كشفت مجلة “فورين بوليسي” الدولية ـ الواسعة الانتشارـ عن ما تسميه كواليس تمويل من الحكومة الموريتانية لمنظمة دولية تهتم بالشفافية في مجال الصيد البحري لتكون نظيرة لمنظمة الشفافية الدولية.
و أشار التقرير إلى شبهات في نيات و ر في صيد موريتانيا في القطاع الصيدي. ونبّهت الصحيفة في مقال تحقيقي نُشرَ في الخامس من أغسطس الحالي بعنوان “البروفيسير والجنرال وتجارة العالم الأكثر سمكاً/ شبهة” إلى تعاون الجنرال محمد ولد عبد العزيز مع بيتير أيجان، الناشط الدولي المعروف في مجال الشفافية من خلال دعم الجهاز الدولي الجديد لدعم الشفافية في مجال الصيد البحري.
ونبهت الصحيفة إلى أن إيجان كان قد أسّسَ منظمة الشفافية الدولية في 1993 ثم في عام 2002 أسّسَ مرصداً آخر لرقابة المستخرجات المعدنية وتطبيق الشفافية عليها وأنّه اليوم، وهو في السابعة والسبعين من عمره يروم ختم مساره بتأسيس منظمة للشفافية في مجال مستخرجات البلاد.
و ظلّلت الصحيفة على دعم موريتانيا، التي عانت دوماً من نهب شواطئها بسبب الفساد، لهذا المرصد، منبِّهة إلى أن نجاح هذا المشروع قد يُنقِذُ موريتانيا، ولكن الصحيفة أبقت نبرة متشائمة من نجاح موريتانيا في هذا المجال مُنبِّهة إلى الفساد المتزايد فيها.
واشتبهت الصحيفة في كون موريتانيا هي أول بلد يموِّلُ مشروع إيجان. وردّ إيجان على إيميل من المجلة قائلاً إن تمويل موريتانيا للمرحلة الأولية من مشروعه إنّما يدخل في إطار استشاري رفضَ الكشف عنه، قائلاً إن موريتانيا تموِّلُ فقط المرحلة الأولية النظرية وأن مانحين آخرين سيموِّلون بقيّة مراحل المشروع.
ونبّهت الصحيفة إلى استثراء الإطار العائلي للجنرال عزيز ومحيط ضباطه العسكريين الكبار قائلة إنه برغم خطاب مكافحة الفساد لم يستهدف أياً من هؤلاء الذين بنوا فيلاهات في مُحيط نواكشوط.
ونقلت الصحيفة عن با أليو كوليبالي منسق منظمة للشفافية هي Publish What you Pay أن قطاع الصيد البحري يبقى خاضعاً للفساد في ظلِّ الجنرال عزيز وأن المتنفذين في سلطة الجنرال عزيز ما زالوا يأخُذون رُخَصَ الصّيْدِ باسم شخصي ويبيعونها في إسبانيا كما كانوا يفعلون في السابق؛ وأن صفقات موريتانيا مع الدول في مجال الصيد مازالت غير معلنة وغير منشورة.
و تحدثت الصحيفة بإسهاب عن الشيخ ولد باية الذي اعتبره ثاني أغنى رجل في موريتانيا. و كمثال على فساد الصيد تحدّثت المجلة عنه مشيرة إلى علاقته مع ولد عبد العزيز و اثرائه السريع والمشبوه.
ونقلت المجلة عن أد كورتون وهو خبير هولوندي واستشاري لموريتانيا قوله إن ولد باية، الذي يقود المفاوضات مع أوروبا هو شخص متنفذ ومتحكم في قرارات الصيد وأن له مصالح تجارية في قطاع الصيد وأنه استثرى بفعل هذا وأصبح ثاني أغنى رجل في موريتانيا.
و نبّهت الصحيفة إلى العلاقات الحميمية بين عزيز وولد باية وإلى دفاع الأول عن الأخير.