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا المسجلة في موريتانيا إلى ست حالات، شفيت منها اثنتان وتوفيت واحدة.
وأعلن الدكتور انجاي أمادو، المشرف العام على مركز العزل الوطني الخاص بمرضى فيروس كورونا المستجد، أنه «بعد تسجيل أول حالة وفاة في صفوف الخاضعين للحجر الصحي الاحترازي، فإن الوزارة قد تقرر فحصاً شاملاً لجميع العائدين من دول سجلت فيها حالات تفش للفيروس».
وأكد الدكتور انجاي أن «الفحص الذي أجري لحالة الوفاة المسجلة يوم الإثنين، أكد إصابتها بالفيروس، على الرغم من خلوها من أية أعراض خطيرة قبل وفاتها».
وحول سبب وفاة السيدة المذكورة، أوضح الدكتور أن «التشخيص الذي لدينا يثبت أن سبب الوفاة هو فيروس كورونا، وحتى يثبت عكس ذلك نعتقد أنه هو السبب المباشر»، رافضاً البحث عن أية أسباب أخرى للوفاة.
وأضاف الدكتور انجاي «أن السيدة المتوفاة كانت ستغادر الحجر الصحي الاحترازي يوم وفاتها»، وقال: «من المكن أن نبدأ في فحص جميع القادمين من الدول التي يوجد فيها الوباء، إنها المرحلة الموالية التي يجب علينا الوصول إليها».
وفي هذه الأثناء، تتواصل التبرعات لصندوق التضامن الوطني الذي فتحته الحكومة لمواجهة تكاليف التصدي للوباء والذي تلقى مساهمات كبيرة من رجال الأعمال وكبار موظفي الدولة.
وأطلقت وزارة الصحة الموريتانية صفقة توريد تجهيزات ومعدات طبية بقيمة 5 ملايين دولار، وذلك ضمن ما أعلنه الرئيس الموريتاني الشيخ الغزواني في خطته التي أكد فيها أنه سيخصص 64,88 مليون دولار لشراء تجهيزات طبية وأدوية مخصصة لمواجهة الفيروس.
وتشمل صفقة وزارة الصحة استيراد مواد للتعقيم وتركيب وتشغيل مختبرات طبية، وتوريد أسرة للإنعاش ومختبرات متكاملة وتوريد سيارات إسعاف.
وأكد الرئيس الغزواني في خطته الجاري تنفيذها إلى «أنه تقرر إنشاء صندوق مفتوح أمام كل من يرغب في المساهمة فيه، خاص للتضامن الاجتماعي ومكافحة فيروس كورونا، يهدف إلى تعبئة كافة الموارد المتاحة وتوجيهها نحو الأنشطة ذات الصلة بانعكاسات الوضعية الحالية على المواطنين خصوصاً الطبقات الهشة وذوي الدخل المحدود».
وأوضح أن «الدولة خصصت مساهمة في هذا الصندوق تبلغ 25 مليار أوقية قديمة موجهة لتنفيذ سلسلة إجراءات، منها اقتناء كافة حاجيات البلد من الأدوية والمعدات والتجهيزات الطبية المرتبطة بالوباء، وتخصيص 5 مليارات أوقية قديمة (62 مليون أورو) لدعم 30 ألف أسرة من الأسر المعالة من طرف النساء والعجزة وذوي الإعاقة أغلبها في نواكشوط بإعانة مالية شهرية طيلة ثلاثة أشهر».
وقال: «ستتحمل الدولة في إطار هذا الصندوق كافة الضرائب والرسوم الجمركية على القمح والزيوت والحليب المجفف والخضراوات والفواكه طيلة ما تبقى من السنة وهو ما سيساهم في تخفيض هذه المواد الأساسية، كما ستتحمل الدولة لفواتير الماء والكهرباء عن الأسر الفقيرة لمدة شهرين، إضافة لتحملها عن المواطنين في القرى كافة تكاليف المياه القروية طيلة بقية السنة».
وأكد الرئيس أن «الدولة ستتحمل كذلك عن أصحاب المهن والأنشطة الصغيرة ولمدة شهرين، كافة ضرائب البلدية، كما ستتحمل عن أرباب الأسر العاملين في قطاع الصيد التقليدي، كافة الضرائب والإتاوات المترتبة على هذا النشاط طيلة بقية السنة».
وأكد الرئيس الغزواني «أن رصد الموارد المخصصة لهذا الصندوق لن يؤثر على المشاريع الاجتماعية والتنموية المبرمجة هذه السنة والتي سيتم العمل بشكل مكثف على تسريع وتيرة تنفيذها لتواكب بشكل فعال تحديات الظرفية الراهنة».
عبد الله مولود
نواكشوط – «القدس العربي»