أكدت وساىل الإعلام الأمريكية فوز الثنائي بايدن هاريس بالانتخابات الأمريكية رغم مكابرة ترامب ولن يطول به الأمر حتى يرضخ للأمر الواقع بعد سنوات عجاف عاث فيها ترامب فسادا على كل الأصعدة والمستويات خصوصا محاولاته مصادرة دور المؤسسات واحتكار البيت الأبيض وعاىلته واصهاره صناعة القرار وكأن امريكا من دول الموز الأفريقية .
من المفيد فهم صناعة القرار الأمريكي فهو عملية معقدة حيث توجد مؤسسات ومراكز دراسات وبحوث تعتمد على خبراء اختصاصيين من أكاديميين و دبلوماسيين و خبراء أمنيين ثم تتبلور فكرة تعاد صياغتها في الوزارة المسؤولة وتعطى توصيات للبيت الأبيض في مسائل السياسة الخارجية واختيار الحلفاء واتخاذ المواقف المناسبة في منظمات الأمم المتحدة .
إدارة بايدن هاريس سيكون فيها توزيع للأدوار بحيث يشكل بايدن فريق لمعالجة كورونا مكون من جمهوريين وديمقراطين وإعادة تأهيل الاقتصاد لدعم الطبقة الوسطى بينما تسند السياسة الخارجية لناىبة الرئيس كاملا هاريس بصفتها المسؤولة التنفيذية للسياسة الخارجية وستقوم بتشكيل لجان من الخبراء ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة سيكون للمغتربين دور في صياغة السياسة الأمريكية حيال الملفات التي تعنيهم بمعنى أن كاملا هاريس سوف تعتمد على النواب الفلسطينيين الديمقراطيين في الكونغرس واللوبي الفلسطيني في الحزب الديمقراطي لرسم علاقات مميزة مع منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة محمود عباس الذي سيعتمده الحزب الديمقراطيون كمستشار لسياساته في المنطقة العربية مثل الملك الحسن الثاني فهو من بقي من جيل الأباء المؤسسين لعملية السلام بعد وفاة زملاىه ياسر عرفات واسحاق رابين وشمعون بيريز والملك الحسين .
فالحزب الديمقراطي بقيادة الثناىي جو بايدن كاملا هاريس يريد حل الصراع العربي الاسراىيلي ضمن مشروع الهلال السامي وفق التأخي المسلم اليهودي في المنظومة الأمازيغية الذي يعتمده يهود ومسلمو أميركا في هياكل المؤسسة العميقة للحزبين الديمقراطي والجمهوري وستدعم كاملا هاريس بروز وجوه نسائية فلسطينية مثل د. حنان عشراوي وخالدة جرار بموازاة وجوه نسائية إسراىيلية ليكون لوجود إمرأة في ثاني أعلى منصب تنفيذي في الولايات المتحدة الأمريكية أثره في دور المرأة في صناعة القرار وإنجاز السلام وصولا لنيل الثنائى بايدن هاريس جاىزة نوبل للسلام وجواىز لدعم قضايا حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير المصير.
ومع إسرائيل ستعمل كاملا هاريس مع منظمة AIPAC من أجل إعادة إنتاج العملية التي بدأها بيل كلينتون وفق مشروع الهلال السامي الذي يمثل التأخي المسلم اليهودي الذي يجسده يهود ومسلمو أميركا في المؤسستين الحزبيتين وسوف تعمل مع الدولة العميقة من أجل إعادة ترتيب البيت الاسراىيلي لإعادة تأهيل معسكر السلام والإطاحة بنتياهو نهائيا من المشهد الاسراىيلي عبر تنفيذ أحكام قضاىية بحقه في تهم الفساد بالمحاكم الاسراىيلية وخروج إسرائيل من الحفر التي أدخلها فيه نتنياهو ومعسكره بسبب سكوت الإدارات الأمريكية السابقة وتشجيع ترامب له طوال ثلاثة عقود من الفساد والاستبداد والتفرد بالسلطة .
