في سابقة من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة، هاجم الآلاف من المتظاهرين مساء أمس مقر الكونغرس الأمريكي في واشنطن للدفاع عما يعتبرونه “الديمقراطية الأمريكية”، وقد يتدخل الجيش للحسم في هذا المشهد الغريب عن الحياة السياسية في هذا البلد.
وكان مرتقبا قيام الكونغرس الأمريكي المصادقة اليوم على فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة في الانتخابات التي جرت يوم 3 نوفمبر الماضي. وكان الكونغرس سيصادق على النتائج. ومنذ البداية، رفض عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا القبول بنتيجة الولاية، وفي الوقت الذي اختلى المسؤولون للبت في الاعتراض، كانت تجري خارج المبنى التشريعي احتجاجات عنيفة ضد عملية المصادقة.
وألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابا عنيفا ضد الكونغرس متهما الحزب الديمقراطي بسرقة الانتخابات وتزويرها، قائلا “لن نعترف بالنتيجة ولن نتركهم يصلون الى البيت الأبيض”، ودعا نائبه مايك بانس الى عدم المصادقة على فوز بايدن. وسط الحماس، توجه المتظاهرون، بطلب من ترامب، إلى مبنى الكونغرس واستطاعو اقتحامه بل والدخول إلى قاعة التصويت ليتم تعليق الجلسة وإجلاء الأعضاء.
ولم يسبق للولايات المتحدة أن سجلت حالة غريبة في تاريخها السياسي مثلما يحدث في واشنطن، حيث عجز الأمن على مواجهة المتظاهرين الذين اقتحموا قاعة اجتماع الكونغرس.
وأمام هذه التطورات التي لم يعتدها الأمريكيون ووسط لبس في الدستور لمعالجة هذه الحالة، قد يأخذ الجيش الأمريكي المبادرة ويقوم باعتقال الرئيس ترامب أو احتجازه وإعلان حالة الطوارئ في البلاد إذا تفاقمت الأوضاع. وكان وزراء الدفاع السابقين قد حذّروا منذ يومين في رسالة من تفاقم الأوضاع وخطورة ترامب على البلاد. ويقول خبراء “ما حدث اليوم يؤكد نية ترامب البقاء في البيت الأبيض، وسيجد الجيش نفسه مضطرا الى التدخل لاعتقاله”.
وصرحت المدعية العامة لنيويورك أن ما يجري يعد بمثابة انقلاب وقد بدأ ترامب هذا الانقلاب، وهي تهمة موجهة ضد الرئيس واحتمال محاكمته مستقبلا على ما يجري.
وتعيش الولايات المتحدة توترا سياسيا طيلة الأربع سنوات الأخيرة منذ وصول ترامب الى البيت الأبيض ثم إصراره على عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية التي خسرها.