في خطوة مهمة وأولى من نوعها، طالبت 6 منظمات يهودية أمريكية تعرّف نفسها بأنها موالية لإسرائيل، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالتراجع عن قرار وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو بوسم منتجات المستوطنات على أنها “صُنعت في إسرائيل”، معتبرة أن هذا القرار “ضار بآفاق الحل السلمي”.
ووجهت الرسالة إلى وزير الأمن الداخلي الأمريكي، أليخاندرو مايوركاس، يوم الثلاثاء الماضي، وجاء في نصّها: “نحن منظمات أمريكية موالية لإسرائيل، نكتب لحث وزارة الأمن الداخلي على إعادة النظر وإلغاء الإشعار العام للإدارة السابقة بتاريخ 23 كانون الأول/ ديسمبر 2020 حول (وسم بلد المنشأ للمنتجات من الضفة الغربية) الذي نشرته إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية”.
وقالت المنظمات: “نعتقد أن الإشعار العام يتعارض مع سياسة الولايات المتحدة الحالية بشأن وضع الأراضي المحتلة، ويعتبر وسما غير دقيق ومضللا على منشأ المنتجات، وضارا بالمصالح الأساسية للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”.
والمنظمات الموقعة على الرسالة هي “أمريكيون من أجل السلام الآن”، و”جي ستريت”، و”آمينو”، و”صندوق إسرائيل الجديد”، و”شركاء من أجل إسرائيل التقدمية” و”الدعوة الحاخامية لحقوق الإنسان”، وجميعها منظمات يهودية أمريكية.
وذكرت في رسالتها أن “الإخطار العام صدر وسط ذروة نشاط الإدارة السابقة في تصديق وإضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية بعد هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات”.
وقالت إن القرار يناقض السياسة التي تبنتها الولايات المتحدة على مدى عقود في التفريق بشكل صارم بين إسرائيل والضفة الغربية. وأضافت: “أنه يتعارض مع سياسة إدارة بايدن في معارضة النشاط الاستيطاني والضم أحادي الجانب لأراض، باعتباره ضارا بآفاق الحل السلمي والعادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”. وتابعت: “لذلك نحث وزارة الأمن الداخلي على مراجعة وإلغاء الإشعار العام، وتنفيذ التوجيهات الجمركية طويلة الأمد التي تتطلب وسم مثل هذه البضائع على النحو الواجب”. الى ذلك طالب وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس مساء أمس بوقف نقل اللقاحات إلى السلطة الفلسطينية و19 دولة أخرى، من بينها كما أشيع موريتانيا.
وأثار خبر قرار بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال إرسال لقاحات الى 19 دولة الذعر في أنحاء موريتانيا.
وأقسم مدونون موريتانيون أنهم لن يقبلوا أخذ لقاحات كورونا إذا بدأ تعميمها ما لم يتأكدوا أنها غير قادمة من إسرائيل، مطالبين حكومة ولد بلال بتوضيح الموقف من الهدية الإسرائيلية غير المرحب بها”.
وتناقلت المواقع الإخبارية الموريتانية تغريدة للكاتب الفلسطيني صالح النعامي أكد فيها نقلا عن مراسل صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية نشيلوتي بيبر قوله، في تغريدة على حسابه في تويتر، إن إسرائيل أرسلت لقاحات كورونا إلى عدد من الدول من بينها موريتانيا، وإن كل دولة حصلت على 5000 جرعة من هذه اللقاحات التي تهدف إسرائيل من ورائها التأثير على النخب الحاكمة، واستخدامها كورقة مقايضة لدفع هذه الدول للاعتراف بإسرائيل او نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن وزير إسرائيلي قوله ردا على سؤال حول مبررات إرسال هذه اللقاحات، إنهم يرسلونها للدول التي لديها معهم “علاقات صداقة”، زاعمة أن موريتانيا كانت على وشك إعادة علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، لكن الضغوط فشلت.
وذكرت الصحيفة “أن موريتانيا أقامت علاقات مع إسرائيل بدأت عام 1992، واستمرت حتى آذار/ مارس من عام 2010”.
وقالت الصحيفة إن موريتانيا ذلك البلد السني والمسلم والأفريقي، العضو في جامعة الدول العربية، كاد أن يعيد علاقاته مع إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، ولكن المفاوضات لم تفض إلى نتيجة قبل خروج ترامب من البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة إنها سألت مسؤولا إسرائيليا رفيع المستوى حول إن كان إرسال كميات من لقاح كورونا إلى موريتانيا دليلا على أن البلدين في طريقهما نحو تطبيع العلاقات، فرد قائلًا: «نحن نرسل لقاحات إلى البلدان التي تربطنا بها علاقات صداقة».
نواكشوط ـ «القدس العربي»: