بينما خفت بشكل كبير حالات الإصابة بوباء الكوفيد 19 المستجد، تواجه المناطق الداخلية الموريتانية حالات إصابة مخيفة بحمى الوادي المنتقلة للسكان عبر استهلاك لحوم وألبان الإبل التي تنتشر هذه الحمى بين قطعانها.
وأعلن حتى الساعة عن وفاة 10 أشخاص جراء هذه الحمى وذلك منذ منتصف سبتمبر الماضي تاريخ تسجيل آخر إصابة بها.
وأقلع سكان موريتانيا عن استهلاك لحوم وألبان الإبل التي تدخل في صلب المائدة الغذائية الموريتانية.
وظهرت حالات الإصابة الأولى بهذا المرض في ولاية تكانت شمال شرق البلاد، وامتدت بعد ذلك إلى ولايات العاصبة وسط البلاد وإلى ولايات الحوضين بأقصى شرقها.
وأكد محمد محمود مدير المراقبة الوبائية بوزارة الصحة الموريتانية أن “مرض حمى الوادي المتصدع ينتقل للبشر من الحيوانات عبر استهلاك ألبانها أو لحومها غير الناضجة جدا”. وأوضح في تصريح صحافي أن “الحكومة أطلقت حملة توعية بين السكان لبيان خطورة المرض وطرق الوقاية منه إلى جانب حملة واسعة لتطعيم المواشي”.
وستؤمن هذه الحملة تحصين مليوني رأس من الأبقار ضد مرض ذات الرئة (الجنب الساري) وأربعة ملايين رأس من الأغنام والماعز ضد طاعون المجترات الصغيرة.
وتحدث وزير التنمية الريفية الموريتاني الدي ولد الزين خلال افتتاحه للحملة التي تدوم 6 أشهر عن أهمية هذا التحصين الخاص بحماية ركيزة أساسية من قطاع التنمية الريفية الذي يعتبر دعامة مهمة للاقتصاد الوطني، حيث يمثل نسبة 26،6 ٪ من الناتج القومي الخام ويستقطب ما يزيد على 60٪ من العمالة الريفية”.
وتعد حمى الوادي المتصدع أحد الأمراض الفيروسية التي تصيب الحيوانات في الدرجة الأولى، كما أنها تصيب البشر لكن بدرجةٍ أقل، ويمكن للعدوى أن تسبِب مرضاً وخيماً لكلٍ من الحيوانات والبشر، كما تسبب الحمى العديد من الخسائر الاقتصادية، حيث تسبب حدوث إجهاض ونفق الحيوانات، ويُصاب بعضها بالحمى التي تنتشر في الكثير من المزارع.
وتم اكتشاف الفيروس لأول مرة في عام 1931 أثناء تحرِي وباء انتشر بين الأغنام في إحدى المزارع في الوادي المتصدع، في كينيا، ومنذ ذلك الحين، تم التبليغ عن انتشار لهذا الوباء في بلدان جنوب الصحراء وشمال إفريقيا.
نواكشوط- “القدس العربي”