تضع موريتانيا، وفق ما تشير له تحركاتها الدبلوماسية النشطة، قضية استقرار تشاد في مقدمة أولوياتها. فقد توجه الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني زوال، الخميس، إلى العاصمة التشادية نجامينا، للمشاركة في تشييع جثمان الرئيس الراحل إدريس دبي والمساهمة في إرساء المرحلة الانتقالية التي أعلن عنها الجيش بشكل يؤمن البلاد وينعكس إيجابا على مجموعة دول الساحل الخمس.
وسبق أن وجه ولد الغزواني برقية تعزية في وفاة ديبي معربا عن “أمله في تعزيز الشراكة والتعاون في الظروف الحالية العصيبة بين موريتانيا و دول شبه المنطقة ضمانا للسلام والأمن”.
وتقام مراسيم جنازة رسمية لديبي، يوم الجمعة المقبل، في نجامينا، وسط حضور إقليمي كبير. كما أعلن الأليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر أيضا.
وكان الجيش التشادي قد أعلن في ساعات الصباح الأولى من الثلاثاء الماضي، عن مقتل الرئيس إدريس ديبي متأثرا بجراح أصيب بها أثناء مواجهات مع متمردين شمال البلاد.
وأعلنت الأمانة التنفيذية لمجموعة الدول الخمس بالساحل في بيان نشرته، أمس الأربعاء، “أنه لا يسعها إلا أن تحيي روح القيادة لدى تشاد والتي تجلت من خلال عملها الدؤوب على خدمة واستقرار وتنمية منطقتنا ومنظمتها الإقليمية، كما تجلت أيضا من خلال العمل على اعتماد استراتيجية التنمية والأمن التي تشكل وثيقة مرجعية وبوتقة انصهار الجهود للدول الخمس الأعضاء”.
وأضاف البيان أن “الجيش التشادي الباسل ساهم منذ ما يقرب عقد من الزمن في عملية إعادة الاستقرار لمنطقة الساحل وبرهن على درجة عالية من الشجاعة والتضحية سواء في مناطق ادرار ايفوغاس في مالي سنة 2013 أو في مناطق ليبتاكو- كورما (في بوركينا فاسو ومالي والنيجر) سنة 2021. وتابع “لقد ساهمت جمهورية تشاد أيضا في تحقيق الأهداف المرسومة من طرف الاتحاد الأفريقي للقوة المشتركة لمجموعة الدول الخمس في الساحل كما ظلت تقدم الدعم الثمين لبعثة الأمم المتحدة المتعددة الأبعاد من أجل الاستقرار في مالي”.
وتابعت الأمانة التنفيذية في بيانها “إن الأمانة التنفيذية لمجموعة الدول الخمس بالساحل لتعبر في هذه الفترة الحرجة من تاريخها عن عرفاها لجمهورية تشاد للدور الذي ظلت تلعبه خدمة لاستقرار وتنمية منطقة الساحل كما تؤكد دعمها الكامل للمرحلة الانتقالية المعلنة”.
واستضافت موريتانيا أمس أعمال اجتماع وزراء خارجية مجموعة دول الخمس في الساحل وتناول الاجتماع، الذي تم تنظيمه لأول مرة عن بعد، الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وفي نهاية اللقاء، أكد اسماعيل ولد الشيخ أحمد وزير الخارجية الموريتاني “أن الاجتماع ركز أساس على أساس القضايا الأمنية في منطقة الساحل والتحديات التي تواجهها المجموعة، مبرزا انهم اتفقوا في هذا الاطار على الاشادة بما قامت به دولة اتشاد بقيادة الرئيس ادريس دبي ضد مجموعة بوكو حرام الارهابية في ما يسمى بحيرة اتشاد، وعلى ضرورة تقوية الأمن في دول المجموعة.
وأشار إلى أن من أهم ما تم تناوله خلال الاجتماع الحديث عن مستقبل العالم وخصوصا قارة أفريقيا بعد الجائحة. وأكدوا المجتمعون في هذا الصدد على ضرورة إيجاد دعم لدول المجموعة في مواجهة التحدي الأمني والتحدي الصحي وكذا التحديات الناجمة عن التقلبات المناخية، وضرورة أن يتجسد هذا الدعم في الإعفاء التام من الديون والتي أعلن عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا.
“القدس العربي”