الشيخ علي الرضى يتحدث في نصيحة مطولة عن الاستغاثة بغير الله ويروي رؤيا بالنبي الأكرم

سبت, 07/04/2015 - 17:29

نصيحة من عبد الله على الرضى بن محمد ناجي ومن ضمن النصيحة رؤيا رآها بالنبي صلى الله عليه وسلم

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت، اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ورضي الله عن الخلفاء الراشدين الهداة المهديين، رضي الله عن أبي بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرت صحبته في محكم التنزيل قال تعالى : {إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}. ورضي الله عن الفاروق عمر بن الخطاب الذي قَالَ له رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في الصحيحين: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ»، ورضي الله عن عثمان ذي النورين الذي جيش العسرة للمسلمين، ففي المستدرك للحاكم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: جَاءَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَلْفِ دِينَارٍ حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ، فَفَرَّغَهَا عُثْمَانُ فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَلِّبُهَا وَيَقُولُ: «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ» قَالَهَا مِرَارًا، قال الحاكم «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ» ورضي الله عن أمير المومنين علي بن أبي طالب الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم«أَلاَ تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ، مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي» ولفظ مسلم«أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي»

 وعن آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرين المطهرين، الذين يقول الله عز وجل فيهم{إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} الذين أوصى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته وقال في شأنهم: "وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ" فقد روى مسلم بسنده إلى أَبي حَيَّانَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ، وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ، إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ، وَغَزَوْتَ مَعَهُ، وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ لَقَدْ لَقِيتَ، يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي وَاللهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَقَدُمَ عَهْدِي، وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا، وَمَا لَا، فَلَا تُكَلِّفُونِيهِ، ثُمَّ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا، بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ " فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ؟ يَا زَيْدُ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ، قَالَ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ قَالَ: كُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. رضي الله عن فاطمة الزهراء بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي، وقال لها النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم: «أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، أَوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ» ورضي الله عن ريحانتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحسن والحسين الذين قال فيهما  «الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ» كما أخرجه الترمذي و قال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

ورضي الله عن الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين،

أما بعد فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما صح في البخاري و مسلم وغيرهما وهذا لفظ مسلم: « مَنْ رَآنِى فِى الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِى فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَتَمَثَّلُ بِى » هذا وقد جاءت في فضل الاستعانة بالله والتوكل عليه والاستغاثة به ءايات وأحاديث كثيرة، فقد قال الله سبحانه وتعلى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ نُشُرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾

وقال الله تبارك وتعلى: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا﴾

وقال الله تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾

وقال الله تبارك وتعلى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمُ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمُ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمُ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمُ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلُ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ (195) إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ﴾

وقال الله تبارك وتعلى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ﴾

وقال الله تبارك وتعلى ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾

وقال الله تبارك وتعلى: ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾

قال الطبري عند هذه الآية قال يقول تعالى ذكره: وقال إبليس،  (لما قُضِي الأمر) ، يعني لما أدخل أهلُ الجنة الجنةَ وأهل النار النارَ، واستقرّ بكل فريق منهم قرارهم، أن الله وعدكم، أيها الأتباعُ، النارَ، ووعدتكم النُّصْرة، فأخلفتكم وعدي، ووفى الله لكم بوعده = (وما كان لي عليكم من سلطان) ، يقول: وما كان لي عليكم، فيما وعدتكم من النصرة، من حجة تثبت لي عليكم بصدق قولي  (إلا أنْ دعوتكم) . وهذا من الاستثناء المنقطع عن الأول، كما تقول: "ما ضربْتُه إلا أنه أحمق"، ومعناه: ولكن (دعوتكم فاستجبتم لي) . يقول: إلا أن دعوتكم إلى طاعتي ومعصية الله، فاستجبتم لدعائي (فلا تلوموني) ، على إجابتكم إياي (ولوموا أنفسكم) ، عليها = (ما أنا بمُصْرِخِكم) ، يقول: ما أنا بمُغِيثكم = (وما أنتم بمصرخِيَّ) ، ولا أنتم بمُغيثيَّ من عذاب الله فمُنْجِيَّ منه = (إني كفرت بما أشركتمون من قبل) ، يقول: إني جَحدْت أن أكون شريكًا لله فيما أشركتموني فيه من عبادتكم = (من قبل) في الدنيا = (إن الظالمين لهم عذاب أليم) ، يقول: إن الكافرين بالله لهم عذاب = "أليم"، من الله موجِع.

 

وقال الله تبارك وتعلى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)﴾

وقال الله تبارك وتعلى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾

وقال الله تبارك وتعلى: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾

وقال الله تبارك وتعلى:  ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَاتـِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُومِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُوتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُوتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما روى الحاكم وأحمد والترمذي وغيرهم من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ،احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ» قال الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ "

 

أحبابي في الله قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قَالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» كما في صحيح مسلم.

