دق المرصد الوطني لمناهضة العداء ضد المسلمين في فرنسا ناقوس الخطر بشأن تنامي ظاهرة الكراهية ضد المسلمين داخل المجتمع الفرنسي، مؤكدة أن عدد حالات العنف في حق المسلمين بسبب ديانتهم قد ارتفع بشكل غير مسبوق في مختلف مدن الجمهورية خلال الأشهر الماضية من السنة الحالية.
خطورة ارتفاع العداء للمسلمين في فرنسا تكمن في أن هذه الأخيرة تضم أكبر عدد من المسلمين المقيمين في أوروبا، حيث يقدر تعدادهم بحوالي 5 ملايين مسلم، ما يجعل المجتمع الفرنسي أمام حالة من الاحتقان المجتمعي في حال تواصل ارتفاع الاعتداء على المسلمين بسبب الكراهية للإسلام.
وقدم المرصد الوطني لمناهضة العداء للإسلام في فرنسا، الحصيلة نصف السنوية لعدد الاعتداءات التي كان ضحيتها مسلمون فرنسيون، ليظهر أن حالات الاعتداء التي يمكن تصنيفها كمعادية للإسلام قد بلغت 274 حالة خلال الأشهر الستة من العام الحالي، محققا ارتفاعا بلغت نسبته 281 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي حيث لم تتجاوز حالات الاعتداء على المسلمين خلال تلك الفترة 72 حالة.
وأكد المرصد أنه لم يسبق أن سجل هذا الارتفاع المهول في عدد الاعتداءات على المسلمين منذ تأسيسه سنة 2011، مفسرا الأمر بالأحداث الإرهابية التي عرفتها العاصمة الفرنسية باريس خلال شهر يناير الماضي من هجوم على مقر جريدة شارلي إيبدو واحتجاز للرهائن في محل تجاري يهودي، غير أن المرصد عاد لكي يؤكد أن "الأحداث الإرهابية لا يمكن أن تبرر بأي شكل من الأشكال الكراهية ضد المسلمين لأنهم غير مسؤولين عن تلك الجرائم الإرهابية".
وقارن المرصد بين الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي والأشهر التي تلتها ليتبين له أن عدد الاعتداءات قد تراجع خلال الفصل الثاني من السنة الجارية مقارنة مع الفصل الأول الذي تم فيه إحصاء أكثر من 222 حالة اعتداء على المسلمين، مقابل 52 حالة خلال الفترة بين شهر أبريل ويونيو الماضي.
ويعمل المرصد على إعداد تقارير دورية ونصف سنوية يقدمها لوزارة الداخلية الفرنسية، حتى تعلم مدى انتشار العداء للمسلمين داخل المجتمع الفرنسي، بيد أن الأرقام التي ينشرها المرصد لا تعكس بدقة الوضعية على أرض الواقع نظرا لاستثنائه جميع الاعتداءات ضد المسلمين التي لا يتم التبليغ عنها لدى مصالح الشرطة، وهو ما أكده المرصد عندما تحدث عن كون 15 في المائة من حالات الاعتداء على المسلمين لا يتم التبليغ عنها وبالتالي لا يتم احتسابها.