أوقفت الشرطة الموريتانية عددا من الأشخاص على خلفية تسجيل تم تداوله على نطاق واسع عبر تطبيق “واتساب” لسيدة تقدم نفسها على أنها خبيرة بيولوجية، وتشكك في الفحوصات التي تعلنها وزارة الصحة يوميا، وتصفها بـ”اللعبة”.
وتستمر الحكومة الموريتانية في فرض الإجراءات المقررة للوقاية من الوباء حيث ما يزال حظر التجول مفروضا كما يتواصل إغلاق المدن، فيما تشدد القوات المسلحة وقوات الأمن الموريتانية حراستها للحدود بعد أن تأكد دور المتسللين من الدول المجاورة في زيادة عدد الإصابات.
وفي هذه الأثناء تتواصل عمليات محاصرة ناشري الإشاعات حول الفيروس، إذ استجوبت الشرطة، وفق وكالة “الأخبار” المستقلة، ثلاثة أشخاص متهمين بتسجيل ونشر شائعة شككت في الفحوص التي تجريها وزارة الصحة الموريتانية.
وشملت الاستجوابات المواطنة السالمة بنت الطلبة، على اعتبار أنها هي من سجلت المقاطع، كما تم توقيف محمد ولد السمان على اعتبار أنه من استقبل التسجيلات، وأوقفت الشرطة شخصا ثالثا يدعى سيدي محمد ولد ابياه للاشتباه في أنه من قام بنشر المقاطع.
وكانت لجنة الاتصال التابعة للجنة الكبرى المكلفة بمتابعة الوباء في البلاد، قد أعلنت أن وزارتي الصحة والداخلية تجريان حاليا تحقيقا في قضية الشائعات. وأكدت اللجنة “انزعاجها من ضجة أثارتها سيدة بخصوص فحوص كورونا المخبرية التي يقوم بها المعهد الموريتاني للأمراض الوبائية”.
وأكدت اللجنة التي يرأسها وزير الخارجية ولد الشيخ أحمد “أنها تلفت نظر الرأي العام الوطني إلى ما يقع من تشويش على أداء القطاعات الحكومية المكلفة بالتصدي للوباء جراء منشورات لا تتحرى الدقة والمسؤولية، ويتعمد بعضها، دون أي دواع موضوعية، نشر الأكاذيب للإضرار بالمجهود الوطني الشامل، عبر التحريض الإجرامي على منظومتنا الصحية، أحيانا، وتشكيك مواطنينا في جدوى الاجراءات الاحترازية، بل في وجود الوباء ذاته أحيانا أخرى”.
وكان آخر ما تم تداوله على نطاق واسع، أمس، تسجيلات تشكك في مصداقية بيانات الصحة وتزعم أنها مزورة بهدف الحصول على التمويلات، وفق البيان.
وقال البيان “لقد برهنت التسجيلات على جهل من تنسب إليه بما ادعى أنه تخصصه، بقدر ما برهنت على جهله بقواعد العلاقات الدولية، وبالتنسيق الوثيق بين قطاع الصحة ووكالات الأمم المتحدة كمنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف الذي ينفي عن بيانات القطاع كل الشبهات ويعزز مصداقيتها وطنيا ودوليا”.
وشدد على أن من وصفه بـ “مرتكب هذا الجرم” سينال جزاءه “وفقا للترتيبات القانونية المعمول بها”.
ويواصل المدونون الموريتانيون متابعتهم لتطورات الجائحة وانتشارها والوقاية، مقدمين سيلا من النصائح للحكومة.
ومن أبرز ما تداولته وسائل التواصل تدوينة للإعلامي البارز الحسين ولد محنض خاطب فيها الرئيس قائلا “لقد نجحتم طيلة شهرين في تجنيب موريتانيا فيروس كورونا، وكنتم ستنجحون في ذلك نهائيا لولا شساعة الحدود وانتشار الوساطة والمحسوبية والرشوة التي مثلت بوابات مشرعة تسلل من خلالها الفيروس مجددا إلى بلادنا، وساعدته عوامل مختلفة على مواصلة الانتشار أهمها استمرار التسلل، الانفتاح اللامحدود للمجتمع الموريتاني، والارتباك الذي وقعت فيه الأجهزة الصحية التي لم تكن مستعدة بما فيه الكفاية لهذه الطفرة غير المنتظرة، والنتائج المتذبذبة بين الإيجابية والسلبية التي ولدت انطباعا لدى قطاع عريض من المواطنين بأن الفيروس غير موجود وإنما هو وسيلة للحصول على المساعدات، الطقس المتقلب الذي تساعد برودته الحالية في المزيد من تفشي الفيروس”.
وأضاف “نحن الآن نمر بما يسمى المرحلة الحرجة والإجراءات المذكورة هي الكفيلة بتسريع كسر سلسلة الوباء الذي نحمد الله تعالى على أن لم يصل إلينا بفضل جهودكم، إلا في مراحل ضعفه، لكن مراحل ضعفه تبقى أقوى بما فيه الكفاية من منظومتنا الصحية، ويتعين عليكم أن تتوجهوا بالنداء العاجل العلني أو السري للدعم الدولي”.
يذكر أن موريتانيا سجلت، اليوم الأربعاء، 80 إصابة جديدة و5 وفيات بفيروس كورونا.
عبد الله مولود- “القدس العربي”