وامتثالا لهذا الحديث فإنني أنصح نفسي أولا وأوصيها بوصية الله للأولين والآخرين قال الله تبارك تعالى: ((وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)).

النصيحة الثانية:

أنصح نفسي بالتوبة من جميع الذنوب ما ظهر منها وما بطن.

النصيحة الثالثة:

أنصح نفسي بامتثال ما افترضه الله علي واجتناب ما حرمه الله علي، وأنصح نفسي بالتقرب إلى الله بالنوافل والله المستعان وحده وعليه التكلان، وكل ما نصحت به نفسي أنصح به أحبابي جميعا حيثما كانوا ومن هم كانوا وأنصح به أمة محمد صلى الله عليه وسلم جميعا إنها أمة الخير والفضل والبركة والهداية والصواب.

هذا وقد بدأت بنصيحة نفسي لأني أعلم علم اليقين أن الله عز وجل يعلم أني مقصر في طاعته وشكر نعمائه، وأني من أحوج عباد الله إلى عفو الله، وأني من أفقر عباد الله الى الله الغني الحميد، ولا أطلب العفو إلا من الله عز وجل وحده، ولا أطلب الرحمة إلا من الله عز وجل وحده، ولا أطلب المغفرة إلا من الله عز وجل وحده، ولا أطلب السعادة إلا من الله عز وجل وحده، ولا أطلب خير الدنيا إلا من الله عز وجل وحده، ولا أطلب خير الآخرة إلا من الله عز وجل وحده، ولا أطلب الجنة إلا من الله عز وجل وحده، ولا أطلب الأمن والأمان في الدنيا والآخرة إلا من الله عز وجل وحده، ولا أطلب العافية إلا من الله عز وجل وحده. وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وعبد ربه حتى أتاه اليقين، وأشهد شهادة علم ويقين أن الخير كله منحصر في اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الواسطة بيننا وبين الله في جميع طرق الخير والسلامة والنجاة في الدنيا وفي الآخرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، حسبي الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.

 أحبابي في الله يطيب لي أن أحدثكم برؤيا رأيتها بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد رأيت قبل الفجر بقليل في هذا اليوم المبارك يوم السابع عشر من رمضان، اليوم الذي وقعت فيه غزوة بدر الكبرى التي نصر الله فيها نبيه صلى الله عليه وسلم، ونصر الإسلام على الكفر وأهله، وخذل فيها عبدة الأصنام المشركين، وأعلى فيها راية لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال لي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرؤيا : أنا رسول الله أنا خاتم النبيئين، أنا لست شيطانا، ولا يستطيع الشيطان ان يتمثل بي، حذر أصحابك وغيرهم من الاستغاثة بغير الله عز وجل ولا تكتم ذلك عن الناس واتبع سنتي أنت ومن معك. وهذا الأمر قد أعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم علي في الرؤيا ثلاث مرات على الأقل.

وقد قلت في الثناء على الله والاستغاثة به:

إِذَا أَيَّدَ الْقَهَّارُ بِالنَّصْرِ عَبْدَهُ   فَلاَ غَالِبٌ مِن بَعْدِ ذَلِكَ غَالِبُهْ
وَإِن نَّظَرَ الرَّحْمَنُ نَظْرَةَ رَحْمَةٍ    إِلَى عَبْدِهِ نَالَ الذِي هُوَ طَالِبُهْ
وَأَمَّنَهُ مِمَّا يَخَافُ وَيَخْتَشِي     وَكَانَ لَهُ عَوْناً عَلَى مَنْ يُحَارِبُهْ
إِلَهِيَ مَن يَرْجُو عُبَيْدُكَ مَن لَّهُ   سِوَاكَ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِ مَذَاهِبُهْ
إِلَهِيَ فَاحْفَظْنِي بِحِفْظٍ مُلاَزِمٍ   يُصَاحِبُنِي فِي رِحْلَتِي وَأُصَاحِبُهْ
إِلَهِيَ أَكْرِمْنَا بِفَضْلِكَ دَائِمًا     فَفَضْلُكَ جَمٌّ لاَ تَغِيضُ مَوَاهِبُهْ
عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وأَنْتَ وَلِيُّنَا       لَكَ الأَمْرُ كُلاًّ بَدْؤُهُ وَعَوَاقِبُهْ.

ومما قلت في الاستغاثة بالله:

رَبُّنَا الْقَهارُ الْقَوِيُّ الْجَلِيلُ    بَارِئُ الْكَوْنِ مَا لَهُ تَمْثِيلُ
يَخْلُقُ الأَمْرَ بَيْنَ كَافٍ وَنُونٍ  حَسْبُنَا اللهُ وَهْوَ نِعْمَ الْوَكِيلُ.
ومما قلت في الحض على اتباع الشريعة المحمدية وحث المسلمين على الاتحاد على الحق :

الحق يعلو ولا يعلى عليه ولا  ** يخفى الحقيقة ما تستحسن الجهلا
إخوانَنا أهلَنا أبناءَ أمتنا   **    عودوا إلى الحق لا تبغوا به بدلا
فيم التخالف والإسلام يجمعنا  ** والبيت قبلتنا يا أيها العقلا
وسنة المصطفى في الدين أُسوتنا  ** تالله لا نبتغي عن نهجها حولا
وربنا الملك الرحمن نعبده     ** بما على المصطفى في الذكر قد نزلا
يا أمة المصطفى هبوا لنصرته ** واستصحبوا في الطريق العلم والعملا

عسى المهيمن بعد البين يجمعنا** على طريق الهدى كي ندرك الأملا
يا رب يا رب أصلحنا بعافية **   لا نختشي بعدها سوء ولا وجلا
على الحفيظ توكلنا بمنته    **    وما وجدنا سوى الرحمن متكلا

صلى الإله على المختار من مضر **ما غرد الورق في أفنانه أصلا
 

ومما قلت في الاستغاثة بالله والاستعانة به:

دَأْبِي إِذَا وَرَدَتْ عَلَيَّ هُمُومُ              نَادَيْتُهُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ
أَدْعُوهُ بالاسم الْعَظِيمِ تَضَرُّعًا         فَيُجِيبُنِي الْوَهَّابُ وَهْوَ كَرِيمُ
حَاشَاهُ مِن نِّدٍّ وَمِنْ شَبَهٍ لَهُ           كَلاَّ لَعَمْرِي مِثْلُهُ مَعْدُومُ.
ومما نصحت به نفسي:

تَعَلَّقْ بِرَبِّ العَرشِ دُونَ الخَلاَئِقِ      وَلاَ تَشْتَغِلْ عَنْ ذِكْرِهِ بِالعَوَائِقِ
وَفَوِّضْ إِلَيْهِ الأَمْرَ أَمْرَكَ كُلَّهُ          لِتُدْرِكَ بِالرَّحمَنِ مَعنَى الحَقَائِقِ
وَفِرَّ إِلَى اللهِ المُصَوِّرِ وَاتَّكِلْ          عَلَى اللهِ فِي الجُلَّى وَفِي كُلِّ دَانِقِ

خذ العُروَةَ الوُثْقَى وكن مُتَوَكِّلاً      تَوَكُّلَ عَبْدٍ بِالمُهَيْمِنِ وَاثِقِ

وَلاَ تَلتَفِتْ مِن بَعْدِ ذَاكَ لِغَيْرِهِ         فَإِنَّ التِفَاتَ العَبْدِ لَيْسَ بِلاَئِقِ.

 

ومما قلت في الرضى بقضاء الله والتسليم لأمره:

سَلِّمْ لِمَوْلاَكَ المُهَيمِنِ مَا قَضَى*فَبِمَا قَضَى فِي مُلكِهِ يَجِبُ الرِّضَا
هُوَّ الحَكِيمُ العَدلُ فَارْضَ بِحُكْمِهِ*يَقْضِي وَحُكْمُ قَضَائِهِ لَن يُنقَضَا.

ومن ذلك وفي نفس المعنى:

فَوَّضتُّ أَمْرِي إِلَى الرَّحْمَنِ فِي الْحَالِ*وَفِي الـمَـآلِ وَهُوَّ الحَافِظُ الوَالِي
حَسْبِي الْمُهَيْمِنُ رَبِّي لاَ شَرِيكَ لَهُ*فِي الدِّينِ وَالنَّفْسِ وَالأَهْلِينَ وَالمَالِ.

ومما قلته في الثناء على الله والاستعانة به:

الله حسبي وهو نعم المفزع :: ملك تذل له الملوك وتخضع

قهر الجبابرة الذين تكبروا :: فتساقطت أركانـهم وتصدعوا

هو الإله القاهر الصمد الذي :: دانت لعزته الخلائق أجمع

ومما قلت في الحض التوكل على الله:

توكل على الرحمن في السر والجهر** ولا تخش ضرا من سواه مدى الدهر

ولا ترج نفعا من سواه وسلمن** له الأمر إن الأمر عن أمره يجري

ومما قلت في الإستغاثة بالله تعالى والإستعانة به:

خزائن ربي ليس ينقصها الدهر** وليس لها حد وليس لها حصر

فيا رب فافتح لي خزائنك التي ** بها اليمن والخيرات والبشر واليسر