لو انهم قاموا بدور المعارضة الإيجابي في أنتقاد العمل الحكومي المليء بالنواقص والأخطاء لكان خيرا لهم ولنا، لو انهم سلطوا الضوء على الأرتفاع المذهل للأسعار، رغم ان هناك من يجد مسوغا لذلك الأرتفاع ، انعدام سفن الشحن وغلاء أسعارها -إن وجُجدت- ، لكن لابأس فالحكومات لايُترك لها الحبل على الغارب وانتقادها وإظهار النواقص في عملها ، والتنبيه على مالم يتم إنجازه ، كلها أمور هي في صميم الفعل المعارض، فما تم إنجازه لايعني معارضتنا الجديدة، والتركيز على نصف الكأس الفارغة هي أيضا من مسلكيات من يبحثون عن شيء يمكن ان يساعد هؤلاء على الظفربجزء ولو بسيط، لملء جزء من الفراغ ، لو انهم انتقدوا الوزير الأول المعني بتنسيق العمل الحكومي على البطء في تنفيذ كل المشاريع ضمن برنامج تعهداتي ، وذلك بأعتراف من الوزير الأول نفسه، لو انهم انتقدوه على سفره في راحته السنوية وأثناء الجائحة ، الى الرياض بالمملكة العربية السعودية، وليس الى الرياض حاضنته الشعبيه ، كل هذه الأنتقادات رغم عدم الموضوعية في جزء كبير منها ، لكن مع ذلك تبقى واردة ، بل واجبة ، خصوصا على معارضة جديدة لنظام جديد وقليل الأخطاء ، يقدر المعارضة حق تقدير ويقتنع بضرورة ان تقوم بدورها بحرية مطلقة ، وكله آذان صاغية لجميع الآراء والمقترحات، دون إقصاء او تهميش اوشيطنه ، لكن الغريب والمستهجن والمرفوض جملة وتفصيلا في معارضة لاكاز ، هو الخطاب العنصري والفئوي والشرائحي المقيت ، عجبت لقوم يسعون للصالح العام ، ويسعون لقيادة بلد متعدد الأعراق والأجناس، وأحزابهم تضم منخرطين ومناضلين من شتى الأعراق ، ومع ذلك تسعى حثيثة الى ان تنهج نهج التفتيت وإحداث الفرقة بين الناس ، كي لا أسمي ذلك دعوة صريحة للفتنة، والوقيعة بين الناس ، لا أستطيع ان أسمي ذلك سوى لإفلاس الفكري والثقافي والسياسي، كان على العاقلين والمتمرسين من هؤلاء ان يقوموا بتحضير جيد لخرجتهم الأولى، فنحن بحاجة الى كل الآراء ، وبحاجة أيضا الى حوار جاد ومفيد ، يجمع ولا يُفرق ، كم أتمنى ان تكون كبوة جواد .
التاه ولد احمد