اتسع الجدل بشأن مشروع افتتاح تفريعة جديدة لقناة السويس المصرية ليشمل الجدوى الاقتصادية للمشروع، قبل أن يمتد ليشمل إجراءات الحكومة المصرية لتأمين الافتتاح المقرر بعد أيام.
"مطار القاهرة يستقبل 1400 كلب بلجيكي لتأمين السيسي في حفل افتتاح القناة".. هكذا كتب موقع رصد الإخباري، فظن مؤيدو السلطة الحالية في مصر أنها مجرد مناكفة للسلطة أو محاولة لانتقادها والسخرية منها قبل أيام من افتتاح مشروع جدلي يتعلق بتفريعة جديدة لقناة السويس.
ولم يفت موقع رصد أن يشير في هذا الصدد إلى أن الاستعدادات لما يعرف بـ"افتتاح القناة الجديدة" تشهد العديد من مظاهر البذخ والتهويل، ومنها تزيين المجرى الملاحي برا وبحرا وجوا بالأعلام وإنشاء عشرين نصبا تذكاريا، ودعوة ملوك وأمراء ورؤساء العالم لحضوره.
لكن المثير أن العنوان نفسه تكرر بتعديلات طفيفة في مواقع مستقلة، فضلا عن أخرى مؤيدة للنظام أو قريبة منه، مثل الدستور والفجر والوفد.
وأكدت المواقع الإخبارية أن الكلاب -وهي من فصيلة المالينو- وصلت بالفعل إلى مطار القاهرة الدولي وتسلمتها "جهات سيادية عليا" بعدما أوصت تقارير أمنية بالاستعانة بهذا النوع من الكلاب في هذه المرحلة التي تشهد ارتفاعا ملحوظا في العمليات الإرهابية بمصر.
وتحدث موقع المصريون عما وصفه بالسر وراء اختيار مؤسسة الرئاسة للكلاب البلجيكية فقال إن هذا النوع من الكلاب يتميز بالذكاء والشراسة والشجاعة، ويجيد أعمال التنقيب عن المتفجرات فضلا عن أعمال الحراسات الخاصة.
وبدورها أفردت صحيفة الوطن القريبة من السلطة موضوعا لتقديم معلومات عن هذا النوع من الكلاب، فقالت إنها تعد في المركز الثاني عالميا من حيث مهارتها، خصوصا في البحث والكشف عن المتفجرات والمواد المشتبه بها، مضيفة أن سعر الواحد منها يبدأ من ألفي جنيه مصري خلاف كلفة شحنه من الدول المصدرة له.
واختارت صحيفة البديل المستقلة أن تلفت النظر في عنوانها عن الموضوع إلى أن استيراد الكلاب البلجيكية يأتي في ظل تعليمات السيسي بتقليل الإنفاق على افتتاح القناة، مضيفة أن استيراد الكلاب يطرح أسئلة عن مدى استعداد أجهزة الأمن لعملية التأمين.
أما مواقع التواصل الاجتماعي فعجت بتعليقات ساخرة، واتخذ بعضها أسلوبا حادا تركز في معظمه على انتقاد السلطة والشرطة المصرية والسخرية من أدائهما.
فقد علق آدم الجابر على تويتر قائلا "مش مكفيهم الكلاب اللي في مصر، مستوردين 1400 كلب بلجيكي، أصل الكلاب عندنا مقصرة شوية".
وغرد مشارك يدعى عمرو بالقول "بلد ليس عندها ما يكفي لاستيراد كفايتها من السولار والقمح، ولكن عادي جدا تستورد ١٤٠٠ كلب بلجيكي لمحاربة الإرهاب".
أما مروة نانا فكتبت على تويتر "مصر تستورد 1400 كلب بلجيكي لتأمين قناة السويس، وماله الإنتاج المحلي ولاّ إحنا زي القرع نمد لبرّا!".
واختار حساب روكا المصري السخرية من الأمر بطريقة أخرى حيث كتبت "خبر عاجل، أنباء عن اعتصام داخل وزارة الداخلية اعتراضا على استقدام كلاب بلجيكية، وترديد هتافات تقول: الداخلية كلابها وفية لمّوا كلاب البلجيكية".
وذهب حساب شكري إلى التركيز على زاوية الكلفة المالية فكتب "ودول كلفوا الدولة كام؟، طبعا كله من دم الغلابة"، في حين كتب حسن "ما شاء الله، دولة مصر بجلالة قدرها تجيب كلاب علشان تحرس حفل افتتاح، هي دي مصر اللي عايزينها تبقى قد الدنيا"؟
وسخر دياب من استيراد كلاب من بلجيك،ا وقال "وضفادع فرنسية وأبقار هولندية، الله يخرب بيتكم خربتوا مصر".
أما مهنا الزهراني فاعتبر الاستعانة بكلاب الحراسة تعبيرا عن خوف السلطة وكتب على تويتر "خايف من الموت، قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم، وأما عن الإعلام فإن هذا أكلب إعلام مر على مصر".
الجزيرة نت