وإعادة إنتاج خصومه مثل تسيبي ليفني وعاىلة رابين وستعمل الدولة العميقة مع المؤسسة الحزبية الديمقراطية على تشكيل حكومة وحدة وطنية إسرائيلية من اليسار والوسط واليمين على النحو التالي " دعم بيني غانتس زعيم أزرق أبيض لتولي رئاسة إسرائيل بعد نهاية مأمورية الرئيس الحالي ودعم تسيبي ليفني لرئاسة الحكومة وغابي اشكنازي وزيرا للدفاع وداليا إسحاق رابين وزيرة الخارجية ونفتالي بينت رئيسا للكنيست واحتفاظ قادة الأجهزة الأمنية وخاصة الموساد والشنبيت بمناصبهم وتكليف ليبرمان بمهة موفد إسرائيل لشؤون روسيا مثل زلماي خليل زاده لإنجاح عملية السلام ومواصلة إعفاء الحرديم من التجنيد العسكري الاجباري " لضمان حكومة إسرائيلية صهيونية مدعومة من الخارج بالقائمة العربية تعمل مع إدارة بايدن لتحقيق السلام والمصالح الغربية .
وفي منطقة المغرب الكبير ستعمل كاملا هاريس ناىبة الرئيس المسؤولة التنفيذية للسياسة الخارجية مع الجاليات المغاربية وممثليهم لتحديد مواقف أميركا من القضايا المغاربية واهمها ترسيم الأمازيغية في جميع دساتير دول شمال إفريقيا وحل الأزمة الليبية بعيدا عن التدخل الفرنسي المصري الإماراتي واقتلاع حفتر من المشهد الليبي وأعادة بناء ليبيا كدولة فيدرالية من ثلاثة أقاليم "برقة طرابلس فزان " يتمتع كل إقليم بسيادته وله برلمانه المحلي وحكومته المحلية التي تسن قوانينه الداخلية كالجنسية والاستثمارات وتنظيم علاقات قبائله بدول الجوار بحيث يكون الطوارق العمود الفقري لإقليم فزان مع القبائل العربية المجاورة ويكون للأمازيغ وجود معتبر في إقليم طرابلس وسن قوانين في برقة تنظم علاقاته مع مصر والسودان وستفرض إدارة بايدن تلك النقاط على بعثة الأمم المتحدة في ليبيا وعلى اللاعبين في الساحة الليبية والتدرج في دعم استقلال أزواد ضمن تنسيق مع الحركة الأمازيغية ويكون اعتماد واشنطن في منطقة الساحل على حكومة الوفاق الليبية ومن خلال الحكومة المحلية لإقليم فزان الذي يشكل الطوارق عموده الفقري .
وفي منطقة الخليج ومصر وبلاد الشام ستقيم كاملا هاريس توازن بين العلاقات الرسمية مع دول مثل مصر والسعودية والإمارات والدفاع عن معارضيهم من نشطاء حقوق الإنسان والدعوة لإطلاق سراح المسجونين في توازن بين مطالب المنظمات الحقوقية والداعمين من الجاليات وبين المصالح الاقتصادية والإستراتيجية مع تعديلات مثل سحب الدعم الامريكي عن التحالف السعودي الإماراتي في حرب اليمن وتقزيم أدوار الإمارات في ليبيا والقرن الافريقي ورفع الحصار عن قطر .
لفهم السياسة العامة لإدارة بايدن هاريس يجب معرفة طبيعة التحالف الانتخابي الذي دعمها وتحالفها مع الجاليات واللوبيات داخل الولايات المتحدة وكيف اختارت تلك الأطراف دعم المرشح بايدن وفي طليعة الداعمين للرىيس بايدن الأقليات العرقية السود الذين عانوا من جبروت الشرطة في عهد ترامب كما خسر ترامب اصوات اليهود الأمريكيين الرافضين لفساد نتنياهو وخسر ترامب الجاليات الشرق أوسطية والمغاربية ومسلمو شبه القارة الهندية بسبب تحالفه مع الديكتاتوريات في المنطقة كل هؤلاء الضحايا قرروا الانتقام من ترامب بالتصويت ضده مقابل وعود من المرشح بايدن بإنصافهم واتخاذ مقاربات تدعم قضاياهم وهذا ما يفسر تعاطي إدارة بايدن مع ملفات المنطقة بعيون جاليات شعوبها في الولايات المتحدة الأمريكية .
بقلم : أبوبكر الأنصاري
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي