كتبَ صديقي على الفيسبوك، الوزير الدكتور العازف قبل قليل بياناً جاء فيه أن البوليس السياسي للنظام أقدم عصر اليوم على اختطاف رئيس الجمهورية السابق السيد محمد ولد عبد العزيز في سابقة خطيرة والأولى من نوعها في بلادنا وشبه المنطقة" انتهى الاستشهاد الأول من البيان الذي وقّعه ثمانية أشخاص، أشهرهم العازف إسلكو، و"شمام" رائحة المعارضة معالي الوزير سيدنا علي، وبائع الأحزاب السياسية الشهير صديقي محفوظ ولد اعزيزي..
ذكرني البيان باعتقال طيّب الذكر الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وتذكرته أكثر حينما تحدث بيان العازف عما وصفه بـ" الحملة الشرسة التي تعرض لها الرئيس محمد ولد عبد العزيز ومحيطه الأسري الضيق خلال الأشهر الماضية والتي طالت الخصوصيات العائلية في تحد فاضح وسافر لمنظومة مجتمعنا القيمية والأخلاقية، حيث لم تسلم السيدات والأطفال من المداهمات المنزلية تشهيرا وقذفاً واستفزازاً".
الواضحُ أن الدكتور إسلكو "ليسَ معصوماً من الكذب" فما نعلمه جميعاً، ويعلمه هوّ أن الرئيس السابق كان يسرحُ ويمرحُ بين قصوره ومنتجعاته وممتلكاته وعقاراته، ويخرج العاصمة متى شاء إلى ما شاء.. والأبناء يتجولون بين نواكشوط وجزر لاسبالماس.
لن أقول إن الوزير إسلكو يكذب، لكن ربما يقصد بالخصوصيات العائلية نشر الصحفي حنفي ودهاه لفيديو تحايلهم على الكهرباء، وقد نُهوا عنه، أما بخصوص المداهمات المنزلية التي وردت في البيان، فربما يقصد الدعوة التي وصلت ابنة الرئيس السابق وزوجها، وهما في بوادي إينشيري، وقد وصلا إلى التحقيق دون مرافقٍ من الدرك أو الشرطة، وعلى مهلهما.
سبق بيانَ العازف اسلكو بيانٌ آخر، سارع إلى تفنيد نسبته لوليّ نعمته، فيما كان عليه هوّ أن يتبناه، لو انه يتحلى بأقل قدر من النزاهة الفكرية ومن الصدق مع الرأي العام، الذي سئمَ إسطوانته المشروخة، لم تعد تدويناتُه تبعد الملل عن أحد، مع أنّ بعض الباحثين عن ضحك مجاني كانوا يتقاذفون تلك التدوينات استدراراً للابتسامات خلال الأيام الماضية، مصداقا لقول المتنبي:
ومثلك يؤتى من بلاد بعيدة.. ليُضحك ربات الحداد البواكيّا..
يبدو أن أستاذ الرياضيات، الذي أوهمَنا أنه سيعزفُ من أجل صقل ما علق بسمعته شخصياً، قد أمتهن العزف لصقل ما علق بسمعة عشرية أهلكت الحرث والنسل، ويتوارى مفسدوها من القوم من سوء فعالهم، ويبدو أنه الآن يعزف منفرداً، مجرداً من سُمّارٍ يتلقفون "أشواره" فلا معالي الوزير سيدنا عالي يريد أن ينزل إلى عزفٍ خارجٍ عن "ٱژّايْ" ولا الذين "صفّقوا"على خيرات ومُقدرات البلد يُجيدون التصفيق على العزف "الژاوي".
لا يتكئ العازف على رصيد شعبية يحمله معه إلى أي وجهة، فالصيف ضيع اللبن، وباع حلائبه، وبقي ينادم وحدته..
الدكتور الجامعي رفضَ مصافحة احمد ولد داداه في المطار، ليس خجلاً من كونه باع أشهراً من الانتماء لتكتل القوى الديمقراطية بثمن لا يستحقُه، معاذَ الله، بل لأنه كانَ يخشى أن يُذكرَ لوليّ نعمته أنه بشّ في وجه أي شخصٍ معارض.
رضيّ الدكتور أن يتخلى عن وقاره الأكاديمي ويُدخل الشرطة لأول مرة إلى الحرم الجامعي، في مناوشات "توم أنْدْ جيري" مع الطلاب، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الجامعة؛ التي ظل رؤساؤها يحافظون على مستوى من المسافة بينهم وطلبتهم بغض النظر عن سخونة أو برودة الجو السياسي..
نتذكر جميعا كيف لعبَ الطلابُ بالرجل وتركوه يُشهد وسائل الإعلام على فضائحه
ونتذكر انكشافَ استكتابه لبعضهم لتشويه سمعة رجالات من أهم رموز البلد خلال توليه إدارة الديوان..كان الرجل عرّابَ عهدِ من الوشايات لم تعرف له البلاد مثيلا..
طيلة مقامه في لندن لم يسأل عن حال أي مواطن.. كان همه انجاز المعاملات التي يطلبُها منه وليُ نعمته، ومحيطه الأسري الضيق..
اليوم عاد كأن شيئاً لم يكن... وبراءةُ "الُعُزّافِ" فى عينيْه.
سيصل العازفُ قريباً إلى "بيگي" المخالف "ابتيت الجانبه العاقر" التي ولدت عقيمة، عكس أختيها " البيظهَ والكحْله" وسيصلُ العزف إلى نهايته خصوصا ٱذا كان بأنامل محترقة..
عبد الله اتفغ المختار
كاتب صحفي