سادت الإهانات الشخصية والمعلومات المضللة والهتافات البذيئة في المناظرة الانتخابية الرئاسية الأولى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن، مع لحظات درامية من الجدال غير الموضوعي.
وجاءت المواجهة، التي استضافها كريس والاس من قناة «فوكس نيوز» في الوقت الذي يتقدم فيه بايدن على ترامب بفارق 8.1 نقطة مئوية في معدل الاقتراع الوطني، وكان من الواضح أن هاجس ترامب الأول كان إظهار مدى ضعف منافسه والهيمنة على اللقاء، ولكن هذا النهج أدى حتى الآن إلى نزف المزيد من الأصوات والدعم لترامب من خريجي الجامعات البيض وكبار السن ونساء الضواحي.
ترامب حاول إفقاد خصمه توازنه بمقاطعته والتهجم على ابنه… وبايدن وصفه بالمهرج الكاذب الذي لا يتوقف عن النباح
واستنتج المحللون الأمريكيون أن ترامب خرج متأرجحاً، وهو يحاول إفقاد بايدن توازنه عبر مقاطعته بشكل مستمر، وخاصة بتركيز هجماته على هنتر، ابن بايدن، مما أدى إلى انحراف الجدل عن المسار الصحيح.
ولم يتراجع بايدن، حيث وجه عدة لكمات لترامب ونعته مراراً بأنه مهرج وكاذب لا يتوقف عن النباح، ورد بابتسامة عدائية وطالبه بأن يخرس، كما حاول بايدن إثارة هزائم ترامب من خلال السخرية من تصريحاته السابقة.
وعادة ما تنتهي المناظرة الأولى لغالبية الرؤساء بأداء سيىء، وبالنسبة لترامب الذي اعتاد على التحكم في مسار الحديث، فقد انتهت الأمور بنتيجة سلبية.
الاستنتاج الأول المهم لهذه المناظرة بعيداً عن الشتائم، كان إصرار ترامب على رفض إدانة العنصريين البيض على الرغم من أن بايدن وصفه بأنه عنصري، وبدا ترامب غاضباً وهو يحاول تغيير الموضوع إلى محاولة لإدانة اليسار.
وأدان عدد كبير من المعلقين على قنوات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي تصرف ترامب، ولكن ميليشيات «الأولاد الفخورون» العنصرية احتفلت برد ترامب. وبعد المناقشة، قال السيناتور السابق ريك سانتوروم من ولاية بنسلفانيا إن السؤال كان عبارة عن فخ من المضيف والاس لأنه يعلم بأن ترامب لا يحب أن يقول شيئاً ضد الأشخاص الذين يدعمونه، مشيراً إلى أن رد ترامب أضر به في النهاية.
وبالنسبة للجدال حول الاقتصاد الأمريكي، وهي القضية التي كان ترامب يتغنى بها في سنوات حكمه قبل وباء فيروس كورونا، فقد تلقى الرئيس ضربة عندما أخبره بايدن بأنه لا يمكن إصلاح الاقتصاد حتى تصلح أزمة وباء كوفيد وهذا معاكس تماماً لنهج إدارة ترامب.
ولاحظ المحللون أن بايدن حاول بكل جهد إبعاد نفسه عن اليسار طوال النقاش، وشجب مراراً «الاتفاقية الخضراء» كما أعرب بايدن عن معارضته لدعوات بعض النشطاء اليساريين بنزع سلاح الشرطة، مؤكداً بطريقة غير مباشرة بأنه «الحزب الديمقراطي» الآن وليس بيرني ساندرز.
وعكست هذه التعليقات استراتيجية بايدن، التي لا تتمثل في المراهنة بالانتخابات على جذب الناخبين الشباب والتقدميين، بل على جذب كبار السن والبيض الجامعيين أصحاب الآراء المعتدلة.
وقال ميشيل ماكيني، مدير معهد الاتصال السياسي في جامعة ميسوري، إن هذه المناظرة كانت الأكثر فوضوية والمليئة بالهجمات في التاريخ الأمريكي، في حين أشار العديد من المحللين إلى أن ترامب أهدر فرصة لتغيير مسار السباق، حيث أدت المقاطعات المستمرة والمفككة وغير المركزة إلى إلحاق الضرر بترامب نفسه.
وشعر الجمهوريون بالإحباط من تركيز ترامب الوحيد على جذب فئة محددة فقط من أنصاره المتحمسين، وهناك اعتقاد بأن ترامب كان بحاجة إلى كسب المزيد من المعتدلين من خلال تعزيز التفاؤل وأجندة تطلعية، وبدلا من ذلك كان هناك حديث حزين يثير الكآبة حول الجريمة والتوترات العرقية.
كلمات مفتاحية