منذو أواخر العام الماضي والعالم يعيش حالة صحية صعبة فرضها انتشار وباء كورونا حيث باتت ضحاياه تتزايد مما فرض على دول العالم اتخاذ جملة تدابير علها تجدى نفعا من أجل الحد من استفحال انتشار الوباء ٠
وبلادنا كغيرها لم تسلم من هذا الوباء فقد سجلت حالات شفي بعضها غير أن هذه الحالات الأخيرة أربكت الجميع واصابت المجتمع بهلع كبير 'وقد طرحت عدة استفسارات عن طبيعة الاصابات هل كانت محلية أو نتيجة عدوى ؟
هذه الإصابات جعلت البعض يتساءل هل كان من الازم تخفيف الإجراءات فى ظل هذا الوضع لاسيما أن دول الجوار لاتزال الارقام فيها فى تزايد ورغم أن الحدود مغلقة فلاتزال الاخبار اليومية تكشف عن حالات تسلل قادمة من دول الجوار فهل كان هؤلاء المتسللين وراء هذه الحالات الأخيرة ام أن الفيروس بات موجودا فى البلاد ؟
ورغم هذه الأسئلة الحائرة التى تحتاج أجوبة فإن الحقيقة التى لايمكن تجاهلها هى فوضوية مجتمعنا ,'فهو لم يدرك الى حد الساعة حجم خطورة المرض فالمواطنون لايعبؤون باجراءات الوقاية فتراهم يتحلقون حول خضار او بائع سمك متناسين ومتجاهلين لخطورة هذا السلوك 'وحتى فى المساجد ترى البعض لايلتزم بالمسافة قائلا إن ذلك معارض لمبدأ رص الصفوف ومتجاهلا أن الإسلام طالب بضرورة حفظ النفس 'فالى متى سيظل مجتمعا يأخذ كل شىء عللى سبيل الهزل حتى ولو كان على حساب حياته ؟
لقد بات من الضرورى أن نأخذ الأمور على محمل الجد وننلتزم بالاجراءات حرفا بحرف ونعلم أن الوباء لايستهدف مجتمعا معينا ولا جنسية معينة وخير مثال على ذلك الطاعون أيام عمربن الخطاب فقد قتل الكثير من الصحابة وهم من هم فى الورع والتقوى ولندرك أن المؤمن يبتلى ويصاب لكي يؤوب ويرجع إلى الله ويترضع إليه من أجل كشف البلاء فالله وحده هو القادر على ذلك٠
'وقد شاهدنا الدول العظمى وقفت عاجزة أمام هذا الوباء فلم تجد من وسيلة سوى اتخاذ سبل الوقاية ٠
فالى متى الاستهتار فهل اللعب مع الاسد الضرغام يعد شجاعة ام تهوراوالقاء بالنفس فى التهلكة ؟ بلى تهورا تعريض للتفس٠
لاشك أن من لم يحترم إجراءات الوقاية فقد القى بنفسه الى التهلكة وعرض نفسه ومجتمعه لخطر اذا استفحل - لاقدر الله صعبت السيطرة عليه - فلنعى جميعا خطورة اللحظة '
ولاشك أنه فى ظل الوضع المستحد لابد من حزمة إجراءات جديدة أكثر صرامة من ذى قبل خاصة على الحدود وإغلاق السوق على الأقل لفترة لا تقل عن فترة احتضان الفيروس حتى يتبين لنا حجم العدوى الناجمة عن هذه الحالات ٠
ولعله من نافلة القول إننا نعيش فى رحاب العشر الاواخر من الشهر العظيم فعلينا أن تكثر من الدعاء والتضرع والاستغفار والإقرار بالذنب لله وطلب المغفرة والصفح ونبتهل اليه عسى أن يرفع عنا هذا الوباء ويجنبنا مخاطره٠
لكن لابد أن يواكب هذا الدعاء التزام كامل بكل سبل الوقاية فليس ذلك منافيا التوكل على الله فتوكل على الله واتبع
تعليمات الجهات الوصية ففى الحديث*اعقلها وتوكل *ولم يقل دعها وتوكل ٠
فياربنا نحن نقر بضعفنا وعجزنا فهاهى الدول التى كانت تعتبر نفسها المهيمنة ركعت أمام قوتك وجبروتك وأدركت أن لا قوة تصمد أمام قوتك ونحن عبادك الضعفاء لا ملجأ لنا من قضاءك الا اليك،,,
أن العاقل اللبيب سيدرك أن هذا الوباء أظهر مدى هشاشة النظام العالمي وعجزه عن رفع كل التحديات التي تواجهه ؛فلابد أن يدرك قادة العالم أن عليهم أن يتحدوا ولابد من إشاعة جو من السلام عبر العالم ونبذ الصراعات والحروب والتفكير فى الية لحماية الشعوب من الكوارث والأوبئة ففى ذلك فجاهد ياعالم فقوتك لا تساوي جناح بعوضة من قوة خالق الكون٠