أخيرا بدأ الجيش المغربي عملية عسكرية لتطهير منطقة الكركرات من النشطاء الصحراويين الذين سدوا المعبر الرابط بين موريتانيا والمغرب منذ ثلاثة أسابيع مسنودين بقوات جبهة البوليساريو.
ورغم أن العملية لم تتحدد ملامحها النهائية حتى الآن إلا أن الجانب المغربي فتح ثغرات في الجدار العازل وتراجعت الجبهة والنشطاء شرقا تحت تأثير ضربات محدودة بانتظار ماستسفر عنه الساعات المقبلة من تصعيد.
سيناريو الحرب لايبدو في مصلحة أي من الطرفين ، وسيناريو السلام دونه الكثير من العقبات الواقعية والنفسيه.
بيان للقوات الملكية حول العملية أكد أن “القوات المسلحة الملكية قامت، ليلة الخميس- الجمعة، بوضع حزام أمني من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات“.
يستشف من بيانات الجيش المغربي الرغبة في عدم اتساع رقعة المواجهات إذ أضاف بيانه "هذه العملية غير الهجومية وبدون أي نية قتالية، تتم حسب قواعد الالتزام الواضحة التي تقتضي تجنب أي اتصال بالأشخاص المدنيين واللجوء إلى استعمال الأسلحة فقط في حالة الدفاع عن النفس”.
الجبهة عبر وكالتها الرسمية أصدرت بيانا جاء فيه "اليوم الجمعة 13 نوفمبر 2020 في الساعات الأولى من الفجر اقدمت دولة الإحتلال المغربي على الإعلان نهائيا عن نسف وقف إطلاق النار"
هذه البيانات والتشنج ردة فعل أولية قد لاتكون مشفوعة بالأفعال ، وإن كانت الأيام المقبلة حبلى بالأحداث والتطورات على أكثر من صعيد.
موريتانيا التي تلعب دورا تفاوضيا في الخفاء منذ بعض الوقت قد تكون الأمل الأخير للعالم لكي لاتنزلق المنطقة نحو ما لاتحمد عقباه.
ماهو مؤكد حتى الآن أن الرصاصة الأولى أطلقت وأن الجبهة تتراجع لكن ذلك لايعني بحال من الأحوال أن الأمور حسمت.
استيراتيجية المغرب هي فتح معبر الكركرات وتأمينه خاصة من الناحية الشرقية حيث عمق الأراضي الصحراوية الممتدة على شكل شريط يتسع أحيانا ويضيق أحايين أخرى باتجاه الشرق والشمال الشرقي.
القوة العسكرية غير متكافئة بكل تأكيد ، فالمغرب يمتلك ترسانة عسكرية كبيرة ، بالمقابل تمتلك الجبهة عتادا تقليديا نسبيا ، لكنها مدعومة من ظهير قوي هو الجزائر والتي لم تقل كلمتها حتى الآن، وإن كانت لاتبدو في أحسن الأحوال لتأزيم الوضع.
موريتانيا عدا عن دورها التفاوضي المقبول من مختلف الأطراف ينبغي أن تحمي حدودها بصرامة تامة ، وأن تمنع أي تجاوز لحدودها أو استخدامها كمنطلق لأي شكل من أشكال التموين أو الهجمات.
أملنا في الله كبير وفي دبلوماسيتنا من أجل تلافي الوضع ، وإسكات المدافع بين الأشقاء، وإطلاق حناجر الساسة بالمفاوضات لإنقاذ مايمكن إنقاذه.
محمد محمود إسلم عبد